إطلاق مشروع ثوري لبيع ضوء الشمس ليلًا: هل يصبح الظلام من الماضي؟

مدة القراءة:

مقدمة: ضوء الشمس يصبح سلعة قابلة للشراء

في خطوة قد تعيد تعريف مفهوم الطاقة النظيفة، كشفت شركة "رفليكت أوربيتال" (Reflect Orbital) عن مشروع طموح يهدف إلى "بيع ضوء الشمس" خلال الليل عبر عواكس فضائية ضخمة. المشروع، الذي عرض خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، يعد بحل إشكالية انقطاع الطاقة الشمسية بعد الغروب، مما قد يفتح الباب أمام ثورة في قطاعات الزراعة، والتعدين، وحتى عمليات الإنقاذ.

إطلاق مشروع ثوري لبيع ضوء الشمس ليلًا: هل يصبح الظلام من الماضي؟

كيف تعمل التقنية؟ المرايا الفضائية تنقل الشمس إلى الأرض

وفقًا لشرح "بن نواك"، المدير التنفيذي للشركة، يعتمد الابتكار على نشر مرايا عملاقة في الفضاء، مُثبتة على أقمار اصطناعية قريبة من الأرض. تُوجَّه هذه المرايا لالتقاط أشعة الشمس وعكسها نحو مناطق محددة على الأرض عند الطلب، عبر نظام تحكم ذكي يُشغَّل "بضغطة زر".

  • التقنية الأساسية: تستخدم المرايا مواد عاكسة متطورة قادرة على تركيز الضوء ونقله بدقة إلى مساحات قد تصل إلى عدة كيلومترات.
  • التكلفة والاستدامة: تعتمد الأقمار على الطاقة الشمسية نفسها للعمل، مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

التطبيقات: من المناجم إلى المزارع.. أين سيستخدم الضوء الليلي؟

أوضح نواك أن المشروع ليس مجرد فكرة نظرية، بل سيكون له تطبيقات عملية واسعة:

  1. المناجم والمناطق النائية: إضاءة مواقع التعدين ليلًا لتعزيز الإنتاجية وتقليل الحوادث.
  2. الإنقاذ في الأماكن المغلقة: توجيه الضوء إلى الأنفاق أو المناطق المنكوبة التي تعاني من انقطاع الكهرباء.
  3. الزراعة المُكثفة: تزويد الصوبات الزراعية بضوء إضافي ليلًا لزيادة نمو المحاصيل، خاصة في الدول التي تعاني من فترات ظلام طويلة شتاءً.
  4. المدن الذكية: دعم الإضاءة العامة دون الاعتماد على الشبكات الكهربائية التقليدية.

الرؤية البيئية: ضربة مزدوجة ضد التغير المناخي

يرى نواك أن المشروع سيسهم في:

  • خفض الانبعاثات الكربونية: عبر تقليل الاعتماد على مولدات الديزل في المناطق النائية.
  • تعزيز الأمن الغذائي: من خلال تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية.
  • الطاقة المستدامة 24/7: جعل الطاقة الشمسية متاحة على مدار الساعة، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو التوقيت.

التحديات: مخاوف علمية وقانونية

رغم التفاؤل، يطرح الخبراء تساؤلات حول:

  • الدقة التقنية: هل يمكن توجيه الضوء بدقة دون تأثيرات جانبية مثل التلوث الضوئي؟
  • التكلفة الاقتصادية: إطلاق الأقمار الصناعية وصيانتها قد تكون مكلفة جدًّا.
  • الإطار القانوني: من يملك حق استخدام الضوء المنعكس؟ وهل ستتدخل دول في تنظيم "بيع أشعة الشمس"؟

الخطوة القادمة: إطلاق القمر الصناعي الأول

كشف نواك أن شركته تستعد لإطلاق أول قمر اصطناعي مزود بالعواكس خلال الأشهر المقبلة، وسيتركز عمله الأول على تزويد ضوء الشمس لمناطق تجريبية في ألاسكا والدول الإسكندنافية، حيث تصل ساعات الظلام إلى 20 ساعة يومياً شتاءً.

خاتمة: هل نحن على أعتاب عصر جديد للطاقة؟

إذا نجحت "رفليكت أوربيتال" في تنفيذ مشروعها، فقد تُحدث نقلة تاريخية في مفهوم الطاقة المتجددة، وتُثبت أن الحدود بين الخيال العلمي والواقع أصبحت أكثر ضبابيةً من أي وقت مضى. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيكون ضوء الشمس سلعةً حصرية لأولئك القادرين على دفع ثمنه؟

المصدر: د ب أ + تحليلات تقنية.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

ضوء الشمس | الطاقة المتجددة | المرايا الفضائية | الزراعة الليلية | التغير المناخي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

أسعار النفط تحت الضغط.. زيادة ضخمة بالمخزونات الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط تقلب الموازين

الاستخبارات الأمريكية تحذر من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران: تفاصيل التصعيد وتداعياته

تراجع كبير في أسعار الحديد والأسمنت.. انخفاض يصل إلى 1353 جنيهاً للطن