نتنياهو يعلق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. وحماس تُحذّر من انهيار الهدنة
مدة القراءة:
رام الله/غزة/تل أبيب: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر الأحد، تأجيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، التي كانت مقررة يوم السبت، مبرراً القرار بـ"المراسم المهينة" التي تقيمها حركة حماس أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين، في تصعيد يهدد استمرار هدنة غزة الهشة.
الخلفية: لماذا التأجيل؟
وفقاً لبيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإن القرار جاء رداً على "انتهاكات حماس المتكررة"، خاصة ما وصفه بـ"الاستخدام الساخر للرهائن لأغراض دعائية"، في إشارة إلى مراسم تسليم جثامين رهائن إسرائيليين في توابيت يوم الخميس الماضي. وأضاف البيان: "لن نطلق سراح إرهابيين (يقصد الأسرى الفلسطينيين) حتى تُنهي حماس هذه الممارسات".
من جهتها، نفت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية، واعتبرت التأجيل "خرقاً فاضحاً للاتفاق". وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة: "نتنياهو يواصل المماطلة لخدمة أجندته السياسية"، داعياً الوسطاء الدوليين للضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود الهدنة.
ردود دولية.. والأمم المتحدة تدين
أثارت مراسم حماس انتقادات دولية، منها تصريح فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي وصف عرض الجثامين بأنه "بغيض وقاسٍ وينتهك القانون الدولي". لكن الجهات الدولية لم تعلق بشكل مباشر على قرار التأجيل الإسرائيلي.
خيبة أمل في الضفة وغزة
خلف القرار الإسرائيلي مشاهد مؤلمة في الضفة الغربية، حيث انتظر مئات الفلسطينيين لساعات أمام سجن عوفر، وسط طقس قارس، للإفراج عن 620 أسيراً كان مُقرراً إطلاق سراحهم مقابل 6 رهائن إسرائيليين. وبثت وكالات أنباء لقطات لعائلات تفرقت في اليأس، بينما انهمرت دموع امرأة غادرت المكان خالية الوفاض.
من ناحية أخرى، سلمت كتائب القسام التابعة لحماس 6 رهائن إسرائيليين يوم السبت، ضمن الدفعة السابعة والأخيرة من الأحياء في المرحلة الأولى من الهدنة، والتي كان من المفترض أن تُفتح الباب أمام محادثات المرحلة الثانية، التي تتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين ذوي جنسيات مزدوجة، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين محكومين بعقوبات طويلة.
مستقبل الهدنة على المحك
يُثير التأجيل تساؤلات حول مصير الاتفاق، الذي دخل يومه السابع، خاصة مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى المحددة بأسبوع. وأكدت لجنة شؤون الأسرى الفلسطينية أن الإفراج تأجل "حتى إشعار آخر"، فيما لم تُحدد إسرائيل موعداً جديداً.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن نتنياهو عقد مشاورات مع قيادات الأمن قبل الإعلان، في خطوة تُلمح إلى احتمال وجود خلافات داخلية حول التعامل مع حماس.
السياق الأوسع: صفقة تبادل هشة
يأتي التأجيل في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعداً في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، بينما تحاول حماس وإسرائيل تحقيق مكاسب سياسية من الهدنة. وتصر إسرائيل على ربط أي تمديد للهدنة بإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء، بينما تطالب حماس بضمانات لوقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار غزة.
الخاتمة:
تظهِر أزمة اليوم هشاشة اتفاق التبادل، الذي تحوّل إلى ساحة للصراع الدعائي والسياسي بين الطرفين. وفي حين تُحمّل إسرائيل حماس مسؤولية التأجيل، تُعيد الحركة الاتهام، مُحذرة من انهيار الهدنة إذا استمرت "المماطلة". وسط هذا التوتر، تبقى مصائر مئات الأسر الفلسطينية والإسرائيلية رهينة مفاوضات قد تحدد مستقبل المنطقة لأسابيع قادمة.
تابعوا أحدث التطورات على موقع "على الدين الإخباري ".
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

نتنياهو | حماس | تبادل الأسرى | هدنة غزة | الضفة الغربية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار