صورة ترامب على ورقة الـ100 دولار؟.. مقترحات مثيرة وجدل سياسي!
مدة القراءة:
في خطوة تثير الجدل، تقدّم عدد من النواب الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي بمشاريع قوانين لاستبدال صورة بنجامين فرانكلين على ورقة الـ100 دولار بصورة الرئيس الحالى دونالد ترامب، وإنشاء فئات نقدية جديدة تحمل صورته. ترى هذه المبادرات كاستعراض سياسي رمزي يعكس الانقسام الحزبي، بينما يطرح تساؤلات حول تاريخ العملات الأمريكية ومعايير اختيار شخصياتها.
تفاصيل المقترحات التشريعية
أعلن النائب الجمهوري عن تكساس براندون جيل عن مشروع قانون أطلق عليه اسم "قانون العصر الذهبي 2025"، يقترح فيه استبدال صورة فرانكلين – أحد الآباء المؤسسين – بترامب على ورقة الـ100 دولار، واصفاً الخطوة بأنها "تقدير لإنجازاته المنتظرة خلال السنوات الأربع القادمة"، في إشارة للفترة الرئاسية الحالية لترامب.
ولم يكن هذا المقترح الأول من نوعه:
- في فبراير 2024، قدّم النائب جو ويلسون من كارولينا الجنوبية مشروعاً لإنشاء ورقة نقدية من فئة 250 دولاراً تحمل صورة ترامب.
- وفي يونيو 2024، طرح النائب بول جوسار من أريزونا فكرة إصدار فئة 500 دولار مع صورة ترامب ايضاً.
السياق السياسي والرسائل الخفية
تعتبر هذه المقترحات جزءًا من استراتيجية جمهورية لتعزيز مكانة ترامب كرمز سياسي واقتصادي، خاصة مع بداية الفترة الرئاسية الحالية. ومن الواضح أن الدعوات تهدف إلى:
- تأكيد الإرث السياسي لترامب: عبر ربط اسمه بالعملة الأكثر تداولاً عالمياً (الـ100 دولار).
- استقطاب القاعدة الجمهورية: من خلال تحويل ترامب إلى أيقونة تذكر بسياساته التي لا تزال تحظى بشعبية في أوساط المحافظين.
- الرد على الملاحقات القضائية: التي يتعرض لها ترامب، عبر تقديمه كشخصية "تكرم" رسمياً.
معايير اختيار الشخصيات على العملات الأمريكية: لماذا فرانكلين؟
يعد بنجامين فرانكلين الشخصية الوحيدة على العملات الأمريكية التي لم تشغل منصب الرئاسة، لكنه أحد أبرز الآباء المؤسسين، وساهم في صياغة الدستور، وكان عالماً ومخترعاً. أما بقية الفئات فتحمل صور رؤساء سابقين مثل:
- 1 دولار: جورج واشنطن.
- 5 دولارات: أبراهام لينكولن.
- 20 دولاراً: أندرو جاكسون.
طبقاً لقانون صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، يجب أن تكون الشخصيات المختارة قد ماتت منذ عامين على الأقل لضمان "حياديتها التاريخية"، ما يجعل مقترحات إدراج ترامب – الذي ما يزال حياً – غير مسبوقة وتتطلب تعديلات تشريعية استثنائية.
ردود الفعل والانتقادات
- المؤيدون: يرون في ترامب "رئيسًا غير تقليدي" يستحق التكريم لسياساته الاقتصادية، مثل خفض الضرائب وتشجيع الصناعة المحلية.
- المعارضون: يصفون الخطوة بـ"المهزلة السياسية"، مشيرين إلى أنها تحويل للعملة الوطنية إلى أداة دعائية، خاصة مع وجود إجراءات قضائية جارية ضد ترامب.
- خبراء التاريخ: يشككون في إمكانية تمرير المقترحات، نظراً لتعقيد الإجراءات البيروقراطية التي تستغرق سنوات، ولأن تغيير العملة يتطلب موافقة وزارة الخزانة والمجلس الاستشاري للعملات.
هل ستطبق هذه الأفكار واقعياً؟
رغم الضجة الإعلامية، يرجح مراقبون أن المقترحات تبقى "استعراضاً سياسياً" ذا أهداف سياسية، وذلك لأن:
- التكلفة الباهظة لتغيير تصميم العملة قد تصل لمليارات الدولارات.
- المعايير التاريخية الصارمة تجعل إدراج شخصية حية أمراً مستبعداً.
- الأغلبية الضعيفة للجمهوريين في الكونجرس تعيق إمكانية إقرار القوانين، خاصة في ظل معارضة ديمقراطية متوقعة.
الخاتمة: بين الرمزية والواقع
في حين تسلط المقترحات الضوء على التأثير الثقافي لترامب في المشهد الأمريكي، فإنها تكشف أيضاً عن عمق الاستقطاب السياسي، حيث تستخدم الرموز الوطنية كأسلحة في معركة الهوية بين الحزبين. وبغض النظر عن مصير هذه القوانين، يبقى السؤال الأهم: هل العملة الوطنية يجب أن تكون مرآة للإرث التاريخي، أم ساحة للصراعات الآنية؟
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

ترامب على العملة الأمريكية | مقترحات جمهورية | الجدل السياسي الأمريكي | بنجامين فرانكلين | قانون العصر الذهبي 2025
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار