مصر وإسرائيل: تعاون غازي متصاعد.. هل يكفي لسد العجز؟

مدة القراءة:

تسعى مصر إلى تعزيز وارداتها من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بنسبة 58%، وفقًا لتقارير وكالة "بلومبرج"، في خطوة تهدف إلى تأمين احتياجاتها من الطاقة خلال أشهر الصيف، وتلبية الطلب المحلي المتزايد. هذا التطور يأتي ضمن سياق تحولات إقليمية ودولية تؤثر على سوق الطاقة، خاصةً مع تراجع الإنتاج المحلي المصري وزيادة الاعتماد على الاستيراد.

مصر وإسرائيل: تعاون غازي متصاعد.. هل يكفي لسد العجز؟

تفاصيل الاتفاقية المزمعة

  • الزيادة المتوقعة: تهدف مصر إلى رفع وارداتها من الغاز الإسرائيلي من 950 مليون قدم مكعب يوميًا إلى 1.5 مليار قدم مكعب مع منتصف عام 2025.
  • الجدول الزمني: من المقرر أن تبدأ الزيادة بعد أن تنهي شركة "شيفرون" الأمريكية تطوير حقل "تمار" البحري قبالة سواحل إسرائيل، ما سيرفع إنتاج الحقل بنسبة 58% ليصل إلى 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا.
  • الهدف الأساسي: تغطية العجز في الإنتاج المحلي، خاصةً خلال ذروة الاستهلاك في الصيف، حيث تبلغ احتياجات مصر اليومية 6 مليارات قدم مكعب، بينما يصل إنتاجها إلى 4.2 مليار فقط 

تطور واردات مصر من الغاز الإسرائيلي (مليار قدم مكعب يوميًا)

الخلفية التاريخية: من التصدير إلى الاستيراد

قبل عام 2020، كانت مصر مصدرة للغاز إلى إسرائيل عبر صفقة مثيرة للجدل بدأت عام 2005، لكنها توقفت عام 2012 بسبب نزاعات قانونية وأمنية . ومع اكتشاف حقل "ظهر" البحري عام 2015، تحولت مصر إلى مركز إقليمي لتسييل الغاز وتصديره. لكن تراجع الإنتاج المحلي مؤخرًا — بسبب نضوب بعض الحقول — دفعها للعودة إلى الاستيراد، خاصةً من إسرائيل .

التحول في استخدام الغاز المستورد

حتى نهاية 2023، كانت مصر تعيد تصدير الغاز الإسرائيلي بعد تسييله عبر مصنعي "إدكو" و"دمياط" إلى أوروبا، مستفيدةً من الطلب المرتفع بعد الحرب في أوكرانيا. لكن مع انخفاض الإنتاج المحلي، اضطرت لضخ الجزء الأكبر من الواردات في الشبكة المحلية، مما قلص صادراتها من الغاز المسال .

موقع حقل تمار وخطوط إمداد الغاز

إسرائيل
مصر
حقل تمار
التحديات والتداعيات

  1. التوترات الإقليمية: أدت الحرب في غزة عام 2023 إلى تعليق مؤقت لإمدادات الغاز من حقل "تمار"، مما زاد من أزمة الكهرباء في مصر .
  2. الاعتماد على شركة "شيفرون": تعتمد الخطة على نجاح الشركة في زيادة إنتاج الحقل، وهو ما قد يتأثر بعوامل فنية أو سياسية .
  3. التكلفة الاقتصادية: مع ارتفاع فاتورة الاستيراد، تسعى مصر إلى جذب استثمارات أجنبية لتعزيز الإنتاج المحلي عبر حوافز مثل تصدير جزء من الإنتاج الجديد .

الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك اليومي (مليار قدم مكعب)

الإنتاج المحلي
4.2
الاستهلاك المحلي
6.0
السياق الإقليمي والدولي

  • دور إسرائيل: أصبحت إسرائيل لاعباً رئيسياً في سوق الغاز شرق المتوسط، خاصةً بعد تطوير حقول "تمار" و"ليفياثان".
  • المنافسة مع قبرص وتركيا: تسعى مصر للبقاء مركزاً إقليمياً لتجميع وتصدير الغاز، لكن ذلك يعتمد على استقرار الإمدادات .
  • العلاقات مع أوروبا: قد تؤثر الزيادة في استهلاك مصر المحلي على صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد جزئياً على الغاز المصري المسال .

الخلاصة: مستقبل الطاقة في مصر

رغم المخاطر، تعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية مصرية أوسع لتنويع مصادر الطاقة وضمان أمنها، مع العمل على زيادة الإنتاج المحلي عبر مشروعات مثل حقل "ظهر" وحوافز الشركات الأجنبية. ومع ذلك، تبقى التحديات الجيوسياسية والاقتصادية عاملاً حاسماً في نجاح هذه الخطط، خاصةً في ظل توترات إقليمية متجددة.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

الغاز الطبيعي|واردات مصر|إسرائيل|حقل تمار|إنتاج الطاقة

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

أسعار النفط تحت الضغط.. زيادة ضخمة بالمخزونات الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط تقلب الموازين

الاستخبارات الأمريكية تحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران: تفاصيل التصعيد وتداعياته

تراجع كبير في أسعار الحديد والأسمنت.. انخفاض يصل إلى 1353 جنيهاً للطن