زلزال سياسي في إسرائيل: دعوات لاعتقال نتنياهو وعرائض لوقف حرب غزة

مدة القراءة: 3 دقائق

جدول المحتويات

تشهد إسرائيل تصاعدا غير مسبوق في الانقسامات الداخلية حول استمرار الحرب في غزة، حيث أثار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، عاصفة من الجدل بدعوته إلى "أسر" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووصفه بـ"العدو" و"التهديد الفوري لأمن إسرائيل". جاءت تصريحاته في سياق ضغوط متنامية من ضباط وجنود سابقين وحاليين لإنهاء الصراع وإعادة الأسرى، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الانقسامات على الاستقرار السياسي والعسكري.

تصريحات حالوتس: نتنياهو "عدو يجب أسره"

في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية يوم السبت، هاجم حالوتس نتنياهو بعدوانية، معتبراً إياه "خطراً وجودياً" على الدولة. وعندما سئل عن مدى خطورة توصيفه، أجاب:

"العدو لا يقتل، بل يؤسر... نتنياهو يضعف إسرائيل داخلياً وخارجياً".

هذه التصريحات لم تكن الوحيدة؛ فقد انضم حالوتس إلى إيهود باراك، رئيس الوزراء الأسبق، في توقيع عريضة تطالب بوقف الحرب فوراً لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، موقعاً عليها من 65 ألف مواطن، بحسب موقع end-this-war.org.

ضغوط عسكرية: عرائض من داخل الجيش

كشفت صحيفة معاريف عن تحركين بارزين يعكسان تململاً داخل المؤسسة العسكرية:

عريضة الضباط والجنود: وقعها مئات العسكريين النشطين والمتقاعدين، تدعو إلى "إعادة الأسرى بأي ثمن"، حتى لو تطلب الأمر وقف العمليات العسكرية.
عريضة سلاح المدرعات: وقّعها 1,525 جندياً خلال 48 ساعة فقط، مؤكدين أن إنقاذ حياة الرهائن يجب أن يكون الأولوية فوق أي هدف عسكري.

هذه المبادرات تبرز تصدعاً في الرواية الرسمية للحكومة، التي تصر على أن استمرار الحرب ضروري لـ"سحق حماس" وضمان الأمن.

ردود فعل حادة: اتهامات بالتحريض على الاغتيال

ردّ حزب الليكود، الحاكم بزعامة نتنياهو، بعنف على تصريحات حالوتس، واصفاً إياها بـ"التحريض الخطير". وجاء في بيان الحزب:

"حالوتس، الذي فشل في قيادة الجيش خلال حرب لبنان الثانية، يحاول الآن تشجيع اليسار المتطرف على اغتيال رئيس الوزراء".

كما هاجم البيان سجل حالوتس العسكري، متهماً إياه بالفساد خلال الحرب، في إشارة إلى قضية بيع أسهم قبل الصراع عام 2006.

السياق الأوسع: حرب غزة تمزق النسيج الإسرائيلي

الجدل ليس جديداً، لكنه يعكس أزمة أعمق:

الشق السياسي: يتصاعد الغضب من فشل الحكومة في تحقيق "النصر" الموعود رغم مرور 8 أشهر على الحرب.
الشق الاجتماعي: تتعالى أصوات أسر الأسرى المطالبة بصفقة تبادل، بينما يرى آخرون أن وقف القتال سيعيد إحياء حماس.
دور العسكريين: تظهر العرائض انقساماً غير مسبوق داخل الجيش، الذي طالما اعتبر مؤسسة موحدة فوق الخلافات السياسية.

خاتمة: صراع على البقاء أم صراع على السلطة؟

في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية، تبدو الانقسامات الداخلية تهديداً أكبر من الصواريخ. تصريحات حالوتس والعرائض العسكرية ليست سوى غيض من فيض أزمة ثقة بين الشعب والحكومة، وبين الجنود وقادتهم. السؤال الآن: هل تجبر هذه الضغوط نتنياهو على تغيير مساره، أم أن الحرب ستستمر حتى لو كلفته منصبه؟

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

نتنياهو | حرب غزة | الجيش الإسرائيلي | عريضة وقف الحرب | أسرى إسرائيل