الحوثيون يضربون حاملة طائرات أمريكية مرتين خلال 24 ساعة.. تصعيد خطير في البحر الأحمر (فيديو)

جدول المحتويات

في تصعيد عسكري غير مسبوق، أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية فجر الاثنين (17 مارس 2025) استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" للمرة الثانية خلال 24 ساعة في شمال البحر الأحمر، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، في وقت تواصل واشنطن ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة.

تفاصيل الهجوم: صواريخ ومسيرات واشتباك لساعات

وفقًا لبيان صادر عن المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع، تم تنفيذ الهجوم عبر "عدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة"، خلال اشتباك استمر ساعات مع القوات الأمريكية التي حاولت – بحسب البيان – شن هجوم مضاد. وأكد سريع أن المقاتلات الأمريكية "اضطرت للعودة من حيث أتت" بعد إطلاق النيران على الحاملة والقطع البحرية المرافقة لها.
يأتي الهجوم الثاني بعد ساعات فقط من إعلان الحوثيين مساء الأحد استهدافهم الأول للحاملة، مما يشير إلى تصاعد القدرات العسكرية للجماعة التي تدعمها إيران، أو إلى استراتيجية ضغط متعمدة لدفع واشنطن لوقف ضرباتها.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" وعدد من القطع التابعة لها للمرة الثانية خلال "24 ساعة" ردا على العدوان الأمريكي على بلدنا - 17 مارس 2025م
pic.twitter.com/diqPOFKcjR
— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 17, 2025

الرد الأمريكي: "ضربات لا هوادة فيها"

من جهتها، ردت الولايات المتحدة بتصريحات حاسمة. قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث: "لن نتوقف عن ضرب الحوثيين حتى يكفوا عن تهديد السفن الدولية والأصول الأمريكية"، في إشارة إلى الهجمات الحوثية المتكررة على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، والتي تذرعت بها الجماعة بدعم فلسطين.
كما كشفت مصادر عسكرية أمريكية لـوكالة رويترز عن إسقاط 11 طائرة مسيرة أطلقتها الجماعة باتجاه الحاملة، مؤكدة تعزيز إجراءات الحماية حول السفن الحربية.

خلفية الأزمة: من دعم غزة إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن

ربط الحوثيون بين عملياتهم العسكرية والأزمة في غزة، حيث أعلنوا فرض حظر على مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وباب المندب "حتى رفع الحصار عن القطاع". لكن التصعيد الأخير يمثل تحولاً في استراتيجية الجماعة، التي انتقلت من استهداف سفن تجارية إلى مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية، مما يعكس – وفق محللين – دعماً إيرانيّاً متصاعداً في ظل التوتر الإقليمي.
من جانبه، هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بــ"خيارات تصعيدية إضافية" إذا استمرت الضربات الأمريكية، التي أودت بحياة 53 شخصًا مؤخراً في غارات على الحديدة.

تداعيات التصعيد: مخاوف من توسع رقعة الحرب

يرى مراقبون أن استهداف حاملة طائرات – وهي رمز للقوة العسكرية الأمريكية – ينذر باحتمال تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية واسعة، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أذنت للجيش بتنفيذ عمليات "حاسمة" دون انتظار موافقة البيت الأبيض، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة.
كما أثارت الأزمة مخاوف من تعطيل الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية، وسط دعوات أممية لوقف التصعيد.

الخلاصة: المنطقة على حافة الهاوية

مع إصرار الحوثيين على مواصلة الهجمات، وتمسك واشنطن بخيار الضربات الجوية، تدفع المنطقة نحو مواجهة يصعب احتواء تداعياتها، لا سيما مع ارتباط الأزمة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والدور الإيراني. وفي الوقت الذي تحاول فيه دول عربية تخفيف التوتر، يبقى البحر الأحمر نقطة اشتعال قد تعيد رسم تحالفات المنطقة بأكملها.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

البحر الأحمر | الحوثيون | حاملة الطائرات الأمريكية | ضربات جوية | التصعيد العسكري