انفجار ميناء بندر عباس الإيرانى.. هل تورطت إسرائيل؟

مدة القراءة: 4 دقائق

في حادث هز جنوب إيران، تعرض ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس لانفجار ضخم يوم السبت، أسفر عن إصابة أكثر من 500 شخص، وفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية. الحادث تزامن مع مفاوضات نووية إيرانية-أمريكية حساسة، مما أثار تساؤلات حول احتمال تورط إسرائيل في العملية، خاصة في ظل سجل من التوترات بين طهران وتل أبيب.

انفجار ميناء بندر عباس.. هل تورطت إسرائيل

تفاصيل الحادث وأهمية الميناء

أفادت تقارير إيرانية رسمية بأن الانفجار نجم عن اشتعال حاويات تحتوي على مواد كيماوية خطرة في منطقة التخزين بالميناء، مما أدى إلى تعليق كافة الأنشطة مؤقتاً. ووصف التلفزيون الرسمي الإيراني الحادث بأنه "حادث تقني"، لكن حجم الدمار كان كبيراً لدرجة أن دوي الانفجار سُمع في جزيرة قشم المجاورة، على بعد 26 كيلومتراً، وفقاً لوكالة "فارس".

يعتبر ميناء الشهيد رجائي أحد أهم المنافذ البحرية الإيرانية، حيث يشكل مركزاً لوجستياً حيوياً لتصدير النفط والبتروكيماويات، ويعد بوابة رئيسية لحركة التجارة الدولية عبر الخليج العربي. هذا ما يجعله هدفاً استراتيجياً محتملاً في أي عملية تخريبية.

فرضية التورط الإسرائيلي: بين التكهن والإنكار

برزت تساؤلات حول دور إسرائيل في الحادث، خاصة بعد سلسلة من الهجمات الغامضة التي استهدفت منشآت إيرانية خلال الأعوام الماضية، مثل الهجوم السيبراني على الميناء نفسه عام 2020، والذي نسب لإسرائيل.

من جهته، استبعد نضال كناعنة، المحلل الإسرائيلي في "سكاي نيوز عربية"، أن تكون إسرائيل نفذت العملية مباشرةً، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "سيحذر من التورط العلني" خشية تأجيج التوتر مع إدارة بايدن، التي تسعى لإحياء الاتفاق النووي. لكن كناعنة لم يستبعد احتمال تورط "مقاولين محليين" بإشراف إسرائيلي غير مباشر.

من جانبها، نف منى الجيش الإسرائيلي أي علاقة له بالحادث، وفقاً لصحيفة "معاريف" العبرية. ومع ذلك، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الحكومة الإسرائيلية، في إشارة إلى الحساسية السياسية للحدث.

التحقيقات الإيرانية: بين الإهمال والعمل التخريبي

أكدت إدارة الجمارك الإيرانية أن الحاويات المنفجرة كانت تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، لكن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب الدقيق. ورغم تأكيد الرواية الرسمية على "الخطأ البشري"، فإن بعض الخبراء يشككون في هذا التفسير، مستذكرين حوادث سابقة نفذت عبر عمليات تخريبية متطورة.

في هذا السياق، لفتت تقارير إعلامية إلى أن إيران تعرضت خلال السنوات الأخيرة لسلسلة هجمات غامضة شملت منشآت نووية وعسكرية، مثل انفجار منشأة نطنز النووية عام 2021، الذي اتهمت فيه طهران إسرائيل بالمسؤولية.

التوقيت الحساس والمفاوضات النووية

يأتي الانفجار في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية-الأمريكية تحولات محتملة، مع استئناف المفاوضات غير المباشرة في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي. ويرى مراقبون أن أي عمل عدائي كبير ضد إيران قد يعقد المسار الدبلوماسي، خاصة مع رغبة واشنطن في تجنب تصعيد إقليمي.

من ناحية أخرى، تصر إسرائيل على معارضتها لعودة الاتفاق النووي، وتعتبر أن أي تخفيف للعقوبات على طهران سيمنحها موارد مالية لتمويل "أنشطة إرهابية" في المنطقة، وفقاً لرواية تل أبيب.

الخلاصة: غموض يلف الحادث وتأثيرات محتملة

بينما تتجه الأنظار نحو نتائج التحقيقات الإيرانية، تبقى فرضيتان متصارعتان: الأولى تشير إلى إهمال في التعامل مع المواد الخطرة، والثانية تلمح إلى عمل تخريبي قد يكون جزءاً من حرب غير معلنة بين إسرائيل وإيران. وفي كل الأحوال، يعيد الحادث إحياء النقاش حول مدى تأثير هذه الأحداث على الاستقرار الإقليمي والمفاوضات الدولية.

أهم المصادر:

  1. أول تعليق من إسرائيل على انفجار ميناء بندر عباس الإيراني
  2. رويترز: انفجار كيميائي مشتبه به في بندر عباس بإيران يقتل 4 ويصيب المئات
  3. قناة العالم الايرانية

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

الانفجار في ميناء الشهيد رجائي | التورط الإسرائيلي في إيران | التحقيقات الإيرانية | المفاوضات النووية الإيرانية | الهجمات الإسرائيلية ضد إيران

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

قائد الحرس الثوري يتوعد: سنضرب بقوة من أعماق الخليج إذا هُوجمنا

وظائف الوسيط الجمعة 9-5-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

الكشف عن "موقع قوس قزح" الإيراني: منشأة نووية سرية تهدد المفاوضات الدولية