إسرائيل تستعد لـ"حملة عسكرية" ضد إيران حال فشل المفاوضات النووية.. وتخوفات من تداعيات كارثية

4دقائق

جدول المحتويات

مقدمة:

كشفت تقارير استخباراتية غربية، استناداً إلى مصادر إسرائيلية وأمريكية، عن استعدادات متقدمة تجريها إسرائيل لشن ضربة عسكرية "سريعة وواسعة النطاق" ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال انهيار المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران. وتأتي هذه الخطط وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على المنطقة، بما في ذلك مخاطر تسرب إشعاعي أو اندلاع حرب شاملة.

تغير التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية

وفقًا لمصدرين إسرائيليين مطلعين تحدثا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، غيرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرًا تقييمها للمفاوضات النووية، حيث انتقلت من اعتقاد بأن الاتفاق "وشيك" إلى استنتاج بأن المحادثات على حافة الانهيار. وأشار أحد المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة ناجحة قد تغلق قريباً، ما يستدعي التحرك السريع حال فشل المفاوضات.

وأكّد المصدران تقريراً سابقاً لشبكة "سي إن إن" يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يجرِي تدريبات مكثفة استعداداً لسيناريو الضربة، بما في ذلك عمليات محاكاة لهجمات جوية ومعالجة سيناريوهات الرد الإيراني.

حملة عسكرية وليس ضربة واحدة

بحسب المصادر الإسرائيلية، لن تقتصر أي عمليات إسرائيلية على ضربة جوية منفردة، بل ستكون "حملة عسكرية" تمتد لأسبوع على الأقل، وتستهدف مرافق نووية متعددة في إيران. وتوصف هذه العملية بأنها "معقدة للغاية" نظرًا لبُعد المسافة بين إسرائيل وإيران، وانتشار المنشآت النووية الإيرانية في مواقع تحت الأرض أو محمية بدفاعات جوية متطورة.

من جهتها، عبّرت دول عربية وإقليمية عن قلقها من تداعيات مثل هذه الضربة، لا سيما مخاطر تسرب إشعاعي أو تصعيد عسكري واسع النطاق قد يشمل هجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية أو أمريكية في المنطقة، أو عبر وكلائها في لبنان واليمن والعراق.

الموقف الأمريكي: تنسيق مع إسرائيل.. لكن مع تحفّظات

رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مؤخراً أن التنسيق مع الولايات المتحدة "مكتمل"، إلا أن مسؤولاً أمريكياً نقل لـ"أكسيوس" أن إدارة دونالد ترامب قلقة من احتمال تنفيذ إسرائيل الضربة دون موافقة مسبقة منها.

من ناحية أخرى، أفاد مصدر إسرائيلي بأن نتنياهو ينتظر "لحظة خيبة أمل ترامب" من المفاوضات ليكون الرئيس الأمريكي أكثر انفتاحاً على منح "الضوء الأخضر" للعملية. وفي هذا الإطار، عقد نتنياهو اجتماعا سرياً هذا الأسبوع مع وزراء ومسؤولين أمنيين رفيعي المستوى لبحث الخطوات المحتملة.

عقبات المفاوضات النووية: التخصيب.. الخط الأحمر

تعقد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران حالياً في روما، وسط خلافات جوهرية، أبرزها حق إيران في تخصيب اليورانيوم محلياً. وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لقناة "آيه بي سي": "لدينا خط أحمر واضح: لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب".

من جانبها، أصرت إيران على رفض أي اتفاق لا يضمن لها مواصلة التخصيب على أراضيها، وهو ما يعتبر مطلبا غير مقبول للجانب الإسرائيلي الذي يرى في التخصيب خطوة نحو تصنيع سلاح نووي.

مخاطر الضربة: ماذا لو حدثت؟

تداعيات إشعاعية: قد تؤدي الضربة إلى إطلاق مواد مشعة من المنشآت المستهدفة، ما يهدد ملايين المدنيين.
رد إيراني: يُتوقع أن ترد طهران عبر استهداف مصالح إسرائيلية مباشرة أو عبر وكلائها، مثل حزب الله في لبنان.
تصعيد إقليمي: قد تتدخل قوى دولية وإقليمية، ما يؤدي إلى حرب واسعة تُهدد أمن الطاقة العالمية.

خاتمة:
في ظل تعثّر المفاوضات وتباين "الخطوط الحمراء"، تبقى المنطقة على حافة موجة جديدة من التصعيد. ورغم التنسيق الإسرائيلي الأمريكي، فإن قرار الضربة -إن حدث- سيُغيّر خريطة التوازنات الإقليمية، مع تداعيات يصعُب توقعها.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الوسوم

إسرائيل | إيران | المفاوضات النووية | ضربة عسكرية | تخصيب اليورانيوم