الصين ترد بفرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية ردا على تعريفة ترامب.. تصعيد جديد في الحرب التجارية

مدة القراءة:

في تصعيد جديد للحرب التجارية التي تشهدها العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين الكبرى، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسب تتراوح بين 10% و15% على سلع أمريكية تشمل الفحم والغاز الطبيعي المسال والسيارات الكبيرة، وذلك ردا على القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار بدءا من اليوم الثلاثاء. وجاء الإعلان الصيني بعد ساعات فقط من دخول التعريفات الأمريكية حيز التنفيذ، مما يؤكد استمرار حالة التوتر بين البلدين.

الصين ترد بفرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية ردا على تعريفة ترامب.. تصعيد جديد في الحرب التجارية

تفاصيل الإجراءات الصينية 

وفقًا لبيان وزارة التجارة الصينية:  

  • 15% رسوماً على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال.  
  • 10% رسوماً على النفط الخام، والآلات الزراعية، والسيارات كبيرة الحجم (مثل سيارات الدفع الرباعي).   

ويأتي هذا الرد ضمن "قائمة ثانية" من الرسوم الصينية التي تستهدف سلعاً أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، بعد أن فرضت بكين في يوليو الماضي رسوماً على واردات بقيمة 34 مليار دولار كرد فعل أولي.

خلفية الأزمة: من يضغط على من؟ 

تشهد الحرب التجارية بين البلدين تصاعدًا منذ أبريل 2018، عندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تطبيق سلسلة رسوم جمركية بهدف تقليل العجز التجاري مع الصين، والذي بلغ 375 مليار دولار عام 2017. وتصر الإدارة الأمريكية على أن الصين تمارس "ممارسات تجارية غير عادلة"، بينما تؤكد بكين أن الإجراءات الأمريكية "انتهاك صارخ لقواعد منظمة التجارة العالمية".

مفاوضات في الأفق أم استمرار للتصعيد؟  

رغم تبادل الاتهامات، أشار البيت الأبيض إلى أن ترامب سيتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال الأيام المقبلة، في إشارة إلى احتمال استئناف المفاوضات. إلا أن الخبراء يشككون في إمكانية التوصل لاتفاق سريع، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية الأمريكية في نوفمبر، والتي قد تدفع ترامب لمواصلة خطابه "الصلب" تجاه الصين لاستمالة الناخبين.

هل تورطت "جوجل" في الصراع؟ 

بالتزامن مع الإعلان عن الرسوم، كشفت الصين عن تحقيق مع شركة "جوجل" للاشتباه في انتهاكها قوانين مكافحة الاحتكار. ورغم عدم وجود رابط مباشر بين التحقيق والحرب التجارية، فإن التوقيت يشي باستخدام بكين لورقة "الشركات التكنولوجية الأمريكية" كأداة ضغط إضافية.

تداعيات اقتصادية عالمية  

حذرت منظمة التجارة العالمية من أن استمرار الحرب بين البلدين قد يخفض النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 0.5% بحلول 2023. وتتأثر قطاعات مثل:  

  • الزراعة الأمريكية: بسبب تراجع صادرات فول الصويا إلى الصين.  
  • السيارات الألمانية: بسبب اعتمادها على سلاسل إمداد تمر عبر الصين.  
  • الأسواق الناشئة: نتيجة تقلبات أسعار العملات.  

ماذا بعد؟  

في حين تدرس الصين إمكانية تقديم شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، تبدو استراتيجية ترامب – القائمة على "الصدمة" عبر فرض رسوم متتالية – غير قادرة على إجبار الصين على الانصياع لمطالب أمريكية تشمل تغيير سياساتها في مجال الملكية الفكرية وتقليل الدعم الحكومي للصناعات المحلية. والنتيجة الأكيدة حتى الآن: خسائر متبادلة واقتصاد عالمي على حافة الهاوية.


المصدر: وكالة أسوشيتد برس (AP) مع إضافات تحليلية  

للاستماع للبودكاست إضغط هنــا


Share/Bookmark

الحرب التجارية | الرسوم الجمركية | الصين والولايات المتحدة | منظمة التجارة العالمية | التأثير الاقتصادي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

"ديب سيك": الثورة الصينية التي تعيد تشكيل عالم الذكاء الاصطناعي

وظائف أهرام الجمعة 31-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

أسعار الكتاكيت في مصر: تراجع وتقلبات تثير تساؤلات المربين.. تحليل شامل وتوقعات مستقبلية