قرار أمريكي يهدد كهرباء العراق ويصعد التوتر مع إيران

مدة القراءة:

في خطوة جديدة تعكس تصاعد الضغوط الأمريكية على إيران، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 9 مارس 2025 عدم تجديد الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران. هذا القرار، الذي يأتي في إطار سياسة "أقصى الضغوط" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، يضع العراق أمام تحديات طاقة كبيرة، بينما يزيد من حدة التوتر مع إيران التي رفضت مؤخرًا عرضاً أمريكياً للتفاوض حول برنامجها النووي. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا التطور، أسبابه، وتداعياته المحتملة بأسلوب بسيط ومباشر يناسب الجميع، من القارئ العادي إلى المتخصص.

قرار أمريكي يهدد كهرباء العراق ويصعد التوتر مع إيران

لماذا اتخذت أمريكا هذا القرار؟

القرار الأمريكي ليس مفاجئاً لمن يتابع العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران. منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في 2018، تسعى إدارة ترامب إلى خنق الاقتصاد الإيراني عبر عقوبات صارمة تستهدف كل مصادر دخلها، بما في ذلك مبيعات الطاقة. في السابق، كانت واشنطن تمنح العراق إعفاءات مؤقتة لشراء الكهرباء من إيران، لأن العراق يعتمد عليها بشدة ولا يملك بدائل فورية. لكن هذه المرة، قررت الولايات المتحدة إنهاء هذه التسهيلات.

أكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الهدف هو "إنهاء التهديد النووي الإيراني، تقليص برنامج الصواريخ الباليستية، ووقف دعم طهران للجماعات الإرهابية"، وفقًا لتصريحات نقلتها وكالة رويترز. وقبل أيام من انتهاء الإعفاء في 8 مارس، أعلنت المتحدثة تامي بروس أن كل الإعفاءات التي تعطي إيران أي "إغاثة اقتصادية" تحت المراجعة، حسبما ذكرت رويترز. وبعدها، تأكد عدم التجديد رسميًا.

العراق: الضحية غير المقصودة

العراق، الذي يعاني اصلاً من نقص الكهرباء، يجد نفسه الآن في موقف صعب. إيران ليست مجرد مورد طاقة عادي، بل شريان حياة للعراق، خاصة في الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية. تشير تقارير من معهد واشنطن للسياسات إلى أن إيران توفر نحو 40% من احتياجات الكهرباء العراقية في أوقات الذروة. بدون هذه الإمدادات، قد يواجه العراق انقطاعات طويلة، مما يعني ظلاماً دامساً في البيوت وتوقفاً للمصانع.

الحكومة العراقية لم تصدر تعليقًا رسميًا بعد، لكن تقارير سابقة من وكالة أسوشيتد برس أشارت إلى أن بغداد كانت تتوسل واشنطن لتمديد الإعفاءات في السنوات الماضية لتجنب أزمة. الآن، قد تلجأ العراق إلى استيراد الكهرباء من السعودية أو تطوير محطاتها الخاصة، لكن هذه الحلول تحتاج وقتاً ومالاً، وهما أمران لا تملكهما بغداد بسهولة.

إيران ترفض يد ترامب الممدودة

بالتوازي مع قرار الإعفاءات، حاول ترامب فتح باب للحوار مع إيران. في 5 مارس 2025، أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي يعرض فيها مفاوضات جديدة حول البرنامج النووي، حسبما كشفت صحيفة نيويورك تايمز. لكن خامنئي رد برفض قاطع يوم 8 مارس، واصفاً أمريكا بـ"الحكومة المتسلطة" التي تريد فرض شروطها، وفقًا لتقرير الجزيرة. وقال إن المفاوضات لن تحل المشكلات، بل ستكون "محاولة لفرض الإملاءات" على إيران.

من جانبها، ألمحت الولايات المتحدة إلى خيارات أخرى. المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، قال إن التعامل مع إيران قد يكون "عسكرياً أو دبلوماسياً"، حسبما نقلت سي إن إن، مما يثير مخاوف من تصعيد عسكري محتمل.

ماذا يعني هذا للعراق وإيران والمنطقة؟

العراق: أزمة طاقة وغضب شعبي

إذا قطعت إيران الكهرباء بسبب عدم الدفع، سيعاني العراقيون من انقطاعات قد تستمر ساعات يوميًا. في صيف 2018، أدت انقطاعات مماثلة إلى احتجاجات عنيفة، ويخشى أن تتكرر اليوم. وفقًا لـمعهد واشنطن، العراق يحتاج سنوات ليصبح مستقلاً عن الطاقة الإيرانية، مما يعني أن الأزمة قد تطول.

إيران: ضربة اقتصادية جديدة

بالنسبة لإيران، توقف مبيعات الكهرباء للعراق يعني خسارة ملايين الدولارات سنوياً. هذا الضغط الإضافي قد يدفع طهران لتعزيز نفوذها في المنطقة عبر وكلائها، مثل الميليشيات في العراق وسوريا، لتعويض الخسارة.

المنطقة: شبح التصعيد

رفض إيران للمفاوضات مع تهديدات أمريكية بالقوة يضع المنطقة على حافة التوتر. قد تتدخل روسيا أو دول أخرى للتهدئة، لكن الوضع قد ينزلق إلى مواجهات غير متوقعة.

جدول: التأثيرات باختصار

الجانب التأثير المحتمل
العراق - الكهرباء انقطاعات طويلة، صعوبة في التكييف صيفًا
العراق - الشعب احتجاجات محتملة، ارتفاع تكاليف المعيشة
إيران - الاقتصاد خسارة مالية، ضغط على النظام
المنطقة تصعيد محتمل، توترات أمنية
خاتمة: بين مطرقة الطاقة وسندان السياسة

قرار أمريكا بعدم تجديد الإعفاءات يضع العراق في موقف لا يحسد عليه، بينما يرسم خطوطاً جديدة للصراع مع إيران. العراقيون قد يدفعون ثمن هذه السياسة بانقطاع الكهرباء، وإيران تواجه ضغطاً متزايداً قد يدفعها لردود فعل غير متوقعة. السؤال الآن: هل ستجد بغداد حلاً سريعاً لأزمة الطاقة؟ وهل ستنجح واشنطن في كبح طموحات طهران دون تصعيد؟ الإجابات ستظهر قريباً.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

حملة أقصى الضغوط | إيران | العراق | الكهرباء | المفاوضات النووية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صفقة القرن النووية؟ ترامب يفاجئ العالم برسالة سرية لخامنئي

وظائف أهرام الجمعة 7-3-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية