مناورات مصرية صينية على حدود إسرائيل.. 'نسور الحضارة 2025' تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية

مدة القراءة: 3 دقائق

أطلقت مصر والصين أول تدريب جوي مشترك بينهما تحت اسم "نسور الحضارة 2025"، في خطوة وصفتها وزارة الدفاع الصينية بأنها "تاريخية" لتعزيز التعاون العسكري والثقة المتبادلة. لكن هذه المناورات أثارت تحذيرات إسرائيلية من "اقتراب الطائرات الصينية من حدودها"، وسط توترات إقليمية متصاعدة منذ حرب غزة.

مناورات مصرية صينية على حدود إسرائيل.. 'نسور الحضارة 2025' تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية

تفاصيل المناورات: طائرات متطورة ومشاركة غير مسبوقة

وفقاً لبيان رسمي من وزارة الدفاع الصينية، انطلقت المناورات في منتصف أبريل/نيسان الجاري، وتستمر حتى مطلع مايو/أيار المقبل، بمشاركة طائرات نقل صينية من طراز Y-20، وطائرات إنذار مبكر وتحكم KJ-500، بالإضافة إلى طائرات التزود بالوقود جواً YU-20. كما أكدت بيانات موقع Flightradar24 المتخصص في تتبع الرحلات الجوية وصول 5 طائرات Y-20 على الأقل إلى القاهرة.

من الجانب المصري، لم تُفصح السلطات عن تفاصيل الطائرات المشاركة، لكن الخبير العسكري الصيني وانج يونفي أشار لصحيفة غلوبال تايمز إلى أن "التدريب المشترك سيتيح لمصر فرصة مراقبة القدرات القتالية للطائرات الصينية عن كثب"، لافتاً إلى إمكانية تعاون مستقبلي في مجال المعدات العسكرية.

القلق الإسرائيلي: "الطائرات الصينية تقترب من حدودنا"

تصاعدت التحذيرات الإسرائيلية مع انطلاق المناورات، حيث نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر عسكرية قولها إن "الطائرات الصينية اقتربت من المجال الجوي الإسرائيلي بشكل مثير للقلق"، وربطت الصحيفة بين هذه الخطوة والتوترات الأخيرة مع مصر حول الوضع في غزة.

بدورها، بثت قناة كان 11 الإسرائيلية تقريراً حذرت فيه من أن "التدريبات تجري في مناطق قريبة من الحدود"، بينما وصف موقع "srugim" الإخباري المناورات بأنها "مصدر قلق جديد لإسرائيل"، خاصة بعد أشهر من الحديث عن حشد عسكري مصري في سيناء.

خلفية التوترات: من غزة إلى سيناء

تأتي المناورات في ظل توترات بين مصر وإسرائيل بسبب الحرب في غزة، حيث عبرت تل أبيب مراراً عن مخاوفها من "تدفق لاجئين فلسطينيين إلى سيناء"، بينما تؤكد القاهرة رفضها أي انتهاك للحدود. كما أشارت تقارير إسرائيلية سابقة إلى نشر مصر لقوات كبيرة في سيناء، وصفها بعض الخبراء بأنها قد "تتجاوز اتفاقية السلام الموقعة عام 1979".

من جهتها، دأبت الصين على تعزيز وجودها العسكري والدبلوماسي في المنطقة، حيث شاركت طائراتها المقاتلة J-10 في معرض مصر الدولي للطيران سبتمبر/أيلول 2023، وحلقت فوق أهرامات الجيزة في سابقة تاريخية.

تحليل الخبراء: رسائل استراتيجية

يرى محللون أن المناورات تُرسل رسائل متعددة:

  1. تعزيز التحالف المصري الصيني: خاصة في ظل توقيع البلدين اتفاقيات اقتصادية وعسكرية خلال السنوات الماضية، منها صفقات دبابات وأسلحة صينية لمصر.
  2. الرد على التحركات الغربية: في إشارة إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة، والتي حاولت الأخيرة عزل بكين اقتصادياً.
  3. استعراض القوة الصينية: بحسب وانج يونفي، فإن مشاركة طائرات Y-20 وKJ-500، التي تُعد من الأكثر تطوراً في سلاح الجو الصيني، تهدف إلى "عرض القدرات التكنولوجية للجيش الصيني أمام حلفاء جدد".

المصادر:

  1. وزارة الدفاع الصينية تعلن عن مناورات "نسور الحضارة 2025"
  2. تقرير صحيفة "معاريف" عن القلق الإسرائيلي
  3. بيانات موقع Flightradar24 حول الطائرات الصينية

خلاصة:
بينما تُعَد المناورات المصرية الصينية خطوة نحو تعميق التحالفات العسكرية الإقليمية، فإنها تفتح باباً جديداً للتوتر في علاقات القاهرة مع تل أبيب، خاصة مع استمرار الأزمة في غزة وسباق التسلح المتصاعد في الشرق الأوسط.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

مصر والصين | مناورات عسكرية | نسور الحضارة 2025 | الحدود الإسرائيلية | التحالفات الإقليمية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تراجع أسعار الذهب عالمياً ومحلياً مع تحسن آفاق التجارة وترقب بيانات أمريكية حاسمة

استقرار أسعار الخضروات في الأسواق مع استثناءات لاذعة: الليمون يتجاوز 100 جنيه للكيلو

جالانت: "المرمى بلا حارس".. وإيران تحذر من رد ساحق