ترامب وإيران: بين مطرقة الضغط الأقصى وسندان المفاوضات النووية
مدة القراءة:
العلاقة المتقلبة: تهديدات وفرص للتفاوض
في تطورات متضاربة تعكس تعقيد العلاقة الأمريكية الإيرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في "رؤية إيران دولة عظيمة وناجحة"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة منعها من امتلاك سلاح نووي. جاء ذلك بعد توقيعه على مذكرة لاستعادة سياسة "الضغط الأقصى"، التي تهدف إلى عزل طهران اقتصادياً وسياسياً. لكن ترامب لم يغلق الباب تماماً أمام التفاوض، بل دعا إلى "اتفاق سلام نووي" يحتفل بتوقيعه في الشرق الأوسط، قائلاً: "بارك الله في الشرق الأوسط!".
سياسة الضغط الأقصى: تجربة فاشلة أم ورقة ضغط؟
من جانبها، رفضت إيران سياسة "الضغط الأقصى"، ووصفها وزير خارجيتها عباس عراقجي بأنها "تجربة فاشلة"، في إشارة إلى العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة ترامب سابقاً. لكن المفارقة أن طهران رحبت ببعض القرارات الأمريكية الأخيرة، مثل تجميد جزء من المساعدات الخارجية وإصلاح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، معتبرة أن ذلك سيحد من تمويل الجماعات المعارضة للحكومة الإيرانية. وعلقت صحف محافظة مثل "همشري" على القرار بسخرية، واصفة المعارضين الإيرانيين المدعومين أمريكياً بأنهم "واجهوا دشاً بارداً" بعد خيبة أملهم فى ترامب.
المفاوضات النووية: هل تنجح لغة التهديد والترغيب؟
على الرغم من التصعيد اللفظي، يبدو أن كلا الطرفين يتركان مساحة للتفاوض. فبينما هدد ترامب بـ"محو إيران من الوجود" إذا تعرض للاغتيال، أشار أيضاً إلى رغبته في "اتفاق كبير" قد يعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. من ناحيته، فتح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي البابَ سابقاً لمحادثات مع واشنطن، قائلاً إن "لا ضرر في التعامل مع العدو"، لكنه حذر لاحقاً من "المؤامرات المختبئة وراء الابتسامات الدبلوماسية".
الإعلام الإيراني: بين التفاؤل الحذر والتشكيك
سلطت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الضوء على القرارات الأمريكية التي تقلص دعم المعارضة، معتبرة إياها خطوة نحو تقليل التوتر. لكنها شككت في نوايا ترامب الحقيقية، خاصةً بعد توقيعه على أمر تنفيذي جديد للضغط الأقصى. وأشارت تقارير إيرانية إلى أن طهران تنتظر "إشارات واضحة" من واشنطن حول استعدادها للتفاوض الجاد بشأن البرنامج النووي، الذي تتقدم فيه إيران بسرعة وفقاً لمراقبين دوليين.
مستقبل العلاقة: صراع إرادات في ظل مخاطر متفاقمة
تظهر التصريحات الأخيرة أن كلاً من ترامب وإيران يلعبان بورقتين متعارضتين: ورقة التصعيد العسكري والاقتصادي، وورقة الدبلوماسية. ففي الوقت الذي تسرع فيه طهران من تخصيب اليورانيوم، تعيد واشنطن فرض عقوبات قد تدفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار. لكن كلا الجانبين يدركان أن الحرب المباشرة ستكون كارثية للجميع، مما يفسر التلميحات المتكررة لـ"صفقة تاريخية". السؤال الآن: هل سيترجم الطرفان هذه الإشارات إلى اتفاق فعلي، أم ستدفن الآمال مرة أخرى تحت ركام التصريحات النارية؟
خاتمة:
في مشهد يعكس التناقضات العميقة، تبقى المواجهة بين واشنطن وطهران واحدة من أخطر الملفات الدولية. بين تصريحات ترامب المثيرة للجدل وردود الفعل الإيرانية المتراوحة بين التشكيك والتفاؤل، يبدو أن الطريق إلى أي اتفاق نووي محفوف بالتحديات، لكنه ليس مستحيلاً إذا اجتمعت الإرادات السياسية.
المصدر: اليوم السابع + RT
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
ترامب | إيران | اتفاق نووي | الضغط الأقصى | المحادثات
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار