اشتباكات لفظية وأزمة ثقة في اجتماع أمني إسرائيلي حول ملف الأسري ومواجهة حماس
مقدمة:
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تفاصيل اجتماع أمني متوتر عقد في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبادل خلاله مسؤولون أمنيون كبار ووزراء اتهامات وشتائم، في مشهد يعكس عمق الانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية حول إدارة ملف الأسرى المحتجزين في غزة، واستراتيجية الحرب ضد حركة حماس. وجاء الاجتماع في ظل تصاعد الأزمة بين نتنياهو وقادة أجهزة الأمن، وتصلب موقف حماس الذي يربط أي تقدم باتفاق شامل لتبادل الأسرى.
تفاصيل الاجتماع: إهانات واتهامات بالتضليل
وفقًا لتقارير "القناة 13 الإسرائيلية"، شهد الاجتماع مواجهة حادة بين رئيس جهاز الشاباك (الأمن الداخلي) رونين بار، والوزير رون ديرمر، المقرّب من نتنياهو، حيث اتهم بار إدارة الملف بـ"تضليل الرأي العام"، قائلاً: «أريد أن أصدق أن هذا مجرد جهل... من المستحيل أن نطالب ترامب بإنهاء الحرب، فهذا غير مطروح ولن يحدث».
من جانبه، هاجم ديرمر بار معتبراً أن حديثه "تحليل سياسي وليس تقييماً استخباراتيًاً"، ودعا إلى تقديم "معلومات استخباراتية واضحة"، مؤكداً: «نحن لن نترك حماس في السلطة ولو ليوم واحد... أنت لا تفهم الواقع».
أزمة ثقة واستبدال غير مسبوق:
تواصل أزمة الثقة بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية تفاقمها، خاصة بعد إقالة بار من إدارة ملف التفاوض، وتعيين ديرمر بدلاً منه، في خطوة وصفت بأنها "غير مسبوقة". كما واجه اللواء نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الأسرى في الجيش، انتقاداتٍ حادة من نتنياهو، الذي شكك في قدراته التحليلية، رغم تقديم ألون رؤية مختلفة خلال الاجتماع: «إذا رفضنا الحوار مع حماس، فلن نحرر أي أسرى... التفاوض الواقعي ضرورة لاستعادة بعض الرهائن».
ضغوط أمريكية ومأزق التفاوض:
أشار ألون إلى أن الإدارة الأمريكية تضغط عبر وسطاء لإحراز تقدم في "المرحلة الثانية" من الاتفاق، والتي تشمل وفقاً دائماً لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى كبرى. إلا أن حماس أعلنت رفضها تمديد "المرحلة الأولى" من الهدنة المؤقتة، مشددة على ضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق كما وقع، وربطت أي تفاوض بضمانات بإنهاء الحرب وإبقاء الحركة في السلطة.
رد حماس: "لا تفاوض بدون صفقة شاملة"
رداً على تصريحات نتنياهو التي اتهمت الحركة بوضع "شروط غير مقبولة"، أكدت حماس في بيانٍ لها أن إسرائيل "لن تحصل على أسراها إلا عبر صفقة تبادل"، محذرة من محاولات استئناف القتال دون ضمانات سياسية. وأكد البيان أن الحركة ترفض أي تسوية تقوم على "التهديد العسكري"، وتصر على ربط ملف الأسرى بمستقبل الحرب ورفع الحصار عن غزة.
تحليل: ماذا تعني الخلافات الداخلية لإسرائيل؟
- انقسام استراتيجي: يعكس التصادم بين المسؤولين الأمنيين والوزراء انقساماً حول أولويات الحرب: هل تستمر إسرائيل في الضغط العسكري لـ"سحق حماس" أم تلتزم بالمسار التفاوضي لاستعادة الأسرى تحت الضغوط الدولية؟
- تأثير على الجبهة الداخلية: يفاقم تشكيك نتنياهو في كفاءة قادة الأمن من أزمة ثقة تضعف التنسيق بين الأجهزة، وتعقد عملية صنع القرار.
- مأزق حماس: تصعيد الحركة لشروطها يظهر ثقة في ورقة الأسرى كضغط لإيقاف الحرب، لكنه يعرّضها لخطر استئناف العدوان الإسرائيلي دون ضمانات.
صمت رسمي وتداعيات محتملة:
امتنع المتحدث العسكري الإسرائيلي عن التعليق على وقائع الاجتماع، بينما اكتفى مكتب نتنياهو ببيانٍ مقتضب: "لا تعليق". ويرجح مراقبون أن تؤدي هذه الخلافات إلى تعطيل المفاوضات، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لوقف إطلاق النار، وتصاعد الدعوات داخل الكنيست لتحقيق "انتصار سريع" أو إجراء انتخابات مبكرة.
الخلاصة:
تكشف الأزمة الإسرائيلية الداخلية عن إشكالية جوهرية: كيف توازن القيادة بين الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، والمطالب المحلية باستعادة الأسرى، والرغبة في تحقيق أهداف عسكرية تبدو بعيدة المنال؟ بينما تبقى حماس، رغم حصارها، لاعباً مركزياً في تحديد مسار الأحداث، عبر ورقة الأسرى التي تعيد رسم معادلة الصراع.
المصدر: القناة 13 الإسرائيلية، بيانات رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
إسرائيل | حماس | الأسرى | الحرب | التفاوض
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار