مصر ترد على صحيفة إسرائيلية: صورة السيسي مع رئيسي محاولة لتضليل الرأي العام (فيديو)
مدة القراءة:
تصاعدت حدة التوتر الإعلامي بين مصر وإسرائيل بعد انتقاد وسائل إعلام مصرية، بينها التلفزيون الرسمي، نشر صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية صورة تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، واعتبرتها "تهديداً لا يمكن التغاضي عنه". جاء ذلك في تغطية الصحيفة لتصريحات السيسي الأخيرة التي رفض فيها تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ما أثار تساؤلات حول دوافع اختيار الصورة وتوقيت نشرها.
تفاصيل الأزمة
في تقرير لها، وصفت "جيروزاليم بوست" – التي ينظر إليها كـ"الصوت الرسمي لإسرائيل باللغة الإنجليزية" – موقف الرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين، لكنها قرنت التصريحات بصورة تجمعه بالرئيس الإيراني السابق، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرته الرئاسية في مايو 2023. وعلى الفور، اعتبر التلفزيون المصري هذه الخطوة "مُتعمدة وتحمل دلالات خطيرة"، مشيراً إلى أن الصورة قد توحي – بشكل غير مباشر – بوجود تقارب بين مصر وإيران، وهو ما يتناقض مع العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين، خاصة في ظل الدعم الإيراني لجماعات مسلحة في المنطقة.
الرد المصري الرسمي
في نشرته المسائية، هاجم التلفزيون المصري الخطوة الإسرائيلية ووصفها بأنها:
1. "محاولة بائسة" لخلق واقع إعلامي مزور يربط بين موقف مصر الثابت تجاه فلسطين وبين سياسات إيران، التي تتهمها دول عربية بالتدخل في الشؤون الداخلية.
2. "استهداف ممنهج" لصورة مصر القيادية في المنطقة، عبر تصويرها كدولة تتوافق مع أجندات "مشبوهة" تتعارض مع الأمن القومي العربي.
3. "تهديد صريح" يحاول اختبار قدرة مصر على حماية حدودها ومصالحها، في ظل تصاعد الحديث عن عمليات التهجير القسري للفلسطينيين.
وأكد التلفزيون أن مصر "لا تقبل المساومة على أمنها القومي أو حقوق الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن الحملة الإعلامية تهدف إلى إحداث "بلبة" وتشويه سمعة القيادة المصرية، التي تمثل – بحسب التصريحات – "ضمير الأمتين العربية والإسلامية".
سياق الخلاف المصري الإيراني
تعتبر العلاقات المصرية الإيرانية من الملفات الشائكة منذ عقود، حيث انقطعت العلاقات الدبلوماسية بعد الثورة الإيرانية عام 1979، بسبب خلافات حول دعم إيران لجماعات معارضة في المنطقة، ومواقفها من القضية الفلسطينية. ورغم محاولات تقارب محدودة في السنوات الأخيرة، إلا أن مصر حافظت على تحفظاتها تجاه السياسات الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بملف الميليشيات في لبنان واليمن.
تحليل دوافع النشر الإسرائيلي
يرى مراقبون أن اختيار "جيروزاليم بوست" للصورة قد يستهدف:
- تأطير الموقف المصري ضمن سياق إقليمي يظهر تعاطفاً مع محور تقوده إيران، وهو ما يضعف الموقف الدبلوماسي لمصر الذي يركز على رفض التهجير دون الانحياز لأطراف خارجية.
- استغلال التوقيت الحساس مع تصاعد الضغوط الإسرائيلية والدولية لـ"حل أزمة غزة" عبر نقل سكانها، وربط ذلك بمواقف إقليمية معارضة.
- اختبار رد الفعل المصري في ظل العلاقات الأمنية الوثيقة بين القاهرة وتل أبيب، والتي تتعارض أحياناً مع الخطاب الإعلامي الرسمي.
تأكيد الموقف المصري الثابت
شدد التلفزيون المصري على أن رفض السيسي لتهجير الفلسطينيين "ليس موقفاً تكتيكياً، بل تعبيراً عن إرادة شعبية وقومية لا تقبل التفريط في الحقوق". وأشار إلى أن مصر ستظل "سنداً للشعب الفلسطيني"، معتبراً أن الهجوم الإسرائيلي "لن يثني القيادة عن دورها التاريخي".
ختاماً
الأزمة تكشف مرة أخرى حساسية الملف الإعلامي في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تحاول الأطراف المتنازعة استخدام الصور والرموز لنقل رسائل سياسية. بينما تؤكد مصر أن "حائط الصد" الحقيقي ضد مثل هذه المحاولات هو الوعي الشعبي والثبات في المواقف، ما يعيد التأكيد على أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعارك الدبلوماسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
مصر | إسرائيل | جيروزاليم بوست | الأمن القومي المصري | التهجير القسري
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار