جنرال أمريكي كبير: مهمة سورية تستحق المخاطرة

قال أكبر مسؤول عسكري أمريكي اليوم السبت إن الانتشار الأمريكي المستمر منذ نحو ثماني سنوات في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يستحق المخاطرة وذلك بعد زيارة نادرة غير معلنة لقاعدة مغبرة في شمال شرق البلاد للقاء القوات الأمريكية.

وتوجه الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى سوريا لتقييم الجهود المبذولة لمنع عودة الجماعة المتشددة ومراجعة الضمانات للقوات الأمريكية ضد الهجمات، بما في ذلك الطائرات بدون طيار التي تحلق بها الميليشيات المدعومة من إيران.

وفي حين أن تنظيم الدولة الإسلامية ظل للجماعة التي حكمت أكثر من ثلث سوريا والعراق في خلافة أعلنت في 2014 لا يزال مئات المقاتلين يخيمون في مناطق مقفرة لا يسيطر فيها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولا الجيش السوري بدعم من روسيا وفصائل مسلحة تدعمها إيران سيطرة كاملة.

ويوجد الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية الآخرين في مرافق احتجاز تحرسها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، الحليف الرئيسي لأمريكا في البلاد.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال بإمكانه أن يتجدد ليصبح تهديدا كبيرا.

لكن المهمة، التي كاد الرئيس السابق دونالد ترامب أن ينهيها في عام 2018 قبل أن يخفف من خططه للانسحاب، هي من بقايا الحرب العالمية الأكبر ضد الإرهاب التي شملت ذات مرة الحرب في أفغانستان وانتشارا عسكريا أمريكيا أكبر بكثير في العراق.

وردا على سؤال من الصحفيين المسافرين معه عما إذا كان يعتقد أن نشر ما يقرب من 900 جندي أمريكي في سوريا يستحق المخاطرة، ربط ميلي المهمة بأمن الولايات المتحدة وحلفائها، قائلا: "إذا كنت تعتقد أن هذا مهم، فإن الإجابة هي" نعم ".

قال ميلي: "أعتقد أن هذا مهم".

وأضاف"لذلك أعتقد أن الهزيمة الدائمة لداعش ومواصلة دعم أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة... أعتقد أن هذه مهام مهمة يمكن القيام بها".

المهمة تنطوي على مخاطر. وأصيب أربعة جنود أمريكيين خلال غارة بطائرة هليكوبتر الشهر الماضي عندما تسبب زعيم للدولة الإسلامية في انفجار.

في الشهر الماضي، أسقط الجيش الأمريكي طائرة بدون طيار إيرانية الصنع في سوريا كانت تحاول إجراء استطلاع على قاعدة دورية في شمال شرق سوريا.

استهدفت ثلاث طائرات بدون طيار قاعدة أمريكية في يناير في منطقة التنف السورية. وقال الجيش الأمريكي إن اثنتين من الطائرات بدون طيار أسقطتا بينما أصابت الطائرة المسيرة المتبقية المجمع، مما أسفر عن إصابة اثنين من أفراد قوات الجيش السوري الحر.

ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ توجهها ميليشيات مدعومة من إيران، وهو تذكير بالجغرافيا السياسية المعقدة لسوريا حيث يعتمد الرئيس السوري بشار الأسد على دعم إيران وروسيا ويرى القوات الأمريكية كقوات محتلة.

كما هددت تركيا، حليفة أمريكا في حلف شمال الأطلسي، بشن هجوم واسع في سوريا من شأنه أن يهدد شركاء الجيش الأمريكي الأكراد السوريين، الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

ووصف الميجر جنرال ماثيو مكفرلين الذي يقود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا الهجمات ضد القوات الأمريكية بأنها"إلهاء عن مهمتنا الرئيسية".

وأشار مكفرلين إلى التقدم المحرز ضد الدولة الإسلامية بما في ذلك من خلال خفض أعداد النازحين داخليا في مخيمات اللاجئين وهم مجموعة من الأشخاص الضعفاء الذين يمكن أن يجندهم تنظيم الدولة الإسلامية.

ويضم مخيم الهول حوالي 50 ألف شخص، بمن فيهم سوريون وعراقيون ومواطنون آخرون فروا من الصراع، وقدر ماكفرلين أن حوالي 600 طفل يولدون هناك كل عام.

الملازم كمال الصوافي من الحرس الوطني في ميشيجان هو أحد الجنود الأمريكيين في سوريا الذين يساعدون في توفير الأمن للعراقيين الذين يغادرون الهول لإعادتهم إلى العراق في قوافل محمية.

وقال الصوافي، وهو ابن لاجئين عراقيين هاجروا إلى الولايات المتحدة، إن مساعدة اللاجئين العراقيين تجلب له السعادة، ووصف مشاهدة الناس في مخيم الهول وهم يهتفون بينما يغادر العراقيون المخيمات من أجل حياة أفضل في العراق.

قال الصوافي، "إنه شعور جيد".

إقرأ المزيد: مشرع أمريكي يطالب بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا

وقال مكفرلين إنه يعتقد أنه سيأتي وقت يمكن فيه لشركاء الولايات المتحدة في سوريا أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم. ولكن لا يوجد تاريخ مستهدف معروف علنا لإكمال هذا الانتقال.

وقال: "بمرور الوقت، أتصور أننا ننتقل عندما يتم استيفاء الشروط، حيث يمكن لشركائنا أن يكون لديهم بشكل مستقل قوة وقدرة مستدامة على إبقاء داعش تحت السيطرة".

المصدر: رويترز

جنرال أمريكي كبير: مهمة سورية تستحق المخاطرة

تنظيم الدولة الإسلامية، سورية سوريا، مارك ميلي، قاعدة مغبرة، القوات الأمريكية ، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ايران، تركيا ،العراق، داعش،

النشرة البريدية