تصريحات يائير جولان تلهب الجدل في إسرائيل: اتهامات بـ"قتل الأطفال كهواية" وردود غاضبة
السياق العام: انتقاد حاد من قلب المعارضة
أثار رئيس حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي، يائير جولان، عاصفة من الجدل داخل إسرائيل وخارجها بعد اتهامه حكومة بلاده بممارسات "غير إنسانية" في قطاع غزة، واصفاً عمليات قتل الأطفال بأنها "هواية" في تصريحات نارية قلبت موازين النقاش السياسي الإسرائيلي. جاءت تصريحاته خلال مقابلة مع إذاعة "كان ب" الإسرائيلية، حيث حذر من تحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة" تشبه جنوب إفريقيا إبان نظام الفصل العنصري، ما أثار ردود فعل غاضبة من الحكومة وحتى أحزاب المعارضة.
تفاصيل التصريحات: مقارنة مثيرة واتهامات صادمة
في المقابلة الإذاعية، هاجم جولان—الذي شغل منصب نائب رئيس الأركان سابقاً—سياسات الحكومة بشدة، قائلاً:
"الدولة العاقلة لا تقاتل المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تتبنى أهدافاً تقوم على ترحيل السكان".
وأضاف أن الحكومة الحالية "مليئة بأشخاص انتقاميين، عديمي الأخلاق، ولا يمتون إلى اليهودية بصلة"، معتبراً أن هذه السياسات "تشكل خطراً على وجودنا". كما أشار إلى أن تصريحات بعض الوزراء—مثل الدعوة لاستخدام قنابل نووية أو تشجيع الهجرة القسرية من غزة—"تدين إسرائيل أمام العالم".
ردود الفعل: إجماع نادر بين الحكومة والمعارضة
-
جدعون ساعر (وزير الخارجية):
وصف تصريحات غولان على منصة "إكس" بأنها "افتراء دموي" سيُغذي معاداة السامية عالمياً، مؤكداً أن إسرائيل "تخوض معركة وجودية ضد من يريد إبادتها". -
أفيجدور ليبرمان (زعيم المعارضة):
دان التصريحات بشدة، قائلاً: "جيشنا هو الأكثر أخلاقية في العالم"، معتبراً أن انتقادات غولان "تضر بأمن الدولة". -
تحالف الحكومة:
وصفت وسائل إعلام موالية للحكومة جولان بـ"الخائن"، بينما طالب نواب بحرمانه من منصبه البرلماني.
التناقض في مواقف جولان: من الدفاع عن الجيش إلى الهجوم
يذكر أن جولان اتخذ موقفاً مغايراً في ديسمبر 2024، عندما دافع عن الجيش الإسرائيلي ضد اتهامات "التطهير العرقي" في غزة، قائلاً آنذاك:
"الجيش يعمل وفق المعايير الأخلاقية والقانون الدولي".
لكنه عاد ليشدد مؤخراً على أن "المشكلة الحقيقية هي تصريحات الوزراء المحرّضة"، مثل دعوات الاستيطان في غزة، التي وصفها بـ"التهديد الواقعي الذي يجب مواجهته".
التحليل: دوافع التصريحات وتداعياتها
-
السياق الداخلي:
- تعتبر تصريحات جولان جزءاً من صراع داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث تسعى المعارضة لاستغلال الانقسامات حول إدارة الحرب في غزة.
- يُلاحظ أن غولان—الذي تعرّض للاعتداء خلال احتجاج سابق أمام منزل نتنياهو—يحاول ترسيخ نفسه كـ"صوت أخلاقي" بديل.
-
السياق الدولي:
- تأتي الاتهامات في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً دولية متصاعدة بسبب الخسائر المدنية في غزة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 14 ألف طفل منذ بدء الحرب.
- مقارنة جولان لإسرائيل بجنوب إفريقيا قد تعطي زخماً جديداً لحملات المقاطعة العالمية (BDS).
المصادر الرسمية:
- تصريحات يائير جولان على إذاعة "كان ب" – موقع Ynet العبري
- ردود الفعل الرسمية على منصة "إكس" – تغريدات جدعون ساعر وأفيجدور ليبرمان
- خلفية عن يائير جولان ومواقفه السياسية – ويكيبيديا العربية
خلاصة: بينما تعيد تصريحات جولان فتح الجدل حول أخلاقيات الحرب الإسرائيلية، يبدو أن تداعياتها ستستمر في إشعال النقاش محلياً ودولياً، خاصة مع تصاعد الدعوات لمحاسبة إسرائيل على انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
يائير غولان | غزة | قتل الأطفال | تصريحات سياسية | إسرائيل

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار