الكشف عن "موقع قوس قزح" الإيراني: منشأة نووية سرية تهدد المفاوضات الدولية
مقدمة: صور فضائية تكشف سراً نووياً إيرانياً
كشفت صور أقمار اصطناعية حصلت عليها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن وجود منشأة نووية إيرانية سرية في محافظة سمنان، تعمل منذ أكثر من عقد تحت غطاء شركة كيميائية. الموقع، الذي يحمل الاسم الرمزي "قوس قزح"، يثير تساؤلات خطيرة حول التزام إيران بالاتفاقيات الدولية ومدى مصداقية ادعاءاتها بسلامة برنامجها النووي، خاصة مع اقتراب مفاوضات حساسة بين طهران وواشنطن.
تفاصيل الموقع السري: استخراج مادة "التريتيوم" تحت غطاء مدني
بحسب الصور التي نشرتها "فوكس نيوز"، يقع الموقع على مساحة 2500 فدان، بعيداً عن المنشآت النووية المعروفة مثل نطنز وفوردو. وتشير وثائق "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" (NCRI) إلى أن المهمة الرئيسية للمنشأة هي إنتاج مادة "التريتيوم"، وهي نظير مشع للهيدروجين يُستخدم في تعزيز القوة التفجيرية للأسلحة النووية.
ويعمل الموقع تحت غطاء شركة تدعى "ديبا إنرجي سيبا"، التي تزعم النشاط في مجال الصناعات الكيميائية، وفقاً للمصادر نفسها. ومن اللافت أن التريتيوم ليس له استخدامات تجارية أو سلمية واسعة، مما يعزز الشكوك حول الطبيعة العسكرية للمشروع.
BREAKING 🔴🔴
— Open Source Intel (@Osint613) May 8, 2025
Fox News reveals Iran has been running a secret nuclear site for over a decade, violating the JCPOA from day one. pic.twitter.com/DsAtOilSRs
لماذا التريتيوم مادة "مقلقة" دولياً؟
التريتيوم مادة حاسمة في تطوير القنابل النووية الحرارية (الهيدروجينية)، حيث يعمل على زيادة كفاءة التفجير النووي بنسبة تصل إلى 300%. ورغم أن عمرها النصفي لا يتجاوز 12.3 سنة، مما يتطلب إنتاجها بشكل مستمر، إلا أن كمية صغيرة منها (بضعة جرامات) تكفي لتعزيز سلاح نووي واحد، وفقاً لتحليلات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (SIPRI).
هذا الاكتشاف يضع إيران في موقف حرج، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تذكر هذه المنشأة في تقاريرها السابقة، ما يشير إلى احتمالية وجود شبكة نووية موازية غير خاضعة للرقابة.
توقيت الكشف وتداعياته على المفاوضات
جاء الكشف في لحظة حرجة، حيث تجري إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات غير مباشرة مع إيران عبر وساطة عُمانية. وعقب نشر التقرير، علق ترامب قائلاً: "لم نتخذ قرارنا النهائي بعد بشروط الاتفاق"، بينما أبدى نائبه جي دي فانس تفاؤلاً حذراً: "المحادثات تسير بشكل جيد حتى الآن".
من جهتها، تصر إيران على أن تخصيب اليورانيوم حق غير قابل للتفاوض، وفقاً لتصريحات وزير خارجيتها عباس عراقجي، لكن الكشف الجديد قد يدفع المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات أو المطالبة بفتح الموقع للتفتيش.
تاريخ من المنشآت السرية: هل تكرر إيران سيناريو "نطنز"؟
ليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن منشآت نووية سرية. ففي 2002، كشف المجلس عن وجود منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وفي 2010، كشف عن موقع سري آخر قرب قزوين. هذه السلسلة من الاكتشافات تعكس نمطاً متكرراً من الإخفاء، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة إيران ووتش، ما يضع علامات استفهام حول جدية التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المخاطر الإقليمية: سباق تسلح وشيك؟
إذا ثبت استخدام الموقع لإنتاج التريتيوم، فقد يشير ذلك إلى أن إيران تجاوزت عتبة "القدرة النووية العسكرية"، حتى لو لم تطور سلاحاً فعلياً بعد. هذا السيناريو قد يدفع دولاً مثل السعودية وتركيا إلى السعي للحصول على تقنيات نووية مماثلة، وفقاً لخبراء في الشؤون الإستراتيجية. كما قد تتصاعد التوترات مع إسرائيل، التي هددت سابقاً بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
خاتمة: اختبار لمصداقية النظام الدولي
يضع الكشف عن "موقع قوس قزح" المجتمع الدولي أمام مفترق طرق: إما الضغط على إيران للكشف عن جميع أنشطتها النووية، أو قبول مخاطر تفشي الأسلحة النووية في منطقة مضطربة أصلاً. في الأيام المقبلة، ستكون ردود أفعال الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإدارة الأمريكية محورية في تحديد مصير المفاوضات ومستقبل الأمن النووي العالمي.
المصادر:
- صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن منشأة إيرانية سرية - فوكس نيوز
- تقرير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية - 5 Towns Central
- دور التريتيوم في الأسلحة النووية - SIPRI
- تاريخ الكشف عن المنشآت النووية الإيرانية - إيران ووتش
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
إيران النووية | التريتيوم | منشأة قوس قزح | البرنامج النووي الإيراني | المفاوضات الدولية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار