تصعيد تجاري خطير: الصين ترد على تعريفات ترامب برسوم جمركية 34% وتهدد الاقتصاد العالمي

جدول المحتويات

في خطوة تصعيدية هزت الأسواق العالمية، فرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية اعتباراً من 10 أبريل 2025، رداً على إجراءات مماثلة أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. هذه الخطوة، التي جاءت ضمن حرب تجارية متجددة بين القوتين العظميين، أثارت مخاوف من انهيار التعافي الاقتصادي الهش عالمياً، وتسببت في تراجع حاد للأسهم الأمريكية، مع تأثيرات مباشرة على شركات كبرى مثل تسلا التابعة لإيلون ماسك.

الخلفية: حرب تجارية بلا نهاية

منذ سنوات، تشهد العلاقات الأمريكية-الصينية توترات تجارية متكررة، بدءاً من حرب التعريفات في عهد ترامب (2018–2020)، وصولاً إلى التصعيد الحالي في 2025. فبعد أن أعلن ترامب فرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الصينية، ردت بكين بسرعة بإجراء مماثل، مما ينذر بموجة جديدة من التأثيرات السلبية على سلاسل الإمداد العالمية والأسواق المالية.

تفاصيل الإجراءات الصينية: أكثر من مجرد رسوم جمركية

لم تكتف الصين بالرسوم الجمركية، بل أعلنت سلسلة إجراءات استراتيجية:

حظر تصدير المعادن النادرة:
بدءاً من 4 أبريل، فرضت قيوداً على تصدير سبعة أنواع من المعادن النادرة الثقيلة والمتوسطة (مثل الساماريوم والغادولينيوم) إلى الولايات المتحدة، والتي تستخدم في صناعات التكنولوجيا الفائقة والبطاريات والأسلحة.
تصنيف كيانات أمريكية كـ"غير موثوقة":
أدرجت 11 شركة ومؤسسة أمريكية في قائمة سوداء، مما يسمح بفرض عقوبات عليها أو تقييد أنشطتها في الصين.

جدول يلخص الإجراءات الصينية الرئيسية:

الفئة	التفاصيل
الرسوم الجمركية	الصين فرضت 34% على جميع السلع الأمريكية بدءًا من 10 أبريل 2025
التجارة 2024	مبيعات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة تجاوزت 500 مليار دولار
المعادن النادرجة	قيود على تصدير 7 أنواع من المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة
الكيانات المضافة	11 كيانًا أمريكيًا أُدرج في قائمة "غير موثوقة"
التأثير الاقتصادي	قد تلغي التدابير التحفيزية في الصين بسبب الأزمة العقارية وانخفاض الاستهلاك

التأثير المزدوج: الصين بين الانتقام والمخاطر الداخلية

رغم أن الإجراءات الصينية تبدو قوية، إلا أنها تحمل مخاطر على اقتصادها الهش:

أزمة الديون العقارية:
لا تزال الصين تعاني من تداعيات انهيار قطاع العقارات، مع ديون تتجاوز 300 مليار دولار لشركة "إيفرغراند" وحدها.
انخفاض الاستهلاك المحلي:
تشير بيانات 2024 إلى تراجع الإنفاق بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق، مما يهدد خطط التحفيز الاقتصادي.
تحذير صندوق النقد الدولي:
حذر الصندوق من أن التصعيد التجاري قد "يُعيق التعافي العالمي"، خاصة مع تأثر أكثر من 180 دولة مرتبطة بسلاسل إمداد البلدين.

الأسواق الأمريكية تنزف.. وتسلا في مرمى النيران

أدت الإجراءات الصينية إلى:

انهيار مؤشر "داو جونز":
تراجع المؤشر بنسبة 4.5% في يوم واحد، وهو الأسوأ منذ أزمة 2020.
تسلا تفقد 12% من قيمتها:
بسبب اعتمادها على مصنع شنغهاي، الذي ينتج 40% من سياراتها العالمية. فزيادة الرسوم قد ترفع تكاليف التصدير أو تقلل المبيعات في الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية.

السياق العالمي: من يدفع الثمن؟

لا تقتصر التأثيرات على البلدين، بل تمتد إلى:

أوروبا:
قد تتعرض صناعات السيارات الألمانية لضغوط بسبب اعتمادها على المعادن الصينية.
دول آسيا:
مثل فيتنام وتايلاند، التي تعتمد على التصنيع الوسيط للصادرات الأمريكية.
المستهلكون:
مع ارتفاع أسعار الإلكترونيات والسيارات بسبب اضطراب سلاسل الإمداد.

التوقعات: هل من مخرج؟

يرى محللون أن الحل الوحيد هو عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، لكن العقبات كبيرة:

الانتخابات الأمريكية 2026:
قد يدفع ترامب لاستمرار التصعيد لتعزيز شعبيته.
الأجندة الجيوسياسية:
التنافس على الهيمنة التكنولوجية (مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي) يُعقد الأمور.

الاستنتاج: عالم على حافة الهاوية

تبدو الحرب التجارية الجديدة كـ"لعبة صفرية" لا رابح فيها. فبينما تخشى الصين على تعافيها الاقتصادي، تواجه الولايات المتحدة مخاطر ركود مع تراجع الأسهم. أما العالم، فينتظر بقلق حلقة جديدة من تصاعد التوترات التي قد تُعيده إلى أزمات لم يتعافَ منها بعد.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الصين | رسوم جمركية | حرب تجارية | الاقتصاد العالمي | تسلا

علىّْ الدين الإخباري