ترامب يراجع الرسوم على الصين.. تهدئة مؤقتة أم مناورة جديدة؟

جدول المحتويات

في ظل تصاعد التوترات التجارية التي هزت الأسواق العالمية، تظهر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤشرات على مراجعة سياستها الجمركية تجاه الصين. فبعد أشهر من فرض رسوم بلغت ذروتها 145% على الواردات الصينية، تدرس الإدارة خفضها إلى ما بين 50% و65%، وفقًا لتقارير حديثة . هذا التحرك يأتي في إطار محاولة لتهدئة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي، مع الحفاظ على الضغوط التفاوضية على بكين.

خلفية النزاع: من التصعيد إلى التهدئة

شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تصعيداً حاداً في أبريل 2025، عندما فرض ترامب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 104% على الصين، ليرتفع الإجمالي إلى 145%، رداً على ما وصفه بـ"استغلال الصين للأسواق العالمية" . ردت الصين برفع رسومها على الواردات الأمريكية إلى 125%، مما عمق أزمة تجارية هددت بخفض التبادل التجاري بينهما بنسبة 80%، وفقًا لتقديرات منظمة التجارة العالمية .

لكن التكاليف الاقتصادية بدأت تظهر بوضوح:

انهيار مؤشرات وول ستريت بنسب قياسية بلغت 9.5% لمؤشر S&P 500 في يوم واحد .
ارتفاع أسعار الفائدة على الديون الأمريكية إلى 4.5%، أعلى مستوى منذ فبراير 2025 .
تحذيرات من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% في حال استمرار الحرب التجارية .

تفاصيل الخفض المقترح: نهج تدريجي يعكس الأولويات الاستراتيجية

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال عن خطة مقترحة لتخفيض الرسوم، تعتمد على تصنيف السلع وفقًا لأهميتها للأمن القومي الأمريكي:

35% على السلع "غير الاستراتيجية" مثل الإلكترونيات الاستهلاكية.
100% أو أكثر على السلع الحساسة مثل الرقائق الدقيقة والمواد الخام الحيوية .
يتوقع أن يطبّق هذا النهج تدريجيًا على مدى 5 سنوات، مع تفعيل آلية مراجعة دورية .

وأكد ترامب في تصريح له:

"الرسوم الحالية مرتفعة جدًا... ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر" .

ردود الفعل: بين التفاؤل الحذر والاستعداد للقتال

من الجانب الصيني:

أعلنت بكين أن "الباب مفتوح" للمفاوضات، لكنها حذّرت من أن الحروب التجارية "تقوض النظام الاقتصادي العالمي" . كما قدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية، واصفة إياها بـ"البلطجة الأحادية" .

من الجانب الأمريكي:

أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن الإدارة تهدف إلى "صفقة عادلة" مع الصين، معتبرًا أن الوضع الحالي "غير مستدام" . لكنه انتقد المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي لانشغالها بقضايا "خارج نطاق مهامها الأساسية" كالتغير المناخي .

التأثير على الشركات العالمية:

شركة أبل خسرت 20% من قيمتها السوقية بسبب الرسوم .
شركات الطاقة المتجددة اضطرت لنقل خطوط إنتاجها إلى دول مثل فيتنام وماليزيا لتجنب الرسوم .

التأثيرات المحتملة على الاقتصاد العالمي

إذا نجحت المفاوضات، فقد تشهد الأسواق العالمية انتعاشاً، لكن الخبراء يحذرون من تداعيات محتملة:

إغراق الأسواق بالسلع الصينية الرخيصة، مما يهدد الصناعات المحلية في دول أخرى .
اضطراب سلاسل التوريد العالمية، خاصة في صناعات التكنولوجيا والصلب .
تراجع الاستثمارات بسبب عدم الاستقرار السياسي .

جدول يلخص تطور الرسوم الجمركية

التاريخ	الإجراء الأمريكي	الرد الصيني
9 أبريل 2025	فرض رسوم إضافية (104%)	رفع الرسوم إلى 84%
11 أبريل 2025	رفع الإجمالي إلى 145%	رفع الرسوم إلى 125%
23 أبريل 2025	دراسة خفض إلى 50%-65%	دعوة للمفاوضات

الخلاصة: بين الضغط الاقتصادي والحلول السياسية

تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على استراتيجية "أمريكا أولاً" وتجنب انهيار اقتصادي عالمي. الخفض المقترح للرسوم قد يُهدئ الأسواق قصيرًا، لكنه لا يحل الجذور الهيكلية للنزاع، مثل الدعم الحكومي الصيني للصناعات والمخاوف الأمنية التكنولوجية. في النهاية، سيظل مصير الاقتصاد العالمي مرهوناً بقدرة البلدين على تحويل المواجهة إلى فرصة للتعاون.

المصادر

(تمت الإشارة إلى المصادر الرئيسية المستخدمة في المقال؛ بعض التفاصيل مستقاة من سياق متعدد المصادر)

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

ترامب | الرسوم الجمركية | الصين | الحرب التجارية | الاقتصاد العالمي