كشمير تشتعل: هل العالم على حافة حرب نووية بين الهند وباكستان؟
مقدمة: هجوم دام يهدد بإشعال فتيل الحرب
في 22 أبريل 2025، تحولت منطقة "بايْساران ميدو" السياحية في كشمير إلى مسرح لأحد أكثر الهجمات دموية منذ عقود، حيث استهدف مسلحون مجموعة سياحية، مما أسفر عن مقتل 26 شخصاً، بينهم مواطن نيبالي. هذا الحادث أعاد إشعال التوترات بين الهند وباكستان، اللتين تمتلكان ترسانات نووية، وسط تبادل اتهامات وتهديدات عسكرية قد تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية.
تفاصيل الهجوم: العملية والإدانة
وقع الهجوم عند الساعة 11:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، عندما فتح مسلحون يرتدون الزي العسكري النار على حافلة تقل سياحاً في منطقة بهاجلام، وفقاً لشهود عيان. وبين الضحايا 25 هندياً ومواطن نيبالي، فيما أصيب 17 آخرون. أعلنت جماعة "جيش محمد" الموالية لباكستان مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الهند اتهمت جهاز الاستخبارات الباكستاني (ISI) بالتخطيط للعملية، بينما نفت إسلام آباد التورط ووصفت الحادث بأنه "عملية علم خاطئ" لخلق ذريعة لضرب باكستان.
ردود الفعل: خطوات تصعيدية غير مسبوقة
الهند: قطع المياه وطرد الدبلوماسيين
- تهديد بوقف مياه السند: أعلنت نيودلهي تعليق العمل بمعاهدة مياه السند لعام 1960، والتي تنظم توزيع مياه الأنهار بين البلدين، وهو إجراء قد يُجفف أراضي باكستان الزراعية.
- طرد الدبلوماسيين: أمرت الهند بسَفَر مواطنيها من باكستان وطردت 15 دبلوماسياً باكستانياً، وفقاً لتصريحات وزارة الخارجية.
باكستان: إغلاق المجال الجوي وتعبئة عسكرية
- إغلاق المجال الجوي: منعت إسلام آباد تحليق الطائرات الهندية في أجوائها، مما عطل حركة النقل الجوي الإقليمي.
- تحذير من "فعل حربي": هددت باكستان بالرد العسكري إذا قطعت الهند إمدادات المياه، وحركت قواتها نحو حدود كشمير.
الاشتباكات العسكرية: خط السيطرة يشتعل مجدداً
تبادلت القوات الهندية والباكستانية إطلاق النار عبر خط السيطرة (LoC)، الحدود الفاصلة بين شطري كشمير، في اشتباكات وصفها مراقبون بأنها "الأعنف منذ عام 2020". ورغم عدم تسجيل إصابات، فإن الاشتباكات أثارت مخاوف من تكرار سيناريو حرب كارغيل 1999، التي كادت تتحول إلى مواجهة نووية.
السياق التاريخي: كشمير... جمرة تحت الرماد
تعتبر كشمير أقدم بؤرة نزاع بين البلدين منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947. خاضت الدولتان 3 حروب كبرى (1947، 1965، 1999)، واتفقتا على خط السيطرة كحدود مؤقتة عام 1972. لكن المنطقة ظلت تشهد أعمال عنف متكررة، مع اتهامات متبادلة بدعم الجماعات المسلحة.
خريطة الصراع:
مفتاح الخريطة:
التدخل الدولي: الأمم المتحدة تحذر من "نقطة اللاعودة"
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى "ضبط النفس"، محذراً من أن التصعيد قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية" في منطقة يقطنها نحو 1.5 مليار نسمة. كما ناشدت دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا كلا الجانبين تجنب الخطوات الأحادية.
تحليل المخاطر: سيناريوهات محتملة
- مواجهة محدودة: اشتباكات حدودية مع خسائر مادية.
- حرب شاملة: احتمال ضئيل لكنه كارثي بسبب الترسانات النووية.
- تسوية دبلوماسية: وساطة دولية لاستئناف الحوار، كما حدث بعد أزمة بالاكوت 2019.
الخاتمة: هل يتعلم العالم من التاريخ؟
رغم الدعوات الدولية، يظل الوضع على حافة السكين، حيث يتصاعد الخطاب الوطني في كلا البلدين. السؤال الأكبر: هل ستنجح الدبلوماسية في تفادي تكرار مأساة هيروشيما في جنوب آسيا؟
مصادر مختارة:
- الهند وباكستان على شفا حرب بسبب هجوم كشمير - الغارديان
- تصريح وزير الدفاع الباكستاني: الغزو الهندي وشيك - رويترز
- كشمير: جذور النزاع وتداعيات التصعيد - الجزيرة
- تهديدات المياه والأمن الغذائي في باكستان - نيويورك تايمز
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
كشمير | الهند | باكستان | تصعيد نووي | هجوم سياحى
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار