الاستخبارات الأمريكية تحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران: تفاصيل التصعيد وتداعياته
مدة القراءة:
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حذرت تقارير استخباراتية أمريكية من أن إسرائيل قد تشن هجوماً استباقياً ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في خطوة من شأنها تأجيج الوضع في الشرق الأوسط. وتأتي هذه التحذيرات وسط مخاوف من أن الضربة الإسرائيلية، وإن كانت ستؤخر البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً، قد تدفع طهران إلى تسريع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عسكرية، وهو ما يعتبر "خطاً أحمر" لواشنطن وتل أبيب.
السيناريوهات العسكرية المحتملة
حددت التقارير خيارين رئيسيين تدرسهما إسرائيل لتنفيذ الهجوم:
- هجوم بعيد المدى (Standoff Strike): يعتمد على إطلاق صواريخ باليستية جو-أرض (ALBMs) من خارج المجال الجوي الإيراني، لتقليل الخسائر في الطائرات الإسرائيلية.
- هجوم داخل المجال الجوي الإيراني (Stand-in Attack): وهو أكثر خطورة، حيث تخترق الطائرات الأجواء الإيرانية وتلقى قنابل خارقة للتحصينات (مثل طراز BLU-109) على المنشآت النووية.
وقد دعمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً إسرائيل بالموافقة على بيع أنظمة توجيه متطورة لهذه القنابل، مع إخطار الكونجرس بالأمر، مما يعزز القدرات الهجومية الإسرائيلية.
السياق السياسي والدولي
أظهرت الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب توافقاً مع الموقف الإسرائيلي، حيث صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، بأن واشنطن "لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، مؤكداً تفضيل الحلول الدبلوماسية مع تحذيرها من انتظار طهران إلى الأبد. ومع ذلك، امتنعت الحكومة الإسرائيلية والوكالات الاستخباراتية الأمريكية (مثل CIA وDIA) عن التعليق المباشر على التقرير، في إشارة إلى حساسية الموقف.
من جهة أخرى، تشير تقارير إلى أن إسرائيل تعتبر إدارة ترامب أكثر استعداداً لدعم ضربات عسكرية ضد إيران مقارنة بإدارة بايدن السابقة، خاصة مع اقتراب موعد رفع العقوبات الدولية عن طهران في أكتوبر 2025، مما يزيد من إلحاح الموقف الإسرائيلي.
خلافات استخباراتية وتقييمات متضاربة
رغم الاتفاق على التهديد الإيراني، توجد فجوة في التقديرات بين الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية:
- تقدر الولايات المتحدة أن الضربة الإسرائيلية ستؤخر البرنامج النووي الإيراني لأسابيع أو أشهر فقط، لكنها قد تدفع إيران إلى تسريع التخصيب إلى مستوى تصنيع الأسلحة.
- بينما يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم قد يُلحق أضراراً أكبر بالقدرات النووية الإيرانية.
وفي هذا الصدد، حذر مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق، وليام بيرنز، من أن إيران قد تحتاج فقط إلى أسبوع واحد لتطوير قنبلة نووية إذا قررت ذلك، مع الإشارة إلى أن طهران تمتلك بالفعل يورانيوم مخصباً قريباً من المستوى العسكري.
تداعيات محتملة ومخاطر التصعيد
- ردود الفعل الإيرانية: قد ترد طهران بتسريع برنامجها النووي أو شن هجمات عبر وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات في العراق وسوريا، كما حدث سابقاً.
- التورط الأمريكي: على الرغم من دعم واشنطن لإسرائيل، فإن هجوماً إسرائيلياً قد يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، خاصة مع وجود آلاف الجنود الأمريكيين في المنطقة.
- التأثير الإقليمي: قد يؤدي الهجوم إلى حرب واسعة تشمل دولاً مثل لبنان وغزة، حيث تتصاعد التوترات بالفعل بين إسرائيل وحزب الله وحماس.
خاتمة: عام 2025.. نقطة التحول؟
مع دخول عام 2025، ينظر إليه كعام حاسم في تحديد مصير الملف النووي الإيراني. فمن ناحية، قد تدفع الضغوط الإسرائيلية والأمريكية إيران إلى طاولة المفاوضات، ومن ناحية أخرى، قد تُغلق نافذة الدبلوماسية لتبدأ مرحلة المواجهة العسكرية المفتوحة. وفي كل الأحوال، يبقى السؤال: هل ستفوز الحسابات الاستخباراتية بسباقها ضد الزمن لاحتواء الأزمة، أم أن الشرق الأوسط على وشك دخول دوامة تصعيد جديدة؟.
![Share/Bookmark](http://static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png)
إسرائيل | إيران | البرنامج النووي | هجوم استباقي | التصعيد العسكري
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار