توتر غير مسبوق بين مصر وإسرائيل.. هل تقترب اتفاقية السلام من الانهيار؟

مدة القراءة:

مقدمة: مشهد متأزم واتهامات متبادلة

في ظل حرب غزة المستمرة، تشهد العلاقات المصرية-الإسرائيلية تصاعدا غير مسبوق في حدة التوتر، وصل إلى تبادل اتهامات علنية وتصريحات نارية من الطرفين. بينما تحاول القاهرة تل أبيب إدارة الأزمة بأسلوب "الدبلوماسية الهادئة"، يرى مراقبون أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة بسبب خطوة غير محسوبة، خاصة مع انتشار دبابات إسرائيلية قرب معبر رفح، وتهديدات متخيلة باستهداف السد العالي في جنوب مصر.

توتر غير مسبوق بين مصر وإسرائيل.. هل تقترب اتفاقية السلام من الانهيار؟

سيناريو مرعب: هل يمكن تدمير السد العالي؟

أثار موقع إسرائيلي متخصص في الشؤون العسكرية ("نزيف") عاصفة غضب في مصر بنشره سيناريو افتراضياً – باستخدام الذكاء الاصطناعي – عن ضرب السد العالي بصواريخ متطورة، ما قد يتسبب في فيضان مدمر يغمر مدناً كالأقصر وأسوان والقاهرة، ويُزهق أرواح ملايين المصريين. ورغم أن الخبراء يستبعدون تنفيذ هذا السيناريو لصعوبة اختراق الدفاعات الجوية المصرية، إلا أن النشر أضاء على حساسية الموقف.

اللواء مأمون أبو نوار، خبير عسكري مصري، يؤكد لـ DW: "تدمير السد العالي أشبه باستخدام قنبلة نووية. مصر لديها أنظمة دفاع جوي متطورة، لكن الفكرة نفسها تذكّر بخطورة التصعيد".

جذور الأزمة: غزة وتهجير الفلسطينيين

تكمن جذور التوتر في الخلاف حول مصير غزة، حيث ترفض مصر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وتعتبرها تهديداً للأمن القومي. تصريحات إسرائيلية – مدعومة من إدارة ترامب – عن نقل سكان غزة إلى سيناء أو الأردن، أو حتى إنشاء دولة فلسطينية في السعودية، أثارت غضب القاهرة، التي ردت ببيانات شديدة اللهجة، واصفة التصريحات بـ"المنفلتة" و"المستهترة".

من جانبها، هاجمت وسائل إعلام إسرائيلية الموقف المصري، واتهمت القاهرة بـ"تقويض شرعية إسرائيل". أميرة أورون، السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر، انتقدت ما أسمته "السلام البارد"، بينما اتهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مصر بـ"المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر".

اتفاقية السلام على المحك: هل تتحمل الأزمة؟

رغم التصعيد، يصر الطرفان على التمسك باتفاقية السلام الموقعة عام 1979، والتي تعتبر حجر الزاوية في استقرار المنطقة. مصادر دبلوماسية تؤكد استمرار التنسيق الأمني بين الجيشين، خاصة في سيناء، حيث تتعاون مصر وإسرائيل في مكافحة الإرهاب. لكن د. خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن، يشير إلى هشاشة العلاقة: "لم تتحول الاتفاقية إلى تحالف حقيقي. الأزمات تكشف ضعفها، كما حدث في غزة".

مخاوف من شرارة مفاجئة

يرى مراقبون أن التوتر الحالي قد يتفجر بسبب حادث حدودي أو تصعيد عسكري غير مقصود. أحمد أبو دوح، خبير شؤون الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، يوضح: "نشر مصر قوات كبيرة قرب الحدود أثار انتقادات إسرائيلية. لكن الطرفين يفضلان الدبلوماسية... حتى الآن".

لكن جهشان يحذر: "كل ما يحتاجه الأمر هو جندي متهور أو متسلل ليشتعل الوضع، كما حدث سابقاً على الحدود الأردنية".

الدور الأمريكي: ترامب يفاقم الأزمة؟

تأتي التصريحات الإسرائيلية حول تهجير الفلسطينيين بالتزامن مع دعم ترامب العلني لمواقف تل أبيب، ما وضع مصر في مأزق. إلغاء الرئيس السيسي زيارة لواشنطن مؤخرًا – خوفاً من موقف مشابه لموقف الملك عبد الله الثاني – يظهر حساسية الملف.

الخاتمة: هل نصل إلى نقطة اللاعودة؟

رغم حرص الطرفين على عدم الانزلاق نحو المواجهة، فإن استمرار الحرب في غزة وغياب حل سياسي قد يدفع بالأزمة إلى منحنى خطير. السؤال الأكبر: هل تستطيع الدبلوماسية الخفية وقف التصعيد، أم أن شرارة واحدة تكفي لاختبار حدود "السلام البارد" بين البلدين؟

ملاحظة:
التوتر الحالي يعكس تحدياً وجودياً لاتفاقية السلام، التي نجت لأكثر من 4 عقود. في ظل غياب حل للقضية الفلسطينية، تبقى المنطقة على حافة بركان قد ينفجر بأقل احتكاك.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

مصر وإسرائيل|اتفاقية السلام|غزة|تهجير الفلسطينيين|السد العالي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

أسعار النفط تحت الضغط.. زيادة ضخمة بالمخزونات الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط تقلب الموازين

الاستخبارات الأمريكية تحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران: تفاصيل التصعيد وتداعياته

تراجع كبير في أسعار الحديد والأسمنت.. انخفاض يصل إلى 1353 جنيهاً للطن