جبل الشيخ: قاعدة إسرائيلية متقدمة في قلب الصراع السوري
مدة القراءة:
في تطور لافت، يتصاعد التواجد العسكري الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ الواقعة على الحدود السورية، ليتحول هذا الموقع الاستراتيجي إلى محور رئيسي في الصراع المتشابك في المنطقة. فبعد سنوات من العمليات المتقطعة، يبدو أن إسرائيل تتجه نحو ترسيخ وجودها طويل الأمد على هذه القمة، مستغلة حالة عدم الاستقرار والفراغ الأمني الذي خلفه انهيار نظام الأسد في سوريا.
تعليمات نتنياهو: البقاء حتى نهاية 2025
كشف مراسل "سكاي نيوز عربية" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بالبقاء في جبل الشيخ لما بعد عام 2025، في دلالة واضحة على النية الإسرائيلية لجعل هذا الموقع جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها الأمنية. هذه الخطوة تأتي بعد توجيهات مماثلة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس للجيش بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة، مما يؤكد على تصميم إسرائيل على التمسك بهذا الموقع رغم الظروف الجوية القاسية.
"كنز إسرائيل" وأهميته الاستراتيجية
لطالما اعتبرت إسرائيل جبل الشيخ "كنزا ثمينا"، نظرًا لأهميته الاستراتيجية الكبيرة. فالقمة التي تقع على الجانب السوري من الحدود، توفر لإسرائيل ميزة مراقبة لا تقدر بثمن، حيث تتيح لها رصد التحركات العسكرية في العمق السوري، وتحديد التهديدات المحتملة، سواء كانت قادمة من دمشق أو من مناطق أخرى. كما تسمح لها هذه المراقبة الإلكترونية بتقديم إنذار مبكر في حال وقوع أي هجوم وشيك.
موقع جغرافي حاسم
لا تقتصر أهمية جبل الشيخ على المراقبة فقط، بل يمتد تأثيره إلى الجانب العسكري. فموقعه المرتفع، الذي يبعد حوالي 35 كيلومتراً عن دمشق، يمنح الجيش الإسرائيلي ميزة وضع العاصمة السورية في مرمى المدافع، مما يجعله موقعًا استراتيجياً حاسماً في أي صراع محتمل.
مخاوف أمنية وتبريرات إسرائيلية
تبرر إسرائيل تواجدها في جبل الشيخ بمخاوف أمنية مشروعة، حيث يرى وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن هذا الوجود ضروري لردع ما وصفها بالمعارضة السورية "المتطرفة". كما يضيف أن جبل الشيخ يمثل "عين إسرائيل" لرصد تهديدات حزب الله في لبنان، وأي تحركات أخرى في سوريا، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي موجود هناك لحماية مواطني إسرائيل.
تصاعد التوتر في ظل التوغل الإسرائيلي
في المقابل، يرى البعض في هذا التواجد الإسرائيلي توغلًا غير مشروع في الأراضي السورية، خاصة مع تصاعد وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية ومستودعات الأسلحة، التي تزامنت مع انهيار نظام الأسد. وقد طالب القائد العسكري في "هيئة تحرير الشام"، مرهف أبو قصرة، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا "التوغل الجائر" في الأراضي السورية.
مستقبل غير واضح
في ظل هذه التطورات، يظل مستقبل جبل الشيخ غير واضح المعالم. ففي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل على أن تواجدها في المنطقة مؤقت، لحين التوصل إلى "ترتيب آخر يضمن أمنها"، تتزايد المخاوف من أن تتحول هذه القمة إلى قاعدة إسرائيلية دائمة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وإشعال فتيل صراعات جديدة.
خلاصة القول
إن جبل الشيخ، بفضل موقعه الاستراتيجي، أصبح نقطة محورية في الصراع السوري، ومسرحا لتنافس إقليمي متصاعد. ومع تعزيز إسرائيل لوجودها العسكري في المنطقة، يبدو أن هذه القمة ستظل جزءًا أساسياً من المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط، في ظل غياب حل سياسي شامل ينهي حالة عدم الاستقرار التي تعصف بالمنطقة.
جبل الشيخ | التواجد الإسرائيلي | الحدود السورية | المراقبة الإلكترونية | هضبة الجولان
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار