الذهب يصعد إلى مستويات قياسية وسط مخاوف حرب تجارية وطلب متزايد من البنوك المركزية

الذهب يحلق بأعلى مستوى في التاريخ

واصل الذهب مسيرته الصاعدة يوم الثلاثاء، مسجلاً مستويات قياسية جديدة عند 2913.79 دولاراً للأونصة (الأوقية) في التعاملات الفورية، و2925.50 دولاراً للعقود الآجلة بالولايات المتحدة، مدفوعاً بموجة من عدم اليقين السياسي والتجاري العالمي، وفق بيانات بورصة نيويورك للمعادن النفيسة.

العوامل الدافعة: الرسوم الجمركية وحرب تجارية محتملة

تصدرت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول الرسوم الجمركية المشهد كعامل رئيسي في تعزيز الطلب على الذهب. فمنذ توليه منصبه الشهر الماضي، أعلن ترامب:

• فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية.
• تأجيل رسوم 25% على واردات المكسيك وكندا (باستثناء الطاقة).
• خطة لفرض 25% على الصلب والألومنيوم المستورد.
• تحذير بفرض رسوم متبادلة على الدول التي تفرض ضرائب على المنتجات الأمريكية.

هذه الإجراءات أثارت مخاوف المستثمرين من تصاعد حرب تجارية عالمية، مما دفعهم إلى اللجوء للذهب كـ"ملاذ آمن" تقليدي لتحقيق الاستقرار في محافظهم الاستثمارية.

البنوك المركزية والمضاربة: وقود الصعود

أشار كايل رودا، محلل الأسواق في "كابيتال.كوم"، إلى أن الطلب القوي من البنوك المركزية العالمية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، يلعب دوراً محورياً في ارتفاع الأسعار. وأضاف: "هناك اندفاع لحماية الاحتياطيات من تداعيات التعريفات، مما يخلق ضغطاً على المعروض".

توقعات معدلة: "غولدمان ساكس" تتوقع 3300 دولار

رفع بنك "جولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب إلى 3100 دولار بنهاية 2025 (مقابل 2890 دولاراً سابقاً)، مع إشارة إلى إمكانية بلوغه 3300 دولار في حال استمرار التوترات التجارية. وبرر البنك توقعاته بـ:

1. الطلب الهيكلي من البنوك المركزية.
2. المضاربة القوية في الأسواق.
3. نقص محتمل في المعروض بسبب القيود اللوجستية.

محفزات مستقبلية: اجتماع الفيدرالي ومؤشرات التضخم

يتجه أنظار المتداولين حالياً إلى محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يناير، المقرر نشره يوم الأربعاء، للبحث عن إشارات حول:

• موقف البنك من الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد.
• احتمالية خفض أسعار الفائدة في ظل مخاطر التضخم.
  وفي هذا الصدد، قالت ميشيل بومان، عضو مجلس المحافظين: "نحتاج أدلة أكثر على انخفاض التضخم قبل أي تخفيف نقدي".

معدن الذهب: أرقام قياسية وأدوار تاريخية

بلغ الذهب ذروته التاريخية عند 2942.70 دولار في 11 فبراير 2025، مسجلاً نمواً بنسبة 28% منذ بداية العام. ويعكس هذا الأداء:

• دور الذهب الكلاسيكي كحاجز ضد التضخم وعدم الاستقرار.
• تحوُّل استراتيجي في سياسات الاستثمار العالمي نحو الأصول الملموسة.

المعادن الأخرى: تفاوت في الأداء

فيما صعد الذهب، شهدت بقية المعادن النفيسة تحركات متباينة:

• الفضة: انخفضت 0.9% إلى 32.50 دولار للأونصة.
• البلاتين: ارتفع 0.9% إلى 985.20 دولار.
• البلاديوم: قفز 1.6% إلى 978.00 دولار.

ماذا بعد؟ مشهد معقد وأسئلة ملحة

رغم التفاؤل الحذر لدى المحللين، تظل الأسئلة التالية مطروحة:

1. هل ستنجح المفاوضات التجارية في تخفيف حدة التوترات؟
2. كيف ستتعامل البنوك المركزية مع تضخم الأسعار؟
3. هل ستحافظ المضاربة على زخمها مع اقتراب الأسعار من 3000 دولار؟

ملاحظات:

• ▲ 11 فبراير: الذروة القياسية (2942.70 دولار)
• ★ 18 فبراير: السعر الحالي (2913.79 دولار)
• ⭕ توقعات نهاية 2025 (3100 دولار)

الخاتمة

في ظل عاصفة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، يبدو أن الذهب قد رسخ مكانته كـ"بطل" الأسواق في 2025. لكن مع اقتراب الأسعار من حاجز 3000 دولار، يترقب العالم تحركات ترمب السياسية وردود الفعل العالمية، التي قد تحدد ما إذا كان المعدن الأصفر سيواصل تحليقه أم يدخل في مرحلة تصحيح تاريخية.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الذهب يصعد إلى مستويات قياسية وسط مخاوف حرب تجارية وطلب متزايد من البنوك المركزية

الذهب|أسعار الذهب|البنوك المركزية|التضخم|الحرب التجارية

النشرة البريدية