مصر تهاجم إسرائيل وتحذر من كارثة إنسانية في غزة

مدة القراءة:

في تصعيد دبلوماسي غير مسبوق، أطلقت مصر سهام انتقادات حادة تجاه إسرائيل، واصفة قرارها بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر بـ"الانتهاك الصارخ" للقانون الدولي واتفاق وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع استمرار الحصار على القطاع المحاصر.

مصر تهاجم إسرائيل وتحذر من كارثة إنسانية في غزة

تفاصيل الأزمة:

جاء الهجوم المصري عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، نشر اليوم الأحد، حيث أدانت القاهرة "الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تجويع المدنيين" خلال شهر رمضان، معتبرةً أنها تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، والشرائع الدينية، والقانون الإنساني الدولي. وأكد البيان أن "لا مبرر لاستخدام الحصار كسلاح ضد الشعب الفلسطيني"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته لوقف هذه الممارسات غير الشرعية".

اتفاق وقف إطلاق النار على المحك:
من جهته، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً بوساطة مصرية–قطرية، والذي ينص على ثلاث مراحل، بينها تبادل الأسرى وضمان النفاذ الكامل للمساعدات. وأوضح عبد العاطي أن "المرحلة الأولى من الاتفاق اكتملت، ويجب المضي قدماً نحو المرحلتين الثانية والثالثة عبر مفاوضات مكثفة"، مشيراً إلى أن بلاده لن تتردد في العمل على إدخال المساعدات الطبية والإيوائية.

الرد الإسرائيلي وتصعيد حماس:
من جانبها، بررت إسرائيل قرارها بتعليق المساعدات برفض حركة حماس الإفراج عن الأسرى، حيث ذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: "لن نقبل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا". وفي رد فعل سريع، وصفت حماس القرار الإسرائيلي بأنه "جريمة حرب وابتزاز رخيص"، وناشدت الوساطة المصرية والقطرية للضغط على تل أبيب لإنهاء الإجراءات "العقابية".

تحذيرات أممية من عودة العنف:
أضافت الأمم المتحدة صوتها إلى التحذيرات، حيث دعا الأمين العام أنطونيو جوتيريش إلى "استئناف فوري لدخول المساعدات" وتجنب العودة إلى الأعمال العدائية. وأكد المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أن "تعريض حياة المدنيين للخطر لتحقيق مكاسب سياسية أمر غير مقبول"، مطالباً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.

خلفية الأزمة:
تأتي هذه التطورات بعد ستة أسابيع من هدنة هشة توقف خلالها القتال بين إسرائيل وحماس، وسط توترات متصاعدة حول تنفيذ بنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق برفع الحصار الذي يخنق غزة منذ 17 عاماً. وتشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع يعتمدون بشكل كلي على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، مع تفاقم أزمة الغذاء والدواء.

مستقبل مغلق:
مع استمرار الجمود، يخشى مراقبون من انهيار الاتفاق بالكامل، مما قد يعيد المنطقة إلى دوامة عنف جديدة، في وقت تواصل فيه مصر وقطر جهوداً مكثفة لإنقاذ المفاوضات. وتظل الأسئلة معلقة: هل ينجح الضغط الدولي في إجبار إسرائيل على التراجع؟ وكيف ستوازن حماس بين مطالبها السياسية والواقع الإنساني المتداعي؟ الإجابات قد تحدد مصير غزة.. ومصير السلام الهش في المنطقة.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

غزة | إسرائيل | مصر | وقف إطلاق النار | المساعدات الإنسانية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صفقة القرن النووية؟ ترامب يفاجئ العالم برسالة سرية لخامنئي

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر وسط مخاوف الإمدادات والرسوم الجمركية

وظائف أهرام الجمعة 7-3-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج