فرار الأسد يشعل الساحة.. خامنئي يلمح إلى دور دولة مجاورة وأصابع إسرائيلية
مدة القراءة:
في تطور مفاجئ للأحداث في سوريا، أعلن الرئيس بشار الأسد تنحيه عن منصبه ومغادرة البلاد، تاركاً وراءه بلداً غارقاً في صراع دام لسنوات. هذا الحدث الذي أثار ردود فعل متباينة على الساحة الدولية، يفتح الباب أمام سيناريوهات مُحتملة لمستقبل سوريا، وسط مخاوف من حرب أهلية وفراغ سياسي قد تستغله قوى خارجية.
خلفية الأحداث
أفادت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد، وبعد مفاوضات مع عدد من أطراف الصراع، قرر الاستقالة وغادر البلاد، معطياً تعليماته بانتقال سلمي للسلطة. وأكد مصدر في الكرملين أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، حيث منحتهم روسيا حق اللجوء.
في المقابل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدن سورية عدة، معلنةً إسقاط النظام. وذكرت تقارير أن المسؤولين الروس على تواصل مع ممثلي المعارضة، التي تعهد قادتها بضمان أمن القواعد العسكرية والمؤسسات الدبلوماسية الروسية في سوريا.
تصريحات إيران
أثارت هذه التطورات ردود فعل قوية من إيران، حليفة النظام السوري. حيث أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن "الشباب السوري الغيور على بلده سيواجه الاعتداءات عليه وسينتصر على أعدائه"، مشيراً إلى أن "ما جرى في سوريا يقدم لنا دروساً وعبراً من بينها الغفلة عن العدو الذي عمل سريعاً وبشكل مفاجئ". كما كشف خامنئي أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية حذرت حكومة الأسد قبل أشهر من وجود تهديدات ومخططات من "العدو".
وفي تصريحات أخرى، اتهم خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الأحداث في سوريا، مشيراً إلى دور "حكومة مجاورة لسوريا" في هذا المجال. وأضاف: "لدينا أدلة على ذلك وهذه الأدلة لا تترك مجالاً للشك".
من جانبها، أكدت الحكومة الإيرانية أن علاقاتها مع سوريا تستند إلى "احترام وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية". وأشارت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إلى أن "الجيش السوري أظهر نوعا من العجز أو عدم الإرادة في منع دخول بعض المسلحين، ما أدى إلى تغيير النظام في سوريا".
مخاوف وتساؤلات
يثير تنحي الأسد وسيطرة المعارضة على مناطق واسعة من سوريا مخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، خاصة في ظل غياب قيادة موحدة وفراغ سياسي قد تستغله قوى خارجية. كما يطرح تساؤلات حول مصير اللاجئين السوريين في أوروبا، خاصة بعد تأكيدات إيرانية بأن "ما يهم إيران هو المصالح الوطنية لها".
سيناريوهات محتملة:
في ظل هذه التطورات، تبرز سيناريوهات محتملة لمستقبل سوريا:
- تشكيل حكومة انتقالية: قد يتم تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن مختلف أطياف المعارضة والقوى السياسية في سوريا، بهدف التحضير لانتخابات حرة ونزيهة.
- تدخل دولي: قد تتدخل قوى إقليمية ودولية بشكل مباشر في سوريا، إما لدعم فصائل معينة أو لفرض حل سياسي يضمن مصالحها.
- حرب أهلية: قد تنزلق سوريا إلى حرب أهلية شاملة، خاصة في ظل وجود انقسامات عميقة بين مختلف الفصائل المسلحة وغياب قيادة موحدة.
- تقسيم سوريا: قد يتم تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها قوى مختلفة، مما قد يؤدي إلى صراعات طويلة الأمد.
يبقى مستقبل سوريا مجهولاً، ومرهوناً بتطورات الأحداث على الأرض وتفاعلات القوى الإقليمية والدولية. وسط هذه الضبابية، تبقى آمال السوريين معلقة على حل سلمي ينهي معاناتهم ويحقق تطلعاتهم في الحرية والعدالة.
الأسد | إيران | المعارضة السورية | الحرب الأهلية | مستقبل سوريا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار