وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد «هزيمة ساحقة» أمام الصين
تقييم داخلي للبنتاجون يظهر تفوقاً صاروخياً صينياً يهدد بإغراق أكبر حاملة طائرات أميركية
مقدمة
كشف تقرير سري للغاية صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة قد تتكبد «هزيمة ساحقة» في مواجهة عسكرية محتملة مع الصين حول تايوان، وأن أكبر حاملة طائرات أميركية «يو إس إس جيرالد آر فورد» (USS Gerald R. Ford) -التي تبلغ تكلفتها 13 مليار دولار- ستكون عرضة للتدمير.
وأظهر التقييم المعروف باسم «The Overmatch Brief»، والذي نشرت تفاصيله في صحيفة «نيويورك تايمز» مطلع ديسمبر 2025، أن ترسانة الصين التي تضم نحو 600 صاروخ فرط صوتي، إلى جانب قدراتها في مجال الفضاء والحرب الإلكترونية، ستكتسح القوات الأميركية قبل أن تصل حتى إلى مسرح العمليات.
التقرير السري «أوفيرماتش»: صورة قاتمة
يعد «Overmatch Brief» تقييماً سنوياً سرياً يعده مكتب التقييم الصافي (Office of Net Assessment) في البنتاغون ويرسل إلى البيت الأبيض لإطلاع كبار المسؤولين على أبرز التحديات العسكرية. ووفقاً لما نقلته «نيويورك تايمز» ووثقته مصادر دفاعية متخصصة، خلُص التقرير إلى أن الصين «تملك القدرة على تدمير الأسلحة الأميركية المتطورة قبل أن تصل حتى إلى تايوان» (المصدر: https://nationalsecurityjournal.org/china-can-sink-the-navys-13000000000-ford-class-aircraft-carrier/).
الأسوأ من ذلك، أن محاكاة حربية أجريت 20 مرة في الصين منذ أكثر من عامين توصلت إلى نتائج مشابهة، مما يشير إلى أن التهديد ليس مجرد تحليل أميركي بل رؤية تتقاطع معها التقديرات الاستخباراتية الصينية.
سيناريو الهزيمة: كيف تسحق الصين «فورد»؟
في سيناريوهات محاكاة الدفاع الأميركي عن تايوان، دُمرت حاملة الطائرات «جيرالد آر فورد» -وهي أكبر حاملة طائرات في العالم بطول 333 متراً وطاقم يتجاوز 4500 فرد- مراراً وتكراراً. وتحليل منشور في موقع «Army Recognition» يوضح أن الهجوم الصيني يتبع تسلسلاً منسقاً:
-
الهجوم الإلكتروني والفضائي: تبدأ الصين بشن هجمات سيبرانية مشابهة لنشاط «فولت تايفون» تستهدف شبكات الكهرباء ومحطات الاتصالات ونظم المياه التي تدعم القواعد الأميركية، ثم تُعقَد الأقمار الصناعية المستخدمة للاستطلاع والملاحة.
-
التعمية والإغراق الصاروخي: بعد تعطيل القدرات الدفاعية، تطلق الصين موجات متتالية من الصواريخ المضادة للسفن الفرط صوتية والباليستية، بما في ذلك طرازي «دي إف-21دي» و«دي إف-26»، إلى جانب صواريخ كروز أطلقت من منصات متحركة براً وبحراً وجواً.
-
التدمير الكامل: أظهرت المحاكاة أنه حتى لو لم تغرِق «فورد» بالكامل، فإن أي ضرر جزئي في سطح الطيران أو المحركات أو أجهزة الاستشعار يمنعها من شن الهجمات الجوية، مما يخرجها من المعركة فعلياً (المصدر: https://www.armyrecognition.com/news/navy-news/2025/leaked-u-s-war-games-show-china-could-sink-uss-gerald-r-ford-carrier-in-potential-taiwan-conflict).
أرقام مقلقة: 600 صاروخ فرط صوتي
يبرز التقرير أن الصين تملك ما يصل إلى 600 سلاح فرط صوتي قادر على الطيران بسرعة تزيد عن ماخ 5 مع قدرة على المناورة أثناء الطيران، مما يُعقّد عملية اعتراضه. وتستخدم هذه الأسلحة بكميات كبيرة في سيناريوهات محاكاة، ما يؤدي إلى إرهاق القدرات الدفاعية لمجموعة المدمرات الأميركية «إيجيس».
وفي مقابلة سابقة، اعترف وزير الدفاع بيت هيحسيث بصراحة: «نخسر في كل مرة» في محاكاة البنتاغون لنزاع تايوان، مضيفاً أن الصواريخ الصينية الفرط صوتية يمكنها تدمير حاملات الطائرات «خلال دقائق» (المصدر: https://www.the-express.com/news/us-news/193133/pentagon-war-games-show-us-loses-every-time-against-china-taiwan-conflict).
عقلية حروب الماضي أم استراتيجية الردع؟
يرى منتقدو النهج العسكري الأميركي أن البنتاغون لا يزال عالقاً في عقلية الحروب التقليدية، معتمداً على منصات ضخمة ومكلفة بطيئة الإنتاج. ويستشهدون بحادثة 2005 عندما تمكنت غواصة سويدية ديزل-كهربائية من طراز «جوتلاند» من «إغراق» حاملة طائرات أميركية من طراز «نيميتز» في تدريب مشترك، مما يبرز ضعف الحاملات أمام التهديدات تحت المائية الحديثة.
لكن المدافعين عن الاستراتيجية الحالية يجادلون بأن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى ترسانتها التقليدية الضخمة لردع الخصوم، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الصيني حول «استعادة» تايوان وتقارير عن استعداد بكين لعمل عسكري محتمل بحلول 2027.
تحذيرات أوسع: إنفاق أقل من المطلوب
تشير «نيويورك تايمز» إلى أن الإنفاق الدفاعي الأميركي -الذي يمثل 3.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي- هو الأدنى منذ قرابة ثمانين عاماً، بينما تتفوق الصين في القدرة الإنتاجية الصناعية وكمية الأسلحة منخفضة التكلفة والقابلة للتطوير.
وخلص التقرير إلى أن «أميركا باتت معرضة لخسارة حقيقية في حرب تايوان ما لم تعيد تجهيز وتسليح نفسها بسرعة» (المصدر: https://nationalsecurityjournal.org/china-can-sink-the-navys-13000000000-ford-class-aircraft-carrier/).
خاتمة
تكشف وثيقة «أوفيرماتش» السرية عن خلل بنيوي في التفوق العسكري الأميركي التقليدي، حيث تكتسيح الأسلحة الصينية الذكية والرخيصة المنصات الأميركية الضخمة والمكلفة. ومع تصاعد التوترات في مضيق تايوان، يبرز التقرير ضرورة إعادة النظر في استراتيجية الولايات المتحدة الدفاعية، لكن السؤال يبقى: هل يمكن لهذه التغييرات أن تحدث قبل أن يتحول السيناريو القاتم إلى واقع؟
المصادر:
-
Army Recognition - Leaked U.S. war games show China could sink USS Gerald R. Ford:
https://www.armyrecognition.com/news/navy-news/2025/leaked-u-s-war-games-show-china-could-sink-uss-gerald-r-ford-carrier-in-potential-taiwan-conflict -
National Security Journal - China Can Sink the Navy's 13 Billion Ford-Class Aircraft Carrier:
https://nationalsecurityjournal.org/china-can-sink-the-navys-13000000000-ford-class-aircraft-carrier/ -
The Express - WW3 fears as Pentagon war games show US vulnerabilities:
https://www.the-express.com/news/us-news/193133/pentagon-war-games-show-us-loses-every-time-against-china-taiwan-conflict
الوسوم
هزيمة أمريكا أمام الصين | حاملة طائرات جيرالد فورد | صواريخ فرط صوتية صينية | محاكاة الدفاع عن تايوان | تقرير البنتاغون السري

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار