ترامب يهز العالم: عودة أمريكا القوية بقناة بنما وجرينلاند في قبضته؟

مدة القراءة:

واشنطن - 4 مارس 2025

في أول خطاب له أمام الكونجرس منذ بدء ولايته الثانية في يناير 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "أمريكا عادت"، مؤكدًا على رؤيته لاستعادة الثقة الوطنية وتعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة عالمية. الخطاب، الذي ألقاه يوم الثلاثاء 4 مارس، ركز على الاقتصاد والسيادة الجغرافية والدبلوماسية، وأثار جدلاً واسعاً بين مؤيديه ومعارضيه.

ترامب يهز العالم: عودة أمريكا القوية بقناة بنما وجرينلاند في قبضته؟

"الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه"

بدأ ترامب خطابه بتصريح قوي: "أمريكا عادت، والحلم الأمريكي ينمو أكبر وأفضل من أي وقت مضى". ووجه انتقادًا مباشرًا لسلفه جو بايدن، واصفًا إياه بـ*"أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة"*. التصريح أثار استهجان الديمقراطيين، فيما وعد ترامب بتعزيز الوحدة الوطنية والنهوض بالاقتصاد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستستعيد قوتها بعد سنوات من "الضعف" - حسب تعبيره.

الخطاب شهد توتراً داخل القاعة، حيث تم طرد النائب الديمقراطي آل جرين بعد محاولته تعطيل الحديث. كما ارتدى عدد من الديمقراطيين ألوان العلم الأوكراني (الأصفر والأزرق) احتجاجاً على سياسات ترامب تجاه أوكرانيا.

رسوم جمركية جديدة: حماية أم مغامرة؟

أعلن ترامب عن خطة لفرض رسوم جمركية على دول مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية. واعتبر أن هذه الخطوة "ستحمي الوظائف الأمريكية وروح البلاد"، متوقعاً أن تجلب "تريليونات الدولارات" للخزانة الأمريكية، على أن يبدأ التنفيذ في 2 أبريل 2025.

بينما يرى الجمهوريون في هذا القرار دعمًا للصناعات المحلية، حذر خبراء اقتصاديون من أن الخطوة قد تؤدي إلى حروب تجارية مع الحلفاء وارتفاع أسعار السلع في الداخل الأمريكي بسبب زيادة تكاليف الاستيراد.

قناة بنما وجرينلاند: طموحات جغرافية مثيرة

كشف ترامب عن اتفاق مبدئي لـ"استعادة" قناة بنما عبر شراء موانئ من شركة مقرها هونج كونج، معتبراً ذلك ضرورياً للأمن القومي الأمريكي. القرار أثار تساؤلات حول رد فعل بنما، التي استعادت القناة في 1999 بعد عقود من السيطرة الأمريكية.

كما أعاد ترامب طرح فكرته القديمة للسيطرة على جرينلاند، موضحاً أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، لكنه قد يواجه معارضة قوية من الدنمارك وحلفاء آخرين في الناتو.

أوكرانيا وروسيا: تحول دبلوماسي قد يغير المعادلة

أشار ترامب إلى رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى فيها استعداده للتفاوض مع روسيا. ويأتي هذا التطور بعد قرار ترامب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا في وقت سابق من 2025، ما أثار انتقادات داخلية ودولية.

رغم أن هذا التحول قد يفتح الباب لإنهاء الصراع المستمر منذ 2022، إلا أنه يثير مخاوف بشأن مستقبل سيادة أوكرانيا ومدى تأثير ذلك على موقف الغرب أمام روسيا.

تفاعلات داخل القاعة: بين التصفيق والاحتجاج

حظي ترامب بتصفيق حار من الجمهوريين، خاصة عند ذكره مستشاره إيلون ماسك، الذي يقود جهوداً لخفض نفقات الحكومة. في المقابل، أظهر الديمقراطيون معارضتهم بطرق رمزية مثل ارتداء ألوان العلم الأوكراني أو من خلال التعليقات العلنية. كما حضرت ميلانيا ترامب، مما عكس دعماً شخصياً واضحاً للرئيس.

ماذا يعني هذا لأمريكا والعالم؟

خطاب ترامب يعكس رؤية طموحة تركز على "القومية الاقتصادية" وتوسيع النفوذ الأمريكي. لكن التحديات كبيرة:

  • اقتصادياً: الرسوم الجمركية قد تحمي الوظائف المحلية لكنها قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتهدد العلاقات التجارية.
  • جغرافياً: السيطرة على قناة بنما وجرينلاند قد تعزز النفوذ الأمريكي لكنها قد تثير نزاعات دولية.
  • دبلوماسياً: التحول في سياسة أوكرانيا قد يساهم في إنهاء الصراع، لكنه قد يضعف موقف الغرب أمام روسيا.

الخاتمة: هل ينجح ترامب في تحقيق رؤيته؟

بعد شهر ونصف من ولايته الثانية، يبدو أن ترامب عازم على ترك بصمة قوية. خطابه أمام الكونجرس لم يكن مجرد كلمات، بل خارطة طريق لسياسات قد تغير شكل الاقتصاد الأمريكي والعلاقات الدولية.

لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن إدارة ترامب من تحقيق هذه الطموحات أم ستواجه تحديات محلية ودولية تعيق تنفيذها؟

المصادر:

  • تحليل خطاب ترامب أمام الكونغرس 2025 (الجزيرة نت)
  • سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية 2025 (سي إن إن)
  • مفاوضات أوكرانيا وروسيا 2025 (بي بي سي)

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

ترامب | أمريكا | اقتصاد | سيادة | دبلوماسية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صفقة القرن النووية؟ ترامب يفاجئ العالم برسالة سرية لخامنئي

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

وظائف أهرام الجمعة 7-3-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج