ترامب أمام مفترق طرق: ضرب إيران أو زيارة طهران بعد مفاوضات عمان
مدة القراءة: 3 دقائق
خلفية الأزمة
تشهد سلطنة عمان اليوم مفاوضات مكثفة بين وفدين: أمريكي بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، في محاولة لحل الأزمة النووية الإيرانية التي تهدد باندلاع حرب إقليمية. وتأتي هذه المفاوضات وسط تصعيد عسكري أمريكي وتصريحات متضاربة من الجانبين، مما يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام خيارين: توقيع اتفاق تاريخي يشبه لقاءه مع كيم جونغ أون، أو شن ضربات عسكرية مدمرة ضد إيران .
فرص النجاح والفشل: 50-50
وفقاً لخبراء أمريكيين، فإن فرص نجاح المفاوضات أو فشلها متساوية تمامًا. يشير براين كاتوليس من معهد الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن ترامب قد يختار بين قصف طهران بالتعاون مع إسرائيل، أو زيارة العاصمة الإيرانية لتوقيع اتفاق يشبه "الصفقة الكورية الشمالية". لكن الخطر الأكبر يكمن في أن أي اتفاق قد لا يحتوي على آلية رقابة قوية تمنع إيران من تطوير سلاح نووي .
التهديدات العسكرية والأهداف المحتملة
أكد ترامب أن هدفه الأساسي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مهدداً باللجوء إلى القوة العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية. وكشف مسؤولون أمريكيون عن قائمة أهداف محتملة للهجوم، تشمل:
- المنشآت النووية مثل مفاعل بوشهر ومراكز تخصيب اليورانيوم.
- مراكز إنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
- البنية التحتية النفطية، بما في ذلك محطة تصدير النفط في جزيرة خارك.
- مقرات الحرس الثوري الإيراني لزعزعة استقرار النظام .
الموقف الإيراني: بين التصعيد والتفاوض
من جانبها، تصر إيران على أن المحادثات "غير مباشرة"، رغم تأكيد مصادر أن اللقاءات ستكون مباشرة. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن طهران مستعدة لـ"أي طارئ"، مُحذرًا من أن التهديدات الأمريكية قد تُجبر إيران على طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإخفاء مخزون اليورانيوم المخصب. كما هدد المرشد الأعلى علي خامنئي بـ"رد حازم" إذا تعرضت بلاده لهجوم .
اتفاق مؤقت أم حرب شاملة؟
كشفت مصادر أوروبية أن إيران تقدم مقترحاً لـ"اتفاق نووي مؤقت" يشمل:
- تعليقًا جزئياً لأنشطة التخصيب.
- خفض تركيز اليورانيوم المخصب إلى 60%.
- زيادة صلاحيات مفتشي الأمم المتحدة.
ويهدف هذا الاتفاق إلى تمهيد الطريق لمفاوضات أشمل، لكن ترامب يصر على مهلة شهرين فقط للتوصل لاتفاق نهائي، مما يزيد من تعقيد الموقف .
الضغوط الاقتصادية والعسكرية
تعاني إيران من عقوبات اقتصادية قاسية أدت إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع التضخم، مما دفع النظام إلى التفاوض رغم الخطاب المتشدد. وفي المقابل، كثفت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بنقل حاملات طائرات وقاذفات استراتيجية مثل "بي 52" و"إف 35"، مما يُشير إلى استعدادها لخيار الضربة العسكرية "الجراحية" إذا فشلت المفاوضات .
خاتمة: الفرصة الأخيرة لتجنب الكارثة
تعتبر مفاوضات عمان الفرصة الأخيرة لتجنب صدام مدمر. فإذا فشلت، قد يتحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب تعيد رسم الخريطة الجيوسياسية. لكن النجاح يتطلب تنازلات من الجانبين: تخفيف العقوبات الأمريكية مقابل ضمانات إيرانية بشأن البرنامج النووي. السؤال الآن: هل سيختار ترامب أن يكون "صانع صفقات" أم "قائد حرب"؟
المصادر:
- ترامب بين ضرب إيران أو زيارتها بعد اتفاق - الشرق الأوسط
- إيران تستدعي القائم بالأعمال السويسري بعد تهديدات ترامب - BBC
- النووي الإيراني: حرب أم اتفاق... طهران أمام الفرصة الأخيرة - فرانس24
-
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

إيران | ترامب | مفاوضات عمان | البرنامج النووي | ضربة عسكرية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار