قائد الحرس الثوري يتوعد: سنضرب بقوة من أعماق الخليج إذا هُوجمنا
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، أعلنت إيران عن تعزيزات عسكرية غير مسبوقة، بدءاً من كشف النقاب عن قاعدة بحرية تحت الأرض في يناير 2025، وصولاً إلى تصريحات اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، في أبريل من العام نفسه، والتي أكد فيها استعداد البلاد للرد "بشكل حاسم" على أي اعتداء. هذه الخطوات تعكس استراتيجية طهران لتعزيز الردع العسكري في مواجهة التهديدات، خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
تصريحات اللواء سلامي: "لن نبدأ الحرب.. لكننا جاهزون"
في 5 أبريل 2025، صرح اللواء سلامي خلال اجتماع مع قادة عسكريين:
"إيران لن تكون البادئة بأي حرب، لكن قواتنا المسلحة في أعلى درجات الجاهزية لمواجهة العدوان. سنضرب كل نقطة تنطلق منها هجمات ضدنا".
وأضاف أن إيران تمتلك قدرات نفسية وعسكرية تمكنها من إفشال أي مخطط معادٍ، مشيرًا إلى أن الأعداء قد يخطئون في تقدير القوة الإيرانية الرادعة. وجاءت تصريحاته متزامنة مع زيارة لقاعدة بحرية سرية كشف عنها مسبقاً، في إطار استعراض القوة.
القاعدة البحرية تحت الأرض: درع إيران السري في أعماق الخليج
في 18 يناير 2025، زار اللواء سلامي قاعدة بحرية صاروخية تحت الأرض، تقع على عمق 500 متر في موقع سري بالخليج العربي. وكشفت الصور الرسمية عن تفاصيل مذهلة للقاعدة، التي صممت لتحصين الأصول العسكرية من الضربات الجوية، وتضم:
- قوارب هجومية سريعة من طراز "تارج"، مزودة بتقنيات مضادة للرادار.
- صواريخ باليستية موجهة بدقة لاستهداف السفن الحربية.
- صواريخ مجنحة بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف ثابتة ومتحركة.
- طائرات بدون طيار متطورة لتنفيذ عمليات استطلاع وهجوم.
(صورة للقاعدة البحرية الإيرانية تحت الأرض - مصدر: GlobalSecurity.org)
السياق الإقليمي: لماذا الآن؟
تأتي هذه التطورات في خضم عدة تحديات:
- تصاعد المواجهة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تجدد الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني.
- التهديدات الإسرائيلية المتكررة بضرب منشآت إيرانية.
- التوترات في مياه الخليج، حيث تتهم طهران واشنطن بالتحريض على زعزعة الاستقرار.
وفقًا لتحليل مركز "جلوبال سيكيوريتي"، تهدف إيران من هذه الخطوات إلى:
- تعزيز القدرة على إغلاق مضيق هرمز في حال نشوب صراع.
- إرسال رسالة إلى الأعداء بأن تكلفة مهاجمتها ستكون باهظة.
التحليل: بين الردع والمخاطر
رغم أن التصريحات الإيرانية تصنف على أنها "دفاعية"، إلا أنها قد تزيد من حدة التوترات، وفقًا لخبراء. فمن ناحية، تُظهر طهران ثقة غير مسبوقة في قدراتها، خاصة مع امتلاكها بنية تحتية عسكرية تحت الأرض يصعب استهدافها. ومن ناحية أخرى، قد تدفع هذه الخطوات دولًا مثل إسرائيل إلى تسريع خططها لتعزيز ترسانتها الصاروخية.
ويشير محلل عسكري لـ"رويترز" إلى أن:
"القاعدة البحرية الجديدة تمثل تحدياً للقوات الأمريكية في المنطقة، لأن الصواريخ الإيرانية المخبأة تحت الأرض قد تستخدم لاستهداف حاملات الطائرات أو المنشآت الحيوية".
الخاتمة: ما الذي يتوقعه المراقبون؟
مع استمرار إيران في تحسين ترسانتها العسكرية، يتوقع المراقبون أن:
- تستمر واشنطن وتل أبيب في تعزيز التحالفات الأمنية بدول الخليج.
- تشهد المنطقة مناورات عسكرية متكررة كجزء من سياسة الردع المتبادل.
- تبقى احتمالية المواجهة المباشرة منخفضة في الأمد القريب، نظرًا للتكاليف الباهظة لكلا الجانبين.
في النهاية، تؤكد طهران أنها لن تتردد في استخدام قوتها إذا تعرضت للهجوم، لكن السؤال الأكبر: هل تكفي هذه الاستعدادات لثني الأعداء عن التصعيد؟
المصادر
- Iran not after war but prepared to confront any aggression: IRGC chief
- Iran unveils new underground naval base amid tension with US and Israel
- Iran Unveils New Underground Naval Base
- IRGC Navy unveils strategic underground base
تم تحديث المقال في 15 أبريل 2025
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
إيران | الحرس الثوري | القاعدة البحرية | الرد العسكري | الخليج العربي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار