تحذير البنك الدولي 2025: انهيار أسعار السلع يهدد اقتصادات الدول النامية

4دقائق
استمع استمع للمقال
0:00
4:14

تحليل مفصل لآثار التباطؤ الاقتصادي العالمي واضطرابات التجارة

تحذير البنك الدولي 2025: انهيار أسعار السلع يهدد اقتصادات الدول النامية

المقدمة

في تقرير صدر يوم 29 أبريل 2025، توقع البنك الدولي انخفاضاً كبيراً في أسعار السلع الأساسية خلال العامين المقبلين، مع تراجع متوقع بنسبة 12% في 2025، و5% إضافية في 2026، ليصل متوسط الأسعار إلى أدنى مستوياته منذ عقدٍ من الزمن. يأتي هذا الانخفاض مدفوعاً بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتصاعد اضطرابات التجارة الدولية، مما يُنهي موجة الارتفاعات السعرية الحادة التي سببتها جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية.

بينما قد يُسهم هذا التراجع في تخفيف الضغوط التضخمية، خاصة مع ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أنه يضع دولاً نامية عديدة – تعتمد على تصدير السلع – في مأزق اقتصادي. فكيف ستؤثر هذه التوقعات على الأسواق العالمية؟ وما الإجراءات المطلوبة لمواجهة التحديات؟

الانخفاض المتوقع: الأسباب والتداعيات

1. تباطؤ النمو العالمي واضطرابات التجارة

تشير توقعات البنك الدولي إلى أن أسعار السلع الأساسية (بعد تعديلها للتضخم) ستعود إلى مستويات ما بين 2015 و2019، مع انخفاض شبه عام يشمل:

  • الطاقة: تراجع بنسبة 17% في 2025 و6% في 2026، مدعوماً بوفرة المعروض النفطي والتحول نحو السيارات الكهربائية في الصين.
  • الفحم: انخفاض بنسبة 27% في 2025، و5% في 2026، بسبب تراجع استخدامه في توليد الكهرباء.
  • المواد الغذائية: تراجع بنسبة 7% في 2025، و1% في 2026، لكن دون تأثير يُذكر على انعدام الأمن الغذائي في الدول الهشة.
  • الذهب: ارتفاع قياسي في 2025 كملاذ آمن، ثم تراجع طفيف في 2026.

2. تأثير مزدوج على الدول النامية

رغم أن الانخفاض قد يبطئ التضخم، إلا أنه يهدد اقتصادات الدول التي تشكل صادرات السلع ثلثي ناتجها المحلي، مثل:

  • نيجيريا وأنغولا (النفط): انخفاض إيرادات الميزانية مع تراجع سعر برنت إلى 64 دولاراً في 2025.
  • أستراليا وإندونيسيا (الفحم): خسائر بسبب التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
  • اليمن والصومال: تفاقم الجوع رغم انخفاض أسعار الغذاء، بسبب تقلص المساعدات والنزاعات.

التوصيات: كيف تواجه الدول النامية العاصفة؟

دعا إندرميت جيل، كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي، هذه الدول إلى:

  1. تحرير التجارة ورفع الحواجز لتعزيز التكامل مع الأسواق العالمية.
  2. تعزيز الانضباط المالي عبر إصلاح سياسات الدعم وزيادة كفاءة الإنفاق.
  3. جذب الاستثمارات الخاصة عبر تحسين البنية التحتية وتسهيل الإجراءات البيروقراطية.
  4. تنويع الاقتصاد بالاستثمار في قطاعات مثل التكنولوجيا والسياحة.

جدول توقعات الانخفاض في أسعار السلع (%)

القطاع 2025 2026
السلع الأساسية -12% -5%
الطاقة -17% -6%
الفحم -27% -5%
المواد الغذائية -7% -1%
الذهب ▲ قياسي ▼ طفيف

تحديات مستقبلية: بين التضخم والركود

رغم أن انخفاض الأسعار قد يمنح البنوك المركزية مساحة لخفض أسعار الفائدة، إلا أن التقرير يحذر من:

  • تقلبات سعرية غير مسبوقة منذ سبعينيات القرن الماضي، مما يزيد مخاطر الاستثمار.
  • ضعف القدرة التنافسية للدول النامية في ظل ارتفاع تكاليف التمويل.
  • تأثيرات متباينة: ففي حين تستفيد دول مثل الهند من انخفاض فاتورة الواردات، تعاني دول أفريقيا من تراجع عائدات التصدير.

الخاتمة: هل نحن أمام "عقد ضائع" للسلع؟

يُشير التقرير إلى أن انخفاض أسعار السلع قد يكون بداية لمرحلة جديدة من الركود النسبي في أسواقها، خاصة مع تحول الاقتصادات الكبرى نحو الطاقة المتجددة والرقمنة. لكن هذه التحديات قد تتحول إلى فرص إذا استثمرت الدول النامية في تحديث بنيتها التحتية وبناء اقتصادات متنوعة قادرة على امتصاص الصدمات.

السؤال الأكبر يبقى: هل ستتمكن هذه الدول من تجنب "لعنة الموارد" قبل فوات الأوان؟

المصادر

  1. البنك الدولي يتوقع انخفاض أسعار السلع إلى مستويات ما قبل كوفيد
  2. البنك الدولي يتوقع انخفاض أسعار السلع إلى أدنى مستوياتها في 2025
  3. توقعات أسواق السلع الأساسية في ثماني رسوم بيانية

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الوسوم

أسعار السلع | الاقتصاد العالمي | الدول النامية | التجارة الدولية | الطاقة المتجددة

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

أكبر صندوق سيادي في العالم يسحب 1.95 مليار دولار من إسرائيل اعتراضا على الإبادة الجماعية فى غزة

مفاجأة صادمة: سعر طن الحديد في مصر أعلى من قيمته العادلة بـ16 ألف جنيه

الجنيه المصري يواصل صعوده: انتعاش اقتصادي مدفوع بتحسن التدفقات النقدية