الاتفاق التجاري الأمريكي-الصيني: نهاية مؤقتة لحرب رسوم عصفت بالاقتصاد العالمي

خلفية الأزمة: حرب رسوم جمركية تهدد الاستقرار العالمي
اندلعت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، رداً على ما وصفه بـ"الممارسات التجارية غير العادلة" من بكين، مثل الإغراق وعدم احترام حقوق الملكية الفكرية. ردت الصين برسوم انتقامية بلغت 125% على السلع الأمريكية، مما أدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية وتعطيل سلاسل التوريد العالمية .
إعلان الاتفاق: تفاصيل أولية وتفاؤل حذر
أعلن البيت الأبيض يوم الأحد (11 مايو 2025) التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين بعد يومين من المحادثات المكثفة في جنيف بسويسرا، والتي قادها من الجانب الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، ومن الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفينغ. وأشار البيان إلى "تقدم كبير" في محادثات تهدف إلى تخفيف حدة الحرب التجارية، مع وعد بكشف التفاصيل الكاملة يوم الاثنين عبر بيان مشترك .
نقاط الاتفاق الرئيسية:
- خفض العجز التجاري الأمريكي: الذي يبلغ 1.2 تريليون دولار، عبر زيادة الصادرات الأمريكية إلى الصين .
- آلية تفاوض جديدة: اتفق الطرفان على إطار عمل لإدارة الخلافات المستقبلية وتوسيع مجالات التعاون .
- تلميحات لخفض الرسوم: اقترح ترامب خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80%، لكن لم يُكشف بعد عن النسب النهائية .
العجز التجاري الأمريكي مع الصين (حسب المقال)
العجز التجاري الأمريكي الحالي:
(يشير إلى الفارق الكبير لصالح الواردات الصينية)
المصدر: بيانات المقال
نسب الرسوم الجمركية (حسب المقال)
رسوم أمريكية
(حالية)
رسوم صينية
(حالية)
رسوم أمريكية
(مقترحة)
المصدر: بيانات المقال
ردود الفعل: تفاؤل أمريكي وحذر صيني
وصف بيسنت المحادثات بأنها "مثمرة"، مؤكداً أن الاتفاق سيسهم في حل "حالة الطوارئ الوطنية" الناجمة عن العجز التجاري. من جانبه، أشار غرير إلى أن سرعة التوصل للاتفاق تعكس أن الخلافات "لم تكن كبيرة كما اعتقدنا" .
أما الجانب الصيني، فقد أكد رئيس الوزراء لي تشيانغ أن المحادثات كانت "صريحة وبناءة"، لكنه حذّر من أن بكين "لن تتردد في الرد إذا أصرت واشنطن على التصعيد" .
التحديات القائمة: رسوم لم ترفع بعد
رغم الإعلان عن الاتفاق، لا تزال الرسوم الجمركية المتبادلة سارية حتى إصدار البيان التفصيلي. فالصين تطالب بإلغاء الرسوم الأمريكية البالغة 145% كشرط لأي تفاهم دائم، بينما تشترط واشنطن تنازلات صينية في سياساتها التجارية .
السياق الدولي: سويسرا وسيط والاقتصاد العالمي في مرمى الخطر
لعبت سويسرا دوراً محورياً في استضافة المفاوضات، بناءً على جهود دبلوماسية مكثفة من سياسييها. وقد أشادت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا بالمحادثات كـ"خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد" .
يأتي هذا الاتفاق في وقت يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤاً حاداً، مع تحذيرات من صندوق النقد الدولي من انكماش تجاري بنسبة 0.2% هذا العام إذا استمرت الحرب .
التأثير المتوقع على التجارة العالمية (حال استمرار الحرب)
تحذير صندوق النقد الدولي:
انكماش التجارة العالمية بنسبة -0.2%
(في حال استمرار الحرب التجارية هذا العام)
المصدر: المقال (نقلاً عن صندوق النقد الدولي)
ماذا بعد؟ توقعات وتأثيرات محتملة
- البيان المشترك: من المقرر الإعلان عنه يوم الاثنين، وسيركز على تفاصيل خفض الرسوم وآليات تنفيذ الاتفاق .
- ردود الأسواق: يتوقع المحللون تحسناً في مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة بعد اضطرابات سببها النزاع .
- اختبار للعلاقات الثنائية: قد تعيد الصين تقييم شراكاتها مع دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي لتنويع اعتمادها على السوق الأمريكية .
الرسوم الإيضاحية
(للمحرر: يمكن إدراج رسوم بيانية توضح تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين منذ 2020، ونسب الرسوم الجمركية المتبادلة، وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي حسب بيانات منظمة التجارة العالمية).
الخاتمة: خطوة نحو الهدنة... لكن الحرب لم تنتهِ
رغم التفاؤل الحذر، يبقى الاتفاق خطوة أولى في مسار طويل لإصلاح العلاقات التجارية. فالصين تعتبر النزاع "تهديداً وجودياً"، بينما يرى ترامب فيه فرصة لتحقيق "صفقة عظيمة" لأمريكا. المجتمع الدولي يترقب الآن تفاصيل الاثنين، آملاً أن تشكل بداية لعودة الاستقرار الاقتصادي العالمي.
المصادر:
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
الحرب التجارية | الرسوم الجمركية | الاتفاق الأمريكي الصيني | الاقتصاد العالمي | المفاوضات التجارية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار