لعبة الانتقام تشتعل: الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تبلغ ذروتها في 2025

مدة القراءة: 4 دقائق

في عام 2025، وصلت المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى ذروة غير مسبوقة، مع فرض رسوم جمركية متبادلة تجاوزت 100% في بعض القطاعات، مما هدد بخلخلة سلاسل التوريد العالمية ورفع تكاليف المعيشة للمستهلكين. ما بدأ كخلاف حول الممارسات التجارية في 2018 تحول إلى حرب اقتصادية طويلة الأمد، ترسم معالمها اليوم عبر عقوبات تصاعدية وإجراءات انتقامية تدفع العالم نحو مفترق طرق خطير.

لعبة الانتقام تشتعل: الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين تبلغ ذروتها في 2025

خلفية الصراع: من أين بدأ كل شيء؟

اندلعت شرارة الحرب التجارية عام 2018 عندما اتهمت الولايات المتحدة الصين بـ"سرقة الملكية الفكرية" و"إجبار الشركات الأجنبية على نقل التكنولوجيا" كشرط للعمل في السوق الصينية. ردّت إدارة ترامب بفرض رسوم على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار، لترد الصين برسوم مماثلة.

تطور الحرب التجارية (2018–2025)

2018: بداية الحرب

الولايات المتحدة تفرض رسومًا أولية على الصين.

2020: اتفاق مرحلي

خفض جزئي للرسوم دون حل جذري.

2025: ذروة التصعيد

الرسوم الأمريكية تصل إلى 245% على بعض السلع.

رغم التوصل إلى اتفاق مرحلي عام 2020 خفّض بعض الرسوم، عاد التصاعد مع تولي ترامب ولايته الثانية عام 2025، حيث زادت الرسوم الأمريكية على الصين بنسبة 10% في فبراير، ثم 10% أخرى في مارس، ليصل المتوسط إلى 145%، مع فرض رسوم بنسبة 245% على سلع مثل الإلكترونيات والصلب، وفقًا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

مصدر: تطور الرسوم الجمركية عبر السنوات

المشهد في 2025: أرقام صادمة وقطاعات منهكة

1. الرسوم الجمركية: من يدفع الثمن؟

  • الولايات المتحدة: فرضت رسومًا بنسبة 145% في المتوسط على الواردات الصينية، مع ذروة تصل إلى 245% على السلع التكنولوجية.
  • الصين: ردت برسوم تصل إلى 125% على المنتجات الأمريكية، مستهدفةً الزراعة والسيارات.

2. الإجراءات غير الجمركية: سلاح المعادن النادرة

علمت الصين تصدير معادن نادرة مثل الساماريوم والجادولينيوم، التي تستخدم في صناعة الأسلحة المتطورة وتوربينات الرياح. هذا القرار هزّ صناعات الطاقة النظيفة في الغرب، وفقًا لوزارة التجارة الصينية.

مصدر: تعليق تصدير المعادن النادرة

ملخص الرسوم الجمركية في 2025

البلد الرسوم الجمركية (المتوسط) أعلى نسبة التأثير الرئيسي
الولايات المتحدة 145% 245% ارتفاع تكاليف الإلكترونيات والسيارات
الصين 125% 125% انخفاض الصادرات الزراعية الأمريكية

مقارنة الرسوم الجمركية: أمريكا vs الصين

الولايات المتحدة
145% (متوسط)
245% (ذروة)

الصين
125% (متوسط)
125% (ذروة)

تأثيرات القطاعات: من المزارع إلى المصانع

1. التكنولوجيا: تكاليف باهظة ومخزون منخفض

ارتفعت أسعار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بنسبة 20-30% بسبب الرسوم على المكونات الصينية. كما أدى نقص المعادن النادرة إلى تعطيل إنتاج الرقائق الإلكترونية، مما أجبر شركات مثل "أبل" على تأجيل إطلاق منتجات جديدة.

2. الزراعة: مزارعو أمريكا يخسرون سوقاً حيوياً 

انخفضت صادرات الصويا الأمريكية إلى الصين بنسبة 40% منذ 2023، بعد فرض الصين رسوماً بنسبة 15% على المنتج، وفقًا لتقرير NPR. يقول جون ديفيس، مزارع من أيوا: "خسرنا أكبر زبون لدينا، والبدائل محدودة".

3. السيارات: أسعار تقفز آلاف الدولارات

أدت الرسوم الأمريكية الإضافية البالغة 25% على قطع الغيار الصينية إلى ارتفاع متوسط سعر السيارة الجديدة في الولايات المتحدة بمقدار 3,000 دولار، وفقًا لتقرير لوس أنجلوس تايمز.

مصدر: تأثير الرسوم على أسعار السيارات

تأثير الرسوم على القطاعات الرئيسية

التكنولوجيا
+30% تكاليف
الزراعة
-40% صادرات
السيارات
+3,000$ سعر

الجهود الدبلوماسية: صراخ في وادٍ سياسي

دعا الرئيس الصيني "شي جين بينغ" إلى "تعزيز الحوار" خلال قمة الاتحاد الأوروبي في برلين، قائلاً: "لا يوجد منتصر في حرب تجارية". لكن المفاوضات لم تحقق تقدمًا بسبب تمسك الطرفين بمواقفهما:

  • الولايات المتحدة تطلب من الصين وقف دعم الصناعات الاستراتيجية.
  • الصين ترفض "التفاوض تحت التهديد"، وفقًا لرويترز.

مصدر: جمود المفاوضات الأمريكية-الصينية

الخطر الأكبر: العالم على حافة ركود

حذرت مؤسسة الضرائب من أن الحرب التجارية تسببت بانكماش التجارة العالمية بنسبة 0.2% عام 2025، مع توقعات بتباطؤ النمو في دول مثل ألمانيا واليابان بسبب اعتمادها على التصدير. كما بدأت الشركات العالمية في إنشاء سلاسل توريد منفصلة: واحدة لأمريكا وأخرى للصين، مما يهدد بقطيعة اقتصادية طويلة الأمد.

تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي

-0.2%

انكماش التجارة العالمية

-1.5%

تباطؤ النمو في الاتحاد الأوروبي

+25%

ارتفاع تكاليف سلاسل التوريد

خاتمة: هل من مخرج؟

الوضع الحالي يشبه لعبة "الغميضة" الاقتصادية: كل طرف ينتظر أن يتراجع الآخر أولاً. لكن الخبراء يحذرون من أن الاستمرار في التصعيد قد يفقد الدولتين مكانتهما كقوتين عظميين، لصالح كيانات مثل الاتحاد الأوروبي أو الهند. الحل الوحيد هو عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات بتنازلات ملموسة، قبل أن تتحول الحرب التجارية إلى كابوس للاقتصاد العالمي.

المصادر الرئيسية:

  1. معهد بيترسون: تطور الرسوم الجمركية
  2. وزارة التجارة الصينية: تعليق تصدير المعادن
  3. رويترز: جمود المفاوضات
  4. لوس أنجلوس تايمز: تأثير الرسوم على السيارات

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

الحرب التجارية | الرسوم الجمركية | الصين وأمريكا | الاقتصاد العالمي | المعادن النادرة

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

وظائف أهرام الجمعة 2-5-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

الحديد والأسمنت في مصر: انفراجة في الأسعار تُنعش سوق العقارات.. توقعات 2025

نووي إيران بين اتفاق سري وضربة مرتقبة.. ما الذي يجري في الكواليس؟