مواجهة علنية بين ترامب وزيلينسكي تفجر الخلافات وتسقط اتفاقية استراتيجية (فيديو)

مدة القراءة:

في مشهد نادر كشف عن توترات غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، شهد البيت الأبيض يوم الجمعة مواجهة كلامية حادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أدت إلى إلغاء توقيع اتفاقية استراتيجية حول المعادن النادرة وإلغاء مؤتمر صحفي مشترك، في تطور ينذر بتبعات قد تطال مسار الحرب في أوكرانيا والعلاقات الثنائية.

مواجهة علنية بين ترامب وزيلينسكي تفجر الخلافات وتسقط اتفاقية استراتيجية

الخلاف يطفو على السطح: اتهامات بعدم الاستعداد للسلام و"نقص الامتنان"

عقب اجتماع ثنائي وصف بـ"المضطرب"، اتهم ترامب زيلينسكي علناً بعدم الرغبة في تسوية سلمية للنزاع مع روسيا، قائلاً: "توصلت إلى استنتاج مفاده أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعداً للسلام إذا شاركت أمريكا... لقد أهان الولايات المتحدة". وأضاف أن زيلينسكي يمكنه العودة "عندما يكون مستعدا للسلام"، في إشارة إلى رفض الأخير تقديم تنازلات تفاوضية.

من جانبه، حاول زيلينسكي الدفاع عن موقف بلاده، مؤكدًا تمسكه باستعادة الأراضي المحتلة منذ 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، قائلاً: "نحن باقون في بلدنا... عبرت عن امتناني مرات عديدة". لكن ترامب ردّ بحدة: "لم تكن وحدك في هذا النضال... بدون دعمنا العسكري، كانت هذه الحرب ستنتهي في أسبوعين".

نص الحوار الكاشف: "أنت تقامر بحرب عالمية ثالثة"

كشفت التسريبات عن تفاصيل الجدال الذي دار أمام الصحفيين، حيث هاجم نائب الرئيس الأمريكي جي.دي. فانس زيلينسكي متهمًا إياه بـ"قلة الاحترام"، وتساءل: "هل قلت شكرًا ولو مرة واحدة؟". كما اشتكى من "ترويج زيلينسكي للمعارضة الديمقراطية" في بنسلفانيا، بينما ردّ الأخير: "هل زرت أوكرانيا لتقول إننا نواجه مشاكل؟".

في ذروة التصعيد، قال ترامب لزيلينسكي: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة... بلدك في مأزق خطير، ولن تنتصر بهذا الأسلوب"، مُلمحًا إلى احتمال انسحاب الدعم الأمريكي إذا لم تُحل الأزمة سلميًا. وأضاف: "أعطيتك السلطة لتكون حازمًا، لكنك لا تملك الأوراق اللازمة بدوننا".

إلغاء اتفاقية المعادن وتداعيات محتملة

كان من المقرر توقيع اتفاقية لاستخراج المعادن النادرة في أوكرانيا، تعتبر ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، لكن الخلافات أدت إلى إلغائها. وفقًا لمصادر في "فوكس نيوز"، حاول الوفد الأوكراني إعادة المفاوضات، إلا أن مسؤولي البيت الأبيض طلبوا من زيلينسكي المغادرة فوراً.

سياق الأزمة: تاريخ من التوترات

تذكر التصريحات بخلافات سابقة بين ترامب وزيلينسكي، منها أزمة الاتصال الشهيرة عام 2019 التي أدت إلى اتهام ترامب بالضغط لتحقيق مكاسب سياسية. كما يعكس الحوار الحالي انقساماً في الرؤى: بين تركيز أوكرانيا على استعادة الأراضي، والرغبة الأمريكية في تجنب تصعيد مع روسيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ردود الفعل: ماذا بعد؟

في كييف، لم يصدر رد رسمي حتى الآن، لكن مراقبين يحذرون من أن العلاقة الوثيقة بين البلدين قد تدخل مرحلة "إعادة تقييم"، خاصة مع تزايد الضغوط الجمهورية في الكونجرس لربط المساعدات العسكرية بخطوات عملية نحو السلام. من جهة أخرى، قد تعقد هذه المواجهة جهود الوساطة الدولية، وتعطي روسيا ذريعة لمواصلة عملياتها العسكرية.

خلاصة

المشادة العلنية بين ترامب وزيلينسكي لم تكشف فقط عن هشاشة التحالف في ظل اختلاف الأولويات، بل أظهرت أيضًا مخاطر تسييس الدعم العسكري. بينما تواجه أوكرانيا تحديات ميدانية في حربها ضد روسيا، يبدو أن طريق السلام لن يمر دون مفاضلة صعبة بين التنازلات السياسية واستمرار القتال.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

ترامب | زيلينسكي | أوكرانيا | الدعم الأمريكي | الحرب

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صفقة القرن النووية؟ ترامب يفاجئ العالم برسالة سرية لخامنئي

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

وظائف أهرام الجمعة 7-3-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج