تصعيد نووي في أوروبا.. فرنسا تتحدى واشنطن بسلاح الردع!
مدة القراءة:
مقدمة: مشهد أوروبي متغير
في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية، بدأت معالم أوروبا الجديدة تتشكل حول محورين: السعي نحو الاستقلال الأمني عن الولايات المتحدة، وتعزيز الردع النووي كضامن للسلام. مع تصاعد الحديث عن احتمال انسحاب أمريكي من حلف الناتو مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تبرز فرنسا كـ"قوة نووية رادعة" جاهزة لملء الفراغ، وفقًا لتقارير بريطانية نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية" وصحيفة "التليجراف".
الجزء الأول: فرنسا تفتح ملف النووي لحماية أوروبا
نشر المقاتلات النووية في ألمانيا: رسالة لبوتين
كشف مسؤول فرنسي لصحيفة "التليجراف" عن خطة محتملة لنشر طائرات مقاتلة فرنسية محملة بأسلحة نووية في ألمانيا، واصفاً الخطوة بأنها "رسالة قوية" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة في ظل استمرار الحرب الأوكرانية. وأشار إلى أن العملية لن تكون معقدة تقنياً، نظراً للتعاون العسكري المكثف بين البلدين.
ردع مستقل عن الناتو
تمتلك فرنسا ترسانة نووية مستقلة عن حلف الناتو منذ عهد الرئيس شارل ديغول، وهي سياسة تؤكدها إدارة ماكرون باستمرار. يرى محللون أن هذا الاستقلال يمنح باريس مرونة في اتخاذ قرارات استراتيجية دون انتظار توافق الحلفاء، خاصة مع تزايد الشكوك حول المظلة النووية الأمريكية التي تحمي أوروبا عبر 100 صاروخ نووي متمركزة في ألمانيا ودول أخرى.
الجزء الثاني: ألمانيا تبحث عن "استقلال أوروبي" تحت قيادة ميرز
ميرز: استقلال عن أمريكا وتمديد الحماية النووية
فريدريش ميرز، المرشح الأبرز لخلافة المستشار الألماني، دخل على خط الأزمة بقوة حين دعا –عقب فوزه الانتخابي– فرنسا وبريطانيا إلى "تمديد حمايتهما النووية" لأوروبا، مشدداً على ضرورة تحقيق "استقلال القارة" عن التقلبات السياسية الأمريكية، في إشارة واضحة إلى إدارة ترامب. وسبق أن أجرى ميرز اتصالاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليلة الإثنين، تمهيداً لعرض خطة أمنية أوروبية مشتركة على ترامب خلال زيارة ماكرون الأخيرة للبيت الأبيض.
ضغوط على بريطانيا
لم تكن الرسائل موجهة لفرنسا فقط؛ فقد أشار دبلوماسيون في برلين إلى أن ألمانيا ستضغط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتكثيف دوره النووي ضمن استراتيجية الناتو، خاصة أن المملكة المتحدة –على عكس فرنسا– تعد جزءا لا يتجزأ من الهيكل الدفاعي للحلف.
الجزء الثالث: ترامب وأوكرانيا.. صدام مع الحلفاء
البيت الأبيض يرفض ضمانات أمنية لأوكرانيا
في قمة بالبيت الأبيض بذكرى الحرب الثالثة، أعلن ترامب صراحة أن واشنطن لن تقدم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا في حالة توقيع اتفاق سلام، وهو موقف يتعارض مع تصريحات ماكرون الذي قال: "السلام يجب ألا يكون استسلاماً لأوكرانيا". ينظر إلى هذا الخلاف كجزء من انقسام أوسع بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، تجلى أيضًا في التصويت الأمريكي مع روسيا ضد قرار أممي يدين الحرب الأوكرانية.
هل تنهي أمريكا عصر الحماية النووية لأوروبا؟
يخشى أن يؤدي انسحاب أمريكي محتمل من أوروبا إلى تفكيك نظام أمني ظل قائماً منذ الحرب الباردة، حيث تعهدت واشنطن سابقاً باستخدام أسلحتها النووية للدفاع عن الحلفاء. لكن تصريحات ترامب الأخيرة –إضافة إلى تهديداته السابقة بتقليص الإنفاق على الناتو– تدفع الأوروبيين إلى استباق الأسوأ.
الجزء الرابع: تداعيات الاستقلال الأوروبي.. بين الفرص والمخاطر
فرصة لقيادة فرنسية-ألمانية
يرى خبراء أن التعاون النووي الفرنسي-الألماني قد يعيد إحياء محور باريس-برلين كقلب استراتيجي للاتحاد الأوروبي، خاصة مع تراجع النفوذ الأمريكي. لكن هذا التعاون لن يخلو من تحديات، فألمانيا –التي تخلت عن أسلحتها النووية– قد تواجه معارضة داخلية لاستضافة أسلحة فرنسية.
مخاطر سباق التسلح
من جهة أخرى، يحذر محللون من أن أي توسع في الردع النووي الأوروبي قد يغذي سباق تسلح مع روسيا، ويضعف جهود عدم الانتشار النووي العالمية، خصوصًا إذا قررت دول أخرى مثل بولندا أو إيطاليا المطالبة بمشاركة في الردع.
ختاماً: أوروبا على مفترق طرق نووي
اليوم، تواجه القارة خياراً وجودياً: إما تعزيز الاعتماد على الذات عبر تقوية الردع النووي الأوروبي، أو البقاء في ظل المظلة الأمريكية المهتزة. بينما تبدو فرنسا مستعدة لقيادة هذا التحول، يبقى السؤال: هل ستنجح أوروبا في تحقيق "استقلالها الأمني" دون إثارة عاصفة جيوسياسية جديدة؟
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

التوتر النووي | فرنسا | الردع النووي | ألمانيا | الناتو
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار