الجوع يهدد غزة المحاصرة تحت القصف

مدة القراءة:

يتناول هذا المقال الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بسبب الحصار الإسرائيلي والحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويستند المقال إلى شهادات مباشرة من عمال الإغاثة والمسعفين والأطباء الذين شاهدوا مشاهد مؤلمة للناس الذين يتضورون جوعا وعطشا.

الجوع يهدد غزة المحاصرة تحت القصف

الشمال: مأساة إنسانية

في شمال غزة، حيث كانت الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس أعنف، يعيش الناس في حالة يرثى لها. لا يوجد طعام كاف، ولا تصل المساعدات إلا بصعوبة بالغة.

وقال شون كيسي، منسق منظمة الصحة العالمية في غزة: “الوضع الغذائي في الشمال مروع للغاية. لا يوجد طعام متاح تقريبا وكل شخص نتحدث إليه يتوسل للحصول على الطعام”.

وأضاف أنه رأى أشخاصا ضعفاء وهزلاء وعيونهم غائرة من الجوع، وأنه لا يوجد بيانات دقيقة عن مستويات سوء التغذية في الشمال، لأن الوكالات الإنسانية لا تستطيع الوصول إلى المنطقة بسهولة.

وحذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن بعض المناطق في غزة تواجه خطر المجاعة، وأن جميع سكان القطاع يعانون من أزمة غذائية.

الجنوب: النجاة بالحد الأدنى

في جنوب غزة، حيث تقع مدينة رفح الحدودية مع مصر، يحظى الناس ببعض الإمدادات الغذائية من المساعدات الإنسانية القليلة، لكنها لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. ويقول الأطباء إنهم يشاهدون حالات متزايدة من الأطفال النحيفين والرضع الذين يفقدون الوزن والأمهات اللائي لا يستطعن إرضاع أطفالهن.

في مستشفى رفح، أشار طبيب الأطفال جبر الشاعر إلى طفل انخفض وزنه إلى 5.5 كجم (12 رطلا) من 7.5 كجم قبل شهر ونصف. "هذا سيء. يؤثر على حصانته. لديه باستمرار التهاب في الصدر والتهاب المعدة والأمعاء».

والدته، شروق شعبان، التي ترضع طفلها، ليس لديها الكثير لتأكله بنفسها. ومثل معظم الناس الآخرين في جنوب غزة، تعيش الآن على القليل من الخبز والطعام المعلب.

وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن يواجه أكثر من 10 آلاف طفل في غزة خلال الأسابيع المقبلة خطر الهزال، وهو أحد أخطر نتائج سوء التغذية، الذي يمكن أن يعوق النمو البدني ونمو الدماغ.

الوسط: الحرب والدمار

في وسط غزة، حيث تقع مدينة غزة الكبرى ومخيم البريج للاجئين، يعيش الناس في خوف دائم من القصف الإسرائيلي، الذي دمر العديد من المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد. ويقول الأطباء إنهم يواجهون صعوبات كبيرة في علاج الجرحى والمرضى، بسبب نقص الأدوية والمعدات والكهرباء.

وصف ماينارد، وهو جراح بريطاني عمل في وسط غزة في ديسمبر وأوائل يناير مع جمعية المعونة الطبية للفلسطينيين الخيرية: “لقد رأينا الكثير من الأشخاص النحيفين جدا يجلسون ويحدقون في الفضاء ويبدون ضائعين”. وقال: “كان هناك دليل واضح جدا على وجود أشخاص يعانون الآن من سوء التغذية”.

وقال أياديل ساباربيكوف، وهو طبيب في منظمة الصحة العالمية كان مؤخرا في شمال غزة، إنه رأى بشكل خاص أطفالا وشيوخا تظهر عليهم علامات الهزال، ووصف أشخاصا يأتون للتسول للحصول على الطعام، ويرفعون أيديهم إلى أفواههم لتقليد الأكل.

 الحاجة إلى التدخل العاجل

من الواضح أن الوضع في غزة يتطلب تدخلا عاجلا وفعالا من المجتمع الدولي، لوقف العنف ورفع الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية للسكان المحاصرين. ويجب أن يتضمن هذا التدخل:

- وقف إطلاق النار الفوري والدائم بين الطرفين، والالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.

- فتح المعابر الحدودية والممرات الإنسانية، والسماح بدخول وخروج الأشخاص والبضائع والوقود والمياه والكهرباء بحرية وأمان.

- تقديم المساعدات الغذائية والطبية والنفسية والتعليمية والاجتماعية للناس في غزة، وخاصة الأطفال والنساء والمسنين والمعوقين والمرضى.

- إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، وتعزيز القدرات المحلية والمجتمعية، ودعم الحلول السياسية والاقتصادية والتنموية الشاملة والعادلة.

هذه هي بعض الخطوات الضرورية لإنهاء المعاناة في غزة، وإحلال السلام والكرامة والحياة الكريمة للشعب الفلسطيني. 

المصدر: رويترز 


Share/Bookmark

غزة | الجوع | الحصار | القصف | المساعدات | سوء التغذية | الإنسانية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

ترقب وحذر: توقعات بخفض تدريجي لأسعار الفائدة في مصر مع تراجع التضخم

مصر تثير قلق إسرائيل بتفعيلها نظام حرب إلكترونية صيني متطور (فيديو)

حقل ظهر.. بين تأخر المستحقات ووعد بعودة الإنتاج