هل يشهد العالم نهاية هيمنة الدولار؟

مدة القراءة:

الدولار بين الهيمنة والتحديات

الدولار الأميركي، العملة الاحتياطية الأولى في العالم، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة. مع تزايد الجهود الدولية لإيجاد بدائل، خاصة من قبل تكتلات اقتصادية كبرى مثل مجموعة «بريكس»، تبرز تساؤلات حول استمرارية هيمنة الدولار في النظام المالي العالمي. هل نشهد بداية النهاية لهيمنة الدولار؟ أم أن العقبات التقنية والسياسية ستظل تحول دون ذلك؟

"ميزان يوضح مقارنة رمزية بين الدولار وعملة بريكس."

هيمنة الدولار: الأرقام تتحدث

وفقاً لصندوق النقد الدولي، يشكل الدولار الأميركي نحو 54% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية في الربع الثاني من عام 2024. هذه النسبة الكبيرة تعكس مدى ترسخ الدولار في الاقتصاد العالمي، حيث يستخدم في تسهيل التجارة الدولية، وتمويل الديون، وتسعير السلع الأساسية مثل النفط.

توزيع احتياطيات النقد الأجنبي العالمية (2024)

- الدولار الأميركي: 54%

- اليورو: 20%

- الين الياباني: 6%

- العملات الأخرى: 20%

جهود «بريكس»: العملة البديلة

مجموعة «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، تسعى منذ سنوات لتطوير نظام مالي بديل يعتمد على عملة جديدة تُدعى «الوحدة»، مدعومة بالذهب. هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات تقليل الاعتماد على الدولار، خاصة في ظل السياسات الحمائية الأميركية والضغوط الاقتصادية.

توزيع الناتج المحلي الإجمالي لدول «بريكس» (2024)

- الصين: 70%

- الهند: 15%

- روسيا: 8%

- البرازيل: 5%

- جنوب إفريقيا: 2%

تحذيرات ترامب: الرسوم الجمركية كسلاح

في نوفمبر 2023، حذر الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب دول «بريكس» من المضي قدماً في إنشاء عملة بديلة، مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على وارداتها إلى الولايات المتحدة. عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، كتب ترمب: «نريد التزاماً من هذه الدول بعدم إنشاء عملة جديدة لمجموعة (بريكس) أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار العظيم».

التحديات التقنية والسياسية

رغم الجهود المبذولة، فإن إنشاء عملة بديلة للدولار يواجه عقبات كبيرة. أرون ليسلي جون، كبير محللي الأسواق في شركة «سنشري فاينانشيال»، يرى أن تنوع دول «بريكس» يمثل تحدياً رئيسياً. ويقول جون, «إنشاء عملة موحدة يتطلب توافقاً سياسياً وبنية تحتية مالية قوية، وهو أمر غير متوفر حالياً».

التحديات الرئيسية أمام عملة «بريكس» البديلة

- التباين الاقتصادي بين الدول الأعضاء

- الحاجة إلى بنية تحتية مالية موحدة

- الضغوط السياسية من الولايات المتحدة

مستقبل الدولار: الهيمنة مستمرة؟

جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في «ساكسو بنك»، يعتقد أن الدولار سيظل مهيمناً في المستقبل القريب. يقول هاردي، «إطلاق عملة جديدة يتطلب تنازل الدول عن جزء من سيادتها لصالح المشروع، وهو أمر صعب التحقيق في ظل الظروف الحالية».

الخاتمة: تغييرات جذرية أم استمرارية الوضع الراهن؟

في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيتمكن العالم من تقليل الاعتماد على الدولار؟ أم أن العقبات التقنية والسياسية ستظل تحول دون ذلك؟ بينما تسعى دول «بريكس» لتطوير بدائل، فإن هيمنة الدولار تبدو مستمرة في المدى القريب، خاصة مع قوته الاقتصادية والسياسية.

توقعات هيمنة الدولار في السنوات المقبلة

- 2025: 52%

- 2030: 48%

- 2035: 45%

ملاحظة: الرسوم البيانية المذكورة هي توضيحية وليست رسمية، وتهدف إلى تسهيل فهم الموضوع للقراء.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الدولار الأميركي|عملة عالمية بديلة|مجموعة بريكس|النظام المالي العالمي|التحديات الاقتصادية

علىّْ الدين الإخباري