التهديدات الجمركية لترامب: هل تدفع أوروبا نحو الانهيار الاقتصادي؟

مدة القراءة:

  `

مقدمة: صراع تجاري على حافة الهاوية

التهديدات الجمركية لترامب: هل تدفع أوروبا نحو الانهيار الاقتصادي؟

في خضم تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بات الاقتصاد الأوروبي على شفا أزمة غير مسبوقة. فبعد أن بلغ الفائض التجاري الأوروبي مع أمريكا 235 مليار دولار عام 2024، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة قد تفقد أوروبا هذا الفائض، مما يهدد بدخول القارة في ركود اقتصادي تتداعى آثاره على الأسواق العالمية.

ترامب والسياسة الحمائية: من التهديد إلى التنفيذ  

`منذ حملته الانتخابية، وعد ترامب بمواجهة "الظلم التجاري" عبر فرض رسوم جمركية صارمة. وبعد توليه الرئاسة، نفذ وعده: 
  • 25% على واردات كندا والمكسيك (معلقة حاليًا). 
  • 10% على البضائع الصينية. 
  • تصعيد جديد يوم الخميس الماضي: فرض رسوم متبادلة على أي دولة تفرض رسوماً على المنتجات الأمريكية، ما قد يرفع الرسوم على الصادرات الأوروبية إلى 20% أو أكثر. 
 يقول محللون: "ترامب يعتبر الفائض التجاري الأوروبي إهانة للاقتصاد الأمريكي، وسيسعى لإزالته بأي ثمن". 

الاتحاد الأوروبي في مأزق: خيارات محدودة وردود فعل متشظية 

رغم وعود الاتحاد الأوروبي بالرد، تبدو خياراته ضعيفة: 
  1. خفض الرسوم على السيارات الأمريكية: قد يفتح الباب لاستيراد شاحنات "البيك أب"، لكن الأوروبيين يفضلون سياراتهم الصغيرة. 
  2. تعديل ضرائب الخدمات الرقمية: خطوة قد تغضب شركات التكنولوجيا الأمريكية، لكنها لن تعوض خسارة 235 مليار دولار.
  3. تعريفات انتقامية: كتلك التي فرضت عام 2018 على البضائع الأمريكية، لكنها تغذي الحروب التجارية دون حل جذري.  

التحديات الداخلية: اقتصاديات منهكة وأزمات متراكمة

لا تواجه أوروبا تهديدات خارجية فحسب، بل أيضًا مشاكل داخلية تعيق قدرتها على الصمود: - 
  • ألمانيا: تراجع صناعاتها الرائدة (السيارات والكيماويات) بسبب التحول للطاقة الخضراء وارتفاع التكاليف. 
  • فرنسا: إصلاحات اقتصادية متعثرة وزيادة مستمرة في العجز المالي (وصل إلى 5% من الناتج المحلي عام 2024). 
  • إيطاليا: ثلاثون عامًا من الركود، مع ديون عامة تجاوزت 150% من الناتج المحلي. 
  • المملكة المتحدة: أزمة نمو متصاعدة مع ارتفاع الضرائب وانخفاض الاستثمارات. 

سيناريوهات مرعبة: ماذا لو خسرت أوروبا فائضها التجاري؟ 

يفرض فقدان 235 مليار دولار ثلاثة سيناريوهات محتملة، جميعها صعبة: 
1. زيادة الواردات الأمريكية: مستحيل دون إغراق السوق بمنتجات غير مرغوبة (كالدجاج المعقم بالكلور). 
2. التحول إلى أسواق جديدة: كالصين، لكن التنافس مع المنتجات الصينية الرخيصة سيُضعف الصناعة الأوروبية. 
3. تحفيز الطلب المحلي: حل مثالي نظرياً، لكنه متعذر مع ديون حكومات تجاوزت 90% من الناتج الإجمالي للاتحاد. 

 البيروقراطية الأوروبية: هل تعيش في الوهم؟

انتقدت صحيفة "التلغراف" موقف مفوضية الاتحاد الأوروبي برئاسة أورسولا فون دير لاين، واصفة إياه بـ"العيش في سبعينيات القرن الماضي"، حين كانت أوروبا قوة تجارية لا يستهان بها. لكن اليوم، الواقع مختلف: 
  • الصين تهدد الصناعة عبر إغراق الأسواق بمنتجات رخيصة. 
  • الولايات المتحدة تعيد بناء صناعاتها بفضل الحوافز الضخمة. 
  • أوروبا، باقتصاداتها البطيئة وخلافاتها الداخلية، تبدو الأضعف في المعادلة. 

الخلاصة: ركود قادم... وتداعيات عالمية

إذا لم تجد أوروبا حلاً سريعاً، فإن خسارة الفائض التجاري مع أمريكا ستكون الضربة القاضية لاقتصاد منهك بالفعل. الركود لن يقتصر على أوروبا؛ فتراجع الاستهلاك فيها سيبطئ النمو العالمي، ويهدد بموجة من الإفلاسات وارتفاع البطالة. السؤال الأكبر: هل تنجح الضغوط الأمريكية في دفع أوروبا لإصلاحات جذرية، أم أن عصر الازدهار الأوروبي قد شهد نهايته؟ 

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

التهديدات الجمركية | الفائض التجاري | الركود الاقتصادي | الحرب التجارية | الاتحاد الأوروبي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

أسعار النفط تحت الضغط.. زيادة ضخمة بالمخزونات الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط تقلب الموازين

الاستخبارات الأمريكية تحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران: تفاصيل التصعيد وتداعياته

تراجع كبير في أسعار الحديد والأسمنت.. انخفاض يصل إلى 1353 جنيهاً للطن