هل تدفع الدول النامية ثمن صراع الكبار؟ الأمم المتحدة تحذر: خسائر تتجاوز 3 مليارات بسبب رسوم ترامب والصين

مدة القراءة: 3 دقائق

جدول المحتويات

مقدمة: تصعيد جمركي يهدد الاقتصادات الهشة

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حذرت باميلا كوك هاميلتون، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية (ITC)، من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والإجراءات المضادة للدول الأخرى، قد يلحق ضرراً "كارثياً" بالدول النامية، يفوق تأثير خفض المساعدات الخارجية. جاءت تصريحاتها خلال تقييمٍ لتداعيات السياسات الحمائية على النظام التجاري العالمي، وسط اضطراباتٍ في الأسواق العالمية.

من هي باميلا كوك هاميلتون؟

تعتبر كوك هاميلتون واحدة من أبرز الخبيرات في مجال التجارة الدولية، حيث تشغل منذ عام 2020 منصب المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية، الوكالة المشتركة بين منظمة التجارة العالمية (WTO) ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD). تتمتع بخبرةٍ تمتد لعقود في دعم الاقتصادات النامية، لا سيما الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نمواً، عبر تعزيز قدراتها التجارية وتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع تركيز خاص على تمكين المرأة اقتصادياً عبر منصات مثل "WeXport".

التداعيات الاقتصادية: ارقام مقلقة

انكماش التجارة العالمية:
توقع المركز انخفاضاً في حجم التجارة العالمية بنسبة 3-7%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.7%، مع تركيز الضرر على الدول النامية التي تعتمد بشكلٍ كبير على الصادرات.
الصراع الأمريكي-الصيني:
في سيناريو التصعيد المستمر، قد تنخفض التجارة بين البلدين بنسبة 80%، مما يهدد سلاسل التوريد العالمية ويعتقد جهود التعافي من آثار جائحة كوفيد-19.
مثال بنغلاديش:
قد تخسر ثاني أكبر مصدر للملابس عالمياً صادرات سنوية بقيمة 3.3 مليار دولار بحلول 2029 إذا استمرت الرسوم الأمريكية عند 37%، ما يدفعها للبحث عن أسواق بديلة مثل أوروبا.

الآليات المباشرة للضرر

ارتفاع تكاليف الواردات: رفعت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 125% رداً على زيادة الرسوم الأمريكية على بضائعها إلى 145%.
اضطراب الأسواق: أدى تعليق الرسوم لمدة 90 يومًا على بعض الدول إلى زيادة عدم اليقين، مما أثر على استثمارات الشركات وتخطيطها طويل الأجل.
تراجع المكاسب التنموية: حذرت كوك هاميلتون من أن الدول النامية قد تفقد مكاسب اقتصادية حققتها على مدى سنوات، مع إجبارها على إعادة توجيه تجارتها نحو شركاء إقليميين، كما في حالة لاوس وكمبوديا وميانمار.

ردود الفعل الدولية والتوصيات

دعوات للتعاون: دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الاتحاد الأوروبي إلى "مقاومة التنمر الأحادي"، في إشارةٍ إلى السياسات الأمريكية، مؤكدًا أن "لا منتصر في الحروب التجارية".
تعزيز التكامل الإقليمي: أشار المركز إلى أن تعزيز الشراكات الإقليمية قد يكون مخرجاً للدول النامية لتخفيف الخسائر، لكنه حل جزئي في ظل هيمنة الاقتصادات الكبرى.
دور المنظمات الدولية: شددت كوك هاميلتون على ضرورة تعزيز برامج الدعم الفني للدول النامية لتعزيز مرونتها التجارية، مستفيدة من خبرة الـITC في تحويل الاتفاقيات التجارية إلى فرص ملموسة.

خاتمة: نظام تجاري على المحك

في ظل تحول النظام التجاري العالمي إلى ساحة صراع بين القوى العظمى، تبرز الحاجة إلى سياسات تعيد التوازن وتحمي الضعفاء. تحذيرات كوك هاميلتون ليست مجرد إنذار من أزمة آنية، بل دعوة لإصلاح هيكلي يضمن عدالة النظام التجاري، خاصةً في عصر تهدده الحمائية والاضطرابات الجيوسياسية.

المصادر:

ملاحظة: تمت الإشارة إلى التواريخ والنسب المئوية بناءً على أحدث البيانات المتاحة حتى تاريخ النشر. يُنصح بالاطلاع على المصادر للتفاصيل الكاملة.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الحرب التجارية | الرسوم الجمركية | الدول النامية | التجارة العالمية | مركز التجارة الدولية