ترامب يمتدح أردوجان: 'أخذت سوريا بعبقرية'.. وتحركات أنقرة تثير قلق تل أبيب

مدة القراءة: 3 دقائق

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل مثيرة لمحادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوجان، أشاد فيها بـ"عبقرية" الأخير في تحقيق ما وصفه بـ"الإنجاز التاريخي" بالسيطرة على سوريا، وذلك خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. جاءت التصريحات في وقت تستعد فيه أنقرة لتوسيع نفوذها العسكري والدبلوماسي في سوريا، ما أثار مخاوف إسرائيلية من تحول الأراضي السورية إلى منصة تهديد.

ترامب يمتدح أردوجان: 'أخذت سوريا بعبقرية'.. وتحركات أنقرة تثير قلق تل أبيب

"أنت من فعلت ما عجز عنه الآخرون منذ ألفي عام"

وفقًا لرواية ترامب، بدأ الحوار بإطرائه على أردوجان قائلاً: "لقد فعلت ما عجز عنه الآخرون على مدى ألفي عام... لقد أخذت سوريا مهما تعددت أسماؤها تاريخياً عبر وكلائك". رفض أردوجان في البداية الاتهام، مردداً: "لا، لا، لم أكن أنا"، ليرد ترامب بمزحة ثقيلة: "حسناً، ليس عليك الاعتراف بذلك"، قبل أن يضحك الرئيس التركي ويقول: "ربما كنت أنا".

وصف ترامب أردوجان بأنه "شخص قاس وذكي للغاية، أنجز شيئاً لم يستطع أحد القيام به من قبل"، داعياً إلى "التسليم بانتصاره". هذه الإشادة تثير تساؤلات حول طبيعة النفوذ التركي المتنامي في سوريا، خاصة عبر دعمها لفصائل مسلحة ومناورات عسكرية مباشرة منذ 2016.

وساطة أمريكية بين إسرائيل وتركيا

تحول اللقاء إلى مناقشة التوترات الإسرائيلية-التركية، حيث أعرب نتنياهو عن قلقه من إنشاء قواعد عسكرية تركية في سوريا، قائلاً: "لا نريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية كقاعدة ضدنا". من جهته، عرض ترامب الوساطة، ناصحاً نتنياهو: "عليك أن تكون منطقياً في طلباتك... أعتقد أن بإمكاني حل أي مشكلة لديك مع تركيا".

لكن التصريحات التركية الرسمية تظهر تعقيد الموقف. فبينما وصفت الخارجية التركية إسرائيل بأنها "أكبر تهديد للأمن الإقليمي"، حاول وزير الخارجية هاكان فيدان تهدئة الأجواء مؤكداً أن أنقرة "لا تريد مواجهة مع إسرائيل في سوريا".

تركيا تعزز وجودها في سوريا: قواعد دفاعية ومجال جوي

كشفت تقارير عن تحضيرات تركية لإبرام اتفاق دفاع مشترك مع الحكومة السورية المؤقتة المدعومة من أنقرة، يتضمن إنشاء قواعد عسكرية جديدة في وسط سوريا، واستخدام المجال الجوي السوري. هذه الخطوة قد تعزز الوجود التركي المباشر، الذي بدأ مع عمليتي "درع الفرات" (2016) و"نبع السلام" (2019)، وتثير مخاوف من تغيير ديموجرافي وأمني طويل الأمد.

تحليل: لعبة النفوذ وإعادة تشكيل الشرق الأوسط

تعكس تصريحات ترامب تناقضاً في السياسة الأمريكية؛ فبينما تشيد بإنجازات حليف غير تقليدي (تركيا)، تحاول احتواء مخاوف حليف استراتيجي (إسرائيل). كما تظهر الخطط التركية طموحاً  جيوسياسيّاً يتجاوز حدود الأزمة السورية، نحو ترسيخ دور إقليمي فاعل، ربما على حساب التوازنات العربية والدولية.

من الناحية التاريخية، يشير تعليق ترامب عن "ألفي عام" إلى سردية تفوق تركي متخيل، لكنه يتجاهل تعقيدات الواقع السوري متعدد الأطراف الدولية والمحلية.

خاتمة: صراع النفوذ مستمر

في ظل فشل الحلول السياسية في سوريا، تتحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. بينما تقدم واشنطن نفسها كحكم، يبدو أن أردوجان يلعب بورقته بذكاء، مستفيداً من الفراغ الذي خلقه الانسحاب الأمريكي الجزئي. لكن الأسئلة تبقى: هل تقبل إسرائيل بالواقع الجديد؟ وكيف سترد القوى الإقليمية الأخرى مثل إيران وروسيا؟


المصادر:

RT العربية - ترامب لأردوغان: لقد فعلت ما عجز عنه الآخرون على مدى ألفي عام

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

تركيا في سوريا | ترامب وأردوغان | التوتر التركي الإسرائيلي | قواعد تركية سوريا | النفوذ التركي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

طفرة غير مسبوقة في أسعار الكتاكيت المصرية: من يربح ومن يخسر في أبريل 2025؟

مصر ترفع أسعار الوقود لأول مرة في 2025: زيادة تصل إلى 33% وتوقعات بموجة غلاء جديدة

أسعار الذهب في مصر تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. وعيار 21 يكسر حاجز 4500 جنيه لأول مرة