الذهب يترقب: هل يُبشر الفيدرالي بخفض الفائدة في 2025؟
مدة القراءة:
17 ديسمبر 2024 – في ظل ترقب حذر، استقرت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، حيث تتجه أنظار الأسواق إلى اجتماع السياسة النقدية الحاسمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). هذا الاجتماع، الذي يعتبر الأخير في عام 2024، يحمل في طياته تساؤلات حيوية حول مستقبل أسعار الفائدة في العام القادم، وتحديدا في عام 2025.
الذهب في مهب الريح
لم يشهد الذهب أي تغيرات ملحوظة في المعاملات الفورية، حيث استقر عند مستوى 2653.43 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش. بالمثل، استقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي عند 2671 دولاراً. هذا الاستقرار الظاهري يخفي وراءه ترقبا عميقا لما سيحمله اجتماع الفيدرالي من مفاجآت.
لماذا يترقب الجميع اجتماع الفيدرالي؟
يكمن السر في التوقعات. فبينما استبعدت الأسواق تقريبًا خفضا وشيكا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن التركيز يتحول الآن إلى توقعات الفيدرالي لعام 2025، وما يُعرف بـ "مخطط النقاط" الذي يكشف عن رؤية أعضاء البنك المركزي لمسار أسعار الفائدة المستقبلي. تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، ستكون أيضًا بالغة الأهمية لفهم توجه البنك في النصف الأول من العام المقبل.
يشير جيغار تريفيدي، المحلل البارز في "ريلاينس" للأوراق المالية، إلى أن "توقعات عام 2025، ومخطط النقاط، وتصريحات رئيس الفيدرالي ستكون محورية لقياس موقف البنك المركزي في النصف الأول من العام المقبل". ويضيف: "قد يشهد المعدن الأصفر تصحيحا فنياً، ولكن هذه ستكون فرصة للشراء".
ماذا عن خفض الفائدة؟
في حين أن الأسواق تقدر احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع بنسبة 95.4%، إلا أن التوقعات بخفض مماثل في يناير (كانون الثاني) تراجعت إلى 16.3% فقط، وفقًا لأداة "فيد ووتش". هذا يعني أن الأسواق تتوقع بقاء أسعار الفائدة على حالها في المدى القصير، مع التركيز على أي تلميحات قد تصدر من الفيدرالي بشأن التوجه المستقبلي.
لماذا يعتبر خفض الفائدة مهما للذهب؟
عادةً ما يكون الذهب ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. وعندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين لأنه لا يقدم عائداً ثابتاً مثل السندات أو الودائع. لذلك، أي إشارة من الفيدرالي إلى خفض محتمل في أسعار الفائدة قد تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع.
قرارات أخرى في الأفق
لا يقتصر المشهد على الفيدرالي الأميركي فقط، فمن المتوقع أن يعلن كل من بنك اليابان، وبنك إنجلترا، والبنك المركزي السويدي، وبنك النرويج، قراراتهم بشأن السياسة النقدية في 19 ديسمبر (كانون الثاني). كما يُتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى العام المقبل، إذا استقر التضخم عند هدفه البالغ 2%.
البيانات الاقتصادية في دائرة الضوء
يراقب المتداولون عن كثب البيانات الاقتصادية الرئيسة التي ستصدر هذا الأسبوع، بما في ذلك أرقام الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على معنويات السوق وتوجهات أسعار الذهب.
المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب وحده في دائرة الضوء، فقد تراجعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 30.47 دولار للأوقية، وهبط البلاتين بنسبة 0.7% إلى 929.05 دولار، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 944.59 دولار.
الخلاصة
يظل الذهب في حالة ترقب لما سيحمله اجتماع الفيدرالي من أخبار بشأن أسعار الفائدة، وتحديداً في عام 2025. بينما استبعدت الأسواق خفضا وشيكا في أسعار الفائدة، إلا أن أي تلميحات قد تصدر من الفيدرالي بشأن خفض محتمل في المستقبل القريب ستكون بالغة الأهمية لتحديد مسار المعدن الأصفر. في الوقت نفسه، يتابع المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الهامة التي ستصدر هذا الأسبوع، بالإضافة إلى قرارات السياسة النقدية المرتقبة من بنوك مركزية أخرى حول العالم.
الذهب | أسعار الفائدة | الاحتياطي الفيدرالي | السياسة النقدية | المعادن النفيسة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار