النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

مدمة: صدمة في أسواق الطاقه 

تشهد أسواق النفط العالمية موجة تراجع حادة، حيث يتجه الخام نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر 2024، مدفوعاً بمخاوف متزايدة من فائض في الإمدادات وتأثيرات الرسوم الجمركية الأمريكية التي تُهدد نمو الطلب العالمي. فبحلول صباح اليوم الجمعة (7 مارس 2025)، تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 4.9% منذ بداية الأسبوع، بينما هبط خام "غرب تكساس الوسيط" 4.8%، في أكبر تراجع أسبوعي لكليهما منذ 14 أكتوبر الماضي.

تحركات الأسعار: بين الاستقرار اليومي والانهيار الأسبوعي

الانخفاض الأسبوعي للنفط

برنت
4.9%-

غرب تكساس
4.8%-

على الرغم من استقرار طفيف في التعاملات اليومية الجمعة، حيث ارتفع خام برنت 0.19% إلى 69.59 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس 0.08% إلى 66.44 دولار، إلا أن الصورة الأسبوعية تظهر وضعاً مختلفاً. فمنذ الاثنين الماضي، فقد النفط قرابة 5% من قيمته، متأثراً بعوامل متشابكة:

1. قرار "أوبك+" بزيادة الإنتاج:
   أعلن تحالف "أوبك+"، الذي يضم كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا، المضي قدماً في خطة زيادة الإنتاج بمقدار 138 ألف برميل يومياً اعتباراً من أبريل 2025، مما أثار مخاوف من فائض في المعروض النفطي العالمي.

   زيادة إنتاج أوبك+ المخطط لها

   مارس 2025

   أبريل 2025

   +138 ألف برميل/يوم

2. ارتفاع المخزونات الأمريكية:
   سجلت مخزونات الخام في الولايات المتحدة قفزة غير متوقعة الأسبوع الماضي، مما دفع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2021 يوم الأربعاء.

مخزونات النفط الأميركية

المتوسط

مارس 2025

الرسوم الجمركية الأمريكية: سيف ذو حدين

تصدرت السياسات التجارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عناوين الأخبار، بعد تعليقه الخميس الرسوم الجمركية البالغة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية حتى 2 أبريل، مع إبقاء رسوم الصلب والألمنيوم سارية اعتباراً من 12 مارس. ورغم استثناء النفط الكندي من هذه الرسوم (يخضع لضريبة 10% منفصلة)، إلا أن القرار أثار حالة من الضبابية في الأسواق، حيث ينظر إلى الرسوم كعامل يثقل كاهل النمو الاقتصادي ويبطئ الطلب على الطاقة.

الجدول الزمني للرسوم الأمريكية

12 مارس
رسوم الصلب 25%

2 أبريل
تعليق الرسوم

إعفاء النفط الكندي (ضريبة 10%)

تأثيرات متتالية: من الاستثمارات إلى الاقتصاد العالمي

لا تقتصر تداعيات هذه العوامل على الأسعار فحسب، بل تمتد إلى:

• تباطؤ القرارات الاستثمارية: نتيجة عدم اليقين السياسي، خاصة في قطاع الطاقة الذي يتطلب استثمارات طويلة الأجل.
• ضغط على الاقتصادات الناشئة: التي تعتمد على عوائد النفط لتمويل موازناتها.
• تراجع ثقة المستثمرين: مع تزايد التقلبات في الأسواق السلعية.

مستقبل النفط: بين زيادة الإنتاج وتباطؤ الطلب

تشير التوقعات إلى استمرار الضغوط على الأسعار في المدى القصير، خاصة مع:

• زيادة إنتاج أوبك+: التي قد تصل إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية 2025 إذا استمرت الخطط الحالية.
• التحديات الجيوسياسية: مثل العقوبات الأمريكية على إيران ومحاولات عزل قطاعها النفطي، والتي قد تؤدي إلى اضطرابات إمدادات مفاجئة.
• تحولات الطاقة العالمية: مع تسارع تبني التقنيات منخفضة الكربون.

الفجوة بين العرض والطلب العالمي

الطلب المتوقع
+1.2%

العرض المتوقع
+3.1%

فجوة 1.9%

الخاتمة: انتظار وتيرة التعافي

رغم أن الانخفاض الحالي قد يشكل فرصة للمستهلكين والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، إلا أنه يطرح تساؤلات حول قدرة المنتجين على تحقيق التوازن بين الإمدادات والطلب. وفي ظل التحديات المتشابكة، يبقى النفط سجيناً لمعادلة معقدة: سياسات تجارية متقلبة، واستراتيجيات إنتاج متغيرة، ومخاوف اقتصادية عالمية.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

النفط | أسعار الخام | أوبك+ | الرسوم الجمركية | تراجع الطلب

النشرة البريدية