أسعار النفط تحت الضغط.. زيادة ضخمة بالمخزونات الأمريكية وتوترات الشرق الأوسط تقلب الموازين
مدة القراءة:
شهدت أسواق النفط العالمية يوم الأربعاء 12 فبراير 2025 تراجعاً ملحوظاً في الأسعار، إذ فقد خام برنت 0.47% ليصل إلى 76.64 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 0.5% إلى 72.95 دولاراً . هذا التراجع أنهى سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، مدفوعة بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط وعوامل أخرى. فما الأسباب الكامنة وراء هذا التذبذب؟
1. زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية
أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي (API) ارتفاعاً حاداً في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة بمقدار 9.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 فبراير، وهي أكبر زيادة منذ أشهر . وعلى الرغم من انخفاض مخزونات البنزين (2.51 مليون برميل) ونواتج التقطير (590 ألف برميل)، فإن ارتفاع المخزونات الخام أرسل إشارات قوية عن فائض في المعروض، خاصة مع ترقب صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة (EIA) لاحقًا في اليوم نفسه .
تغير مخزونات النفط الأمريكية (مليون برميل)
السياق التاريخي:
- في يناير 2025، سجلت المخزونات الأمريكية زيادة قدرها 3.5 مليون برميل، مما أثر سابقًا على الأسعار .
- يشير المحللون إلى أن زيادة الإنتاج الأمريكي وتراجع الصادرات (-829 ألف برميل يوميًا) ساهمت في هذا الفائض .
2. مخاوف الرسوم الجمركية وتهديدات النمو الاقتصادي
ضغطت التهديدات المتجددة بفرض رسوم جمركية أمريكية على واردات النفط من دول مثل كندا والمكسيك على معنويات السوق. فمن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في مارس 2025، بعد تأجيلها من فبراير .
التأثير المتوقع:
- قد تُقلص الرسوم من الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 1-2%، وفقًا لتقديرات بنك "يو بي إس" السويسري .
- في الصين، خفضت المصافي معدلات التشغيل إلى أدنى مستوى منذ جائحة كورونا، مما زاد من مخاوف تراجع الطلب .
3. التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط: عامل دعم مؤقت
أدت التحذيرات الأمريكية-الإسرائيلية من انهيار هدنة غزة إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 1% يوم الثلاثاء، لكنها لم تعوض الخسائر اللاحقة. فتصاعد العنف قد يعطل إمدادات النفط من المنطقة، التي تُنتج 30% من الإمدادات العالمية .
بؤر التوتر المؤثرة على إمدادات النفط
(تهديد بانهيار الهدنة)
(عقوبات الضغط الأقصى)
(تعطل التصدير إلى آسيا)
أبرز التطورات:
- تحذيرات من تجدد الصراع إذا لم تفرج حماس عن رهائن إسرائيليين بحلول السبت.
- العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا تعطل تدفقات النفط إلى الصين والهند .
4. العقوبات وتأثيرها على الإمدادات
تشكل العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا عاملًا مزدوجًا:
- إيران: وصل إنتاجها إلى أعلى مستوى منذ 2018، لكن إعادة فرض عقوبات "الضغط الأقصى" قد تقلص صادراتها .
- روسيا: علقت ملايين البراميل في المحيط الهادئ بسبب العقوبات، مما اضطرها لبيع النفط بأسعار مخفضة .
5. توقعات المحللين: بين فائض العرض والطلب الهش
يتوقع خبراء الطاقة أن يشهد عام 2025 فائضًا يتراوح بين 500 ألف و950 ألف برميل يوميًا، مدفوعًا بزيادة الإنتاج خارج "أوبك+"، خاصة من الولايات المتحدة والبرازيل . في المقابل، قد تحافظ "أوبك+" على تخفيضات الإنتاج حتى نهاية 2025 لاستيعاب هذا الفائض .
تغير أسعار النفط فبراير 2025
الخاتمة: سوق بين مطرقة العرض وسندان الطلب
في ظل هذه العوامل المتضاربة، تبدو أسواق النفط عالقة بين ضغوط العرض القوي من جهة، ومخاطر تراجع الطلب بسبب الحروب التجارية من جهة أخرى. ومع ذلك، تبقى التطورات الجيوسياسية العامل الأكثر إثارة للقلق، إذ قد تحول اتجاه السوق بين عشية وضحاها.
المصادر: تقارير معهد البترول الأمريكي، إدارة معلومات الطاقة، وتحليلات خبراء الطاقة .
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
![Share/Bookmark](http://static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png)
أسعار النفط | المخزونات الأمريكية | التوتر الجيوسياسي | العقوبات الأمريكية | الطلب العالمي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار