معارك الزيتون: كمائن "القسام" تزهق أرواح جنود الاحتلال وتعيد جثث أكتوبر إلى الواجهة
في اليوم الـ694 من حرب الإبادة على غزة، تحوّل حي الزيتون شرق مدينة غزة إلى كابوس مروّع للجيش الإسرائيلي، بعد سلسلة من الكمائن المحكمة والهجمات المباشرة التي نفذتها كتائب القسام، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال، وفقدان آخرين، في واحدة من أكثر المعارك شراسة منذ بداية الحرب.
تفاصيل المعارك والكمائن
بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تناولت الحدث على نطاق واسع، وقعت 4 أحداث أمنية منفصلة في المناطق الشرقية لمدينة غزة، خصوصًا في حي الزيتون، حيث تعرضت قوات الاحتلال لكمين محكم نفذته كتائب القسام.
- مروحيات عسكرية إسرائيلية عملت على إخلاء الجنود المصابين تحت وابل من النيران الكثيف.
- الكمين استهدف كتيبة تابعة للواء "الناحال" الذي يعمل في مناطق جباليا وبيت حانون.
- الاشتباكات كانت استثنائية في عنفها، ووصفت جروح الجنود بأنها بين الحرجة والخطيرة.
- تم إرسال 6 مروحيات إضافية لتعزيز عمليات الإخلاء الطبي.
الخسائر الإسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي في أحدث البيانات:
- مقتل جندي واحد على الأقل وإصابة 11 آخرين في إحصائية أولية.
- بحث القوات الإسرائيلية عن 4 جنود مفقودين يُرجح أسرهم على يد مقاتلي حماس.
- وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن مقتل جنديين على الأقل وارتفاع عدد المصابين.
بروتوكول "هانيبعل" وإعادة إحياء ذاكرة الأسر
في إشارة واضحة على خطورة الموقف على القوات الإسرائيلية، فعّل الجيش الإسرائيلي "بروتوكول هانيبعل"، وهو البروتوكول المخصص للتعامل مع حالات محاولة أسر جنود، وذلك لمنع سقوط أسرى خلال الهجمات في حي الزيتون.
ونشرت كتائب القسام صورةً من عملية أسر الجندي الإسرائيلي في 7 أكتوبر، مرفقة برسالة واضحة جاء فيها: "نُذكِّر مَن يَنْسَى – الموت أو الأسر". هذه الرسالة لم تكن تذكيرًا بتاريخ فحسب، بل كانت أيضًا تأكيدًا على استمرار القدرة العسكرية للمقاومة على تنفيذ عمليات نوعية رغم كل الظروف.
تصريحات أبو عبيدة: الردّ بالوعيد والتحذير
علّق الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، على الأحداث، محذرًا من أن "خطط العدو الإجرامية باحتلال غزة ستكون وبالاً على قيادته السياسية والعسكرية".
وأكد أبو عبيدة في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام أن مجاهدي القسام "في حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية"، ووعد بتقديم "نماذج فذّة في البطولة والاستبسال".
كما أرسلت كتائب القسام رسالة واضحة عبر وسائلها، نشرت فيها صورة من عملية أسر سابقة لجندي إسرائيلي يوم 7 أكتوبر، مرفقة بعبارة "نُذكِّر من ينسى – الموت أو الأسر"، في توقيت يتزامن مع أنباء الكمائن والمعارك.
السياق الإستراتيجي الأوسع
هذه المعارك تأتي في سياق متصاعد:
- ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية: خرجت مظاهرات حاشدة في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل أسرى.
- تغير محتمل في الإستراتيجية الإسرائيلية: مصادر إسرائيلية تتحدث عن "أسبوع حاسم" ستتخذ فيه قرارات قد تغير وجه الحرب.
- تصعيد الخطاب العسكري: تأكيد المقاومة على استمرار قوتها وقدرتها على الإضرار بجيش الاحتلال في قلب غزة.
خريطة الوجود العسكري في حي الزيتون
- موقع الكمين الرئيسي (حي الزيتون)
- مناطق عمليات الإخلاء الجوي
- مواقع الاشتباكات المبلغ عنها
جدول الخسائر المبلغ عنها في معارك حي الزيتون (29 أغسطس 2025)
| نوع الخسارة | العدد المبلغ عنه | المصدر |
|---|---|---|
| قتلى الجيش الإسرائيلي | 1 (رسمي) - 2 (إعلام عبري) | الجزيرة |
| جرحى الجيش الإسرائيلي | 11 (رسمي) - عدد غير محدد (بين حرج وخطير) | نيسان |
| جنود إسرائيليون مفقودون | 4 | تلفزيون العربي |
| مروحيات للإخلاء الطبي | 6+ | - |
تداعيات إقليمية ودولية
لم تقتصر التطورات على ساحة القتال، بل امتدت لتشمل تداعيات إقليمية ودولية، حيث دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، مما يُظهر تفاقم الأزمات في المنطقة.
كما جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، في إشارة إلى الخلافات حول السلاح الفلسطيني خارج الأرض المحتلة.
خلاصة
معارك حي الزيتون ليست مجرد اشتباكات عابرة، بل هي مؤشر على عدة حقائق:
- فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على المقاومة أو تحقيق الأمن لجنوده داخل غزة.
- المرونة والاستمرارية العالية التي تتمتع بها المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على تنفيذ عمليات نوعية متطورة.
- الضغط المتصاعد على الحكومة الإسرائيلية من الداخل بسبب مصير الأسرى واستمرار الخسائر البشرية.
- تذكير بأن كفة الحرب لم ترجح بعد بشكل حاسم لصالح أي من الطرفين، وأن المشهد لا يزال معقدًا ودمويًا.
تبقى المعركة في غزة مشتعلة، وحي الزيتون يقدم دليلاً دامغًا على أن الأرض لم تُهزم بعد، وأن المقاومة لا تزال قادرة على كتابة فصول جديدة من التحدي.
المصادر:
- الجزيرة: مقتل جندي للاحتلال وأبو عبيدة يعلن الاستعداد لمعركة غزة
- نيسان: أحداث صعبة بمدينة غزة.. وأنباء عن تفعيل بروتوكول هانيبعل
- تلفزيون العربي: الجيش الإسرائيلي: مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين في تفجير عبوات ناسفة في بيت حانون
الوسوم
غزة | حي الزيتون | كتائب القسام | الجيش الإسرائيلي | بروتوكول هانيبعل

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار