الذهب يصعد إلى قمم جديدة وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية

مدة القراءة:

تحليل: كيف تؤثر سياسات ترامب وصراعات التجارة على الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين؟

مقدمة: الذهب يلمع في زمن الفوضى

الذهب يصعد إلى قمم جديدة وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية

شهدت الأسواق العالمية موجة صعود جديدة لأسعار الذهب، حيث ارتفعت الأونصة إلى مستوى قياسي يقترب من 2920 دولاراً، مدفوعةً بتصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، وردود الفعل الانتقامية من بكين. يأتي هذا في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات متزايدة، من تباطؤ النمو إلى ارتفاع التضخم، مما يدفع المستثمرين والبنوك المركزية إلى اللجوء للذهب كـ"ملاذ آمن".

الارتفاع الأخير: الأرقام والمحركات

مسار سعر أونصة الذهب خلال أسبوع

  • سعر الأونصة: قفز الذهب بنسبة 0.9% يوميًا، مسجلاً 2919 دولاراً، مقارنة بافتتاح عند 2892 دولاراً (وفقًا لـ«جولد بيليون»).
  • العقود الآجلة: ارتفعت عقود أبريل إلى 2925.70 دولاراً (بنسبة 0.87%)، بينما صعدت العقود الفورية إلى 2915.68 دولاراً.

العوامل الرئيسية:

  1. الحرب التجارية: فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات المكسيك وكندا، ورفعت الرسوم على الصين من 10% إلى 20%، مما أثار مخاوف من انتكاسة النمو العالمي.
  2. ضعف الدولار: تراجع العملة الأمريكية أمام سلة العملات الرئيسية، مما يعزز جاذبية الذهب كبديل استثماري.
  3. مخاطر التضخم: قد تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، مما يزيد الطلب على الذهب كتحوط.

تفاصيل الصراع التجاري: ترامب يوقد النيران

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين زيادة الرسوم على الصين، مبررا ذلك بـ"حماية الاقتصاد الأمريكي"، بينما فرض رسوماً على المكسيك وكندا لمعالجة قضايا الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. لكن الرد الصيني كان سريعاً:
  • رسوم انتقامية: فرضت بكين رسوماً بنسبة 15% على منتجات زراعية أمريكية.
  • قيود تصديرية: أضافت 15 كياناً و10 شركات أمريكية إلى قوائم المراقبة، سارية المفعول في 10 مارس.

تحذيرات الخبراء:

"مع تحقيق ترامب للفوضى التي وعد بها، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كدرع واقٍ"، كما يقول أدريان آش، رئيس الأبحاث في «بوليون فولت».

الذهب والتضخم: معادلة معقدة

رغم أن ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم قد يعزز الطلب على الذهب، إلا أنه قد يعقد توقعات السياسة النقدية:

  • الفيدرالي الأمريكي: إذا ارتفع التضخم، قد يؤجل البنك خفض أسعار الفائدة، مما يقلل من جاذبية الذهب (الذي لا يدر عائداً).
  • تقارير اقتصادية مرتقبة: تتجه الأنظار إلى تقرير وظائف القطاع الخاص الأمريكي (الأربعاء) والوظائف غير الزراعية (الجمعة) لتحديد مسار الفائدة.

البنوك المركزية: لاعب رئيسي في السوق

مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب (آخر 6 أشهر)

واصلت البنوك المركزية شراء الذهب كجزء من استراتيجية تنويع الاحتياطيات:

  • المشتريات العالمية: بلغت 18 طناً في يناير، مع استمرار الصين في الشراء للشهر الثالث على التوالي (5 أطنان)، لترتفع احتياطياتها إلى 2285 طناً (6% من إجمالي الاحتياطي).
  • الدلالة: يشير هذا إلى تصاعد الثقة في الذهب كأصل استراتيجي في ظل المخاطر الجيوسياسية.

مستقبل الذهب: بين الفرص والمخاطر

  • الاتجاه الصاعد: قد يستمر الذهب في الصعود إذا تفاقمت الحرب التجارية أو ظهرت مؤشرات على تباطؤ اقتصادي أمريكي.
  • المخاطر المحتملة: أي تحسن مفاجئ في العلاقات التجارية أو إشارات من الفيدرالي برفع الفائدة قد يضغط على الأسعار.

الختام: الذهب في عصر اللايقين

في وقت تعيد فيه التوترات التجارية رسم خريطة التحالفات الاقتصادية، يظل الذهب الملاذ الأكثر أماناً للمستثمرين الذين يخشون من عواصف متلاحقة. بينما تحذر التحليلات من أن الارتفاع الحالي قد يكون مجرد بداية إذا استمرت السياسات الأمريكية في تأجيج الفوضى العالمية.


المصادر: رويترز، بلومبرج، جولد بيليون

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

الذهب اليوم | أسعار الذهب | الحرب التجارية | ترامب والصين | الملاذ الآمن

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صفقة القرن النووية؟ ترامب يفاجئ العالم برسالة سرية لخامنئي

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

وظائف أهرام الجمعة 7-3-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج