ما نعرفه عن حاملة السيارات التي احتجزها الحوثيون في البحر الأحمر حتى الان

استولى الحوثيون اليمنيون على السفينة التجارية"جالاكسي ليدر" التي كانت تبحر في جنوب البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، معتقدة أن السفينة مرتبطة بإسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن السفينة ليست إسرائيلية. من أين كانت السفينة تبحر ؟ إلى أين كانت تتجه؟ من يملكها؟ من على متن السفينة اليك الإجابات الشاملة بحسب وكالة سبوتنيك الاخبارية.

السفينة التجارية التي احتجزتها حركة أنصار الله اليمنية(الحوثيون) ليست إسرائيلية ولا يوجد على متنها مواطنون إسرائيليون. كان هذا هو رد الفعل الأولي للجيش الإسرائيلي يوم الأحد على الاستيلاء على حاملة السيارات جالاكسي ليدر، وهي ناقلة سيارات مسجلة في جزر البهاما توقفت أنظمة تتبعها عن العمل يوم السبت قبل أن يتم الإبلاغ عن سيطرة الحوثيين عليها في جنوب البحر الأحمر في اليوم التالي.

ماذا نعرف عن السفينة؟

جالاكسي ليدر"Galaxy Leader" عبارة عن حاملة سيارات 48,710 طن وطول 189.2 وعرض 32.29 قابل للطي(RoRo). تم بناء السفينة الفولاذية ذات الهيكل الواحد في عام 2002 في أحواض بناء السفن Gdynia المفلسة الآن في بولندا، ولديها قدرة حمل تصل إلى 5100 مركبة.
ميناء تسجيل السفينة هو ناسو، جزر البهاما، وترفع علم الدولة الجزيرة الكاريبية(السفن المسجلة في جزر البهاما تعمل معفاة من الضرائب).

يتم تشغيل السفينة من قبل Nippon Ysen Kaisha Line (NYK)، وهي شركة شحن وخدمات لوجستية ضخمة مقرها طوكيو يحتوي أسطول الشحن العالمي الخاص بها على 112 ناقلة مركبات أخرى، ومئات سفن الحاويات الأخرى، وناقلات البضائع السائبة، ورقائق الخشب، والمبردات، والناقلات، وناقلات الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من السفن السياحية.

وفقا ل NYK، كان على متن السفينة ما بين 22 و 25 شخصا وقت الاستيلاء عليها، بما في ذلك بحارة من بلغاريا والمكسيك والفلبين ورومانيا وأوكرانيا. ويقال إن قبطان السفينة ورفيقها الأول مواطنان بلغاريان.

وفقا ل Lloyd's List Intelligence ، تتم إدارة السفينة من قبل شركة Stamco Ship Management Company Ltd، ومقرها في بيرايوس، اليونان، مع مالكها المسجل، Ray Shipping، المؤسس في جزيرة مان، التابعة للتاج البريطاني.

تقول لويدز ان السفينة مملوكة لشركة Ray Shipping Ltd، وهي شركة شحن مقرها تل أبيب تدير أسطولا عالميا يضم حوالي 65 ناقلة مركبات. تم إدراج المالكين المباشرين للسفينة على أنهما رامي وياعيل أونجار، وهما زوجان من رجال أعمال إسرائيليون أثرياء معروف ب التورط في تمويل الحملات السياسية الإسرائيلية.

شركة الأمن البحري Ambrey لديها التحقق بشكل مستقل أن الشركة تنتمي إلى عائلة أونجار. وقال رامي أونجار لوكالة أنباء مقرها الولايات المتحدة إنه على علم باحتجاز السفينة، لكنه امتنع عن تقديم أي معلومات إضافية.

لماذا تنكر إسرائيل الملكية؟

أكد الجيش الإسرائيلي في بيانه حول الحادث، "إن اختطاف سفينة شحن من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية له عواقب عالمية. غادرت السفينة الفارغة كورفيز، تركيا في طريقها إلى بيبافاف، الهند، ويعمل بها مدنيون من جنسيات مختلفة، ليس من بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية".

وقدم مكتب رئيس الوزراء نتنياهو تعليقا مراوغا مماثلا. "تدين إسرائيل بشدة الهجوم الإيراني على سفينة دولية. السفينة، التي تملكها شركة بريطانية وتشغلها شركة يابانية، اختطفتها إيران بتوجيه من ميليشيا الحوثي اليمنية".
وشكلت عملية الاستيلاء"عملا إرهابيا إيرانيا آخر" و"عدوانا على مواطني العالم الحر، وتخلق تداعيات دولية فيما يتعلق بأمن ممرات الشحن العالمية"، على حد تعبير مكتب رئيس الوزراء.

نفت إيران أي علاقة لها بالاختطاف، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني يوم الإثنين إن"هذا النظام(إسرائيل، متكبر) لا يمكن أن يقبل أنه تلقى هزيمة متعددة الأبعاد من جماعة مقاومة فلسطينية في غزة، ويريد إيجاد مبرر للهزيمة التي تعرض لها باتهام جمهورية إيران الإسلامية".

وأكد كنعاني أن الميليشيات الإقليمية تعمل"بشكل مستقل" وهي"ممثلة لبلدانها" و"تتخذ قرارات بناء على مصالح أمتها"، مشددا على أن ادعاءات إسرائيل بخلاف ذلك هي محاولة "إسقاط يهدف إلى الهروب من الوضع الذي تواجهه".

أكد البنتاجون احتجاز جالاكسي ليدر، وندد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بذلك باعتباره"انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، مطالبا"بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها"، وتعهد بإجراء مشاورات"مع الشركاء في الأمم المتحدة لاتخاذ الخطوات التالية المناسبة".

ماذا يقول الحوثيون؟

أكد الحوثيون علنا مسؤوليتهم عن الاستيلاء على"جالاكسي ليدر"، حيث انتقل المتحدث باسم الجماعة، يحيى سريع، إلى X ليلة الأحد ليقول كان الاختطاف ردا على"الأعمال الشنيعة التي ارتكبتها إسرائيل ضد إخواننا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".

وأكد سريع أن طاقم السفينة يعامل"وفقا لمبادئ وقيم ديننا الإسلامي"، وحذر من أن"جميع السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو تتعامل معه" هي"هدف مشروع" فيما يتعلق بالحوثيين، وحث"جميع الدول التي يعمل مواطنوها في البحر الأحمر على تجنب أي عمل أو نشاط يتعلق بالسفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة للإسرائيليين".

وقال المتحدث"إذا كان المجتمع الدولي قلقا بشأن الأمن والاستقرار الإقليميين، بدلا من توسيع الصراع، فعليه وضع حد للعدوان الإسرائيلي على غزة"، متعهدا بأن الحوثيين"سيواصلون" عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل حتى يتوقف"عدوانها" على الفلسطينيين.

في وقت سابق من يوم الأحد، مصدر في جماعة الحوثي أكد لسبوتنيك أن السفينة"جالاكسي ليدر" قد اعترضتها قوارب صغيرة واحتجزتها، وأن السفينة المحتجزة قد نقلت إلى ميناء الحديدة في اليمن، حيث سيتم استجواب طاقمها. وقال عضو المكتب السياسي الحوثي حزام الأسد لسبوتنيك، "إذا لم يكونوا إسرائيليين، فسيتم معاملتهم كضيوف".

وفي سياق منفصل، صرح المتحدث باسم الحوثيين وكبير المفاوضين محمد عبد السلام بأن"احتجاز السفينة الإسرائيلية خطوة عملية تثبت جدية القوات المسلحة اليمنية في شن المعركة البحرية مهما كانت تكاليفها"، وتعهد بأن العملية ليست سوى"البداية".

قالت الحكومة اليابانية يوم الاثنين إنها تتحدث مع الحوثيين بشأن عملية الاستيلاء، بواسطة وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا. وتبين أن طوكيو كانت"تتواصل مع إسرائيل، بالإضافة إلى التواصل مباشرة مع الحوثيين" ، وكانت"تحث المملكة العربية السعودية وعمان وإيران والدول الأخرى المعنية على حث الحوثيين بقوة على الإفراج المبكر عن السفينة والطاقم".

وأضافت"ستواصل حكومتنا اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الدول المعنية مع مراعاة الوضع".

ما هو السياق الأوسع لاحتجاز الحوثيين للسفينة؟

يعد الاستيلاء على"جالاكسي ليدر" جزءا من استراتيجية أوسع للحوثيين، الذين تقع مناطق سيطرتهم في اليمن على بعد أكثر من 2000 كيلومتر من إسرائيل، "للوصول" إلى تل أبيب باستخدام أدوات الحرب غير المتكافئة، والتي شملت فى الماضي خليط من هجمات صاروخية و هجمات الطائرات بدون طيار، تم اعتراض معظمها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية والسعودية والأردنية قبل الوصول إلى إسرائيل.

وجاء الحادث بعد تهديدات وجهها زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي الأسبوع الماضي بمهاجمة سفن العدو. و"أعين الحوثيين مفتوحة للمراقبة والبحث المستمر عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، خاصة في مضيق باب المندب والمياه المتاخمة للمياه اليمنية، رغم قيام السفن الإسرائيلية بتعطيل أجهزة (التموضع) في البحر الأحمر، وتعهد يوم الثلاثاء الماضي أنهم لن يتمكنوا من الاختباء.

وقد خاضت عائلة أونجار بالفعل خبرة في الهجمات على سفنها في المنطقة. في عام 2021 ، تعرضت سفينة هيليوس راي، وهي سفينة أخرى تحمل سيارات المليارديرات، لانفجار في خليج عمان، حيث ألقت وسائل الإعلام الإسرائيلية باللوم على إيران على الفور.

وبشكل منفصل في عام 2021، أفادت التقارير أن حاملة الطائرات هايبريون راي المملوكة لإسرائيل تعرضت لأضرار طفيفة بعد إصابتها بصاروخ قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة. ونفت طهران بشدة أي تورط لها في الهجمات، متهمة تل أبيب بتنظيم هجوم"علم زائف"، الحادث المصمم لإشعال حرب إقليمية بعد حادثة هيليوس راي.

وفي الوقت الذي اتهمت فيه إيران أو"وكلاء إيران" باستهداف سفنها التجارية، التزمت إسرائيل الصمت. بشأن عملياتها التخريبية المزعومة ضد سفن الجمهورية الإسلامية على مر السنين، بما في ذلك العديد من الناقلات الإيرانية التي تحاول توصيل النفط إلى سوريا، التي حرمت من الوقود بسبب الاحتلال الأمريكي للأراضي الشمالية الشرقية من ذلك البلد.

في نهاية المطاف، يشير الاستيلاء على جالاكسي ليدر إلى تصعيد آخر في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي بدأت الشهر الماضي وتهدد بالتوسع إلى حريق إقليمي وسط نشر الولايات المتحدة لمجموعتين من حاملات الطائرات وآلاف القوات الإضافية، فضلا عن الطائرات، في الشرق الأوسط. كما أدت المناوشات المحدودة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والهجمات الجوية الإسرائيلية ضد سوريا، إلى تصعيد التوترات.

وخلافا لتوقعات تل أبيب والصقور في واشنطن، امتنعت إيران حتى الآن عن الدخول في الصراع مباشرة، وبدلا من ذلك انضمت إلى عشرات الدول الأخرى بما في ذلك روسيا والصين والمملكة العربية السعودية وتركيا والبرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا وغيرها من الدول التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.

علىّْ الدين الإخباري