إسرائيل على حافة الانهيار: تكاليف الحرب تهدد الاقتصاد وتعمق الأزمات الداخلية

4دقائق
استمع استمع للمقال
0:00
4:20

مقدمة: حروب بلا نهاية وتكاليف متصاعدة

منذ تأسيسها عام 1948، خاضت إسرائيل حروباً متكررة، لكن الحروب الأخيرة — خاصة بعد "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023 — اختلفت جذرياً. فبعد أن كانت الحروب تُدار خارج الحدود، أصبحت الجبهة الداخلية جزءًا من ساحة المواجهة، مما رفع التكاليف البشرية والاقتصادية إلى مستويات غير مسبوقة. تشير التقديرات إلى أن تكلفة الحرب الحالية تجاوزت 150 مليار شيكل (40 مليار دولار) في عام 2024 فقط، مع توقعات بزيادتها إلى 160 مليار شيكل (43 مليار دولار) في 2025 إذا توسعت العمليات العسكرية.

إسرائيل على حافة الانهيار: تكاليف الحرب تهدد الاقتصاد وتعمق الأزمات الداخلية

1. تكاليف الحرب: بين الإنفاق العسكري وانهيار الاقتصاد

أ. الجنود والعتاد: الفاتورة الأغلى

  • جنود الاحتياط: استدعت إسرائيل نحو 220 ألف جندي احتياطي منذ بداية الحرب، بتكلفة يومية تقدر بـ60 مليون شيكل للرواتب وحدها. بلغ إجمالي أيام الخدمة 49 مليون يوم، مقارنة بـ2.5 مليون يوم سنوياً قبل الحرب.
  • الأسلحة الفتاكة: صاروخ "حيتس 3" المضاد للصواريخ — الذي يستخدم لاعتراض الهجمات الإيرانية والحوثية — تصل تكلفة الواحد منه إلى 3 ملايين دولار، وهو ما يرهق الميزانية العسكرية.

ب. الآثار الاقتصادية غير المباشرة

  • سوق العمل: تجنيد مئات الآلاف من العمال أدى إلى شح في اليد العاملة، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والبناء.
  • الاستثمارات الأجنبية: تراجعت بنسبة 30% منذ 2023 بسبب عدم الاستقرار الأمني، وفقًا لصحيفة "جلوبس"، مما يهدد بفقدان إسرائيل عقداً من النمو الاقتصادي.

2. ميزانية الجيش: بين الواقع والوهم

أقرت الحكومة الإسرائيلية ميزانية عسكرية لعام 2025 بقيمة 138 مليار شيكل (35 مليار دولار)، لكن التوسع في العمليات العسكرية — مثل اجتياح غزة أو التصعيد مع حزب الله — قد يرفعها إلى 160 مليار شيكل، وفقًا لتقديرات صحيفة "ذي ماركر".

  • الضرائب والديون: تجبر الحكومة على فرض ضرائب جديدة وزيادة الدين العام لتغطية النفقات، مما يزيد الأعباء على المواطنين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع التضخم (بنسبة 5.3% في 2024).

3. الأضرار النفسية والاجتماعية: جراح لا ترى

  • الخسائر البشرية: قتل 840 جندياً وأصيب 14 ألفاً منذ أكتوبر 2023، مع توقعات بزيادة الرقم مع استمرار القتال.
  • الصحة العقلية: 30% من الجنود المسرحين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، وفقًا لتقارير إسرائيلية غير رسمية.

4. سيناريوهات المستقبل: بين التصعيد والانهيار

أ. توسيع الحرب

  • غزة والشمال: أي عملية برية موسعة في غزة أو مواجهة مع حزب الله في لبنان ستكلف 25 مليار شيكل (7 مليارات دولار) لكل 3 أشهر، وفقًا لـ"ذي ماركر".
  • الاحتلال الدائم: إدارة المناطق المحتلة ستضيف عشرات المليارات سنوياً، خاصة مع الحاجة إلى إعادة الإعمار وتأمين البنية التحتية.

ب. تداعيات إقليمية

  • المحور الإيراني: استهداف إسرائيل للمليشيات المدعومة من إيران في سوريا واليمن — مثل عملياتها الأخيرة في الحديدة — يزيد من خطر التصعيد الإقليمي، مما قد يدفع إسرائيل إلى حرب مفتوحة على جبهات متعددة.
خريطة الجبهات العسكرية

خريطة الجبهات العسكرية النشطة

MarkerMarkerMarkerMarker
اليمن (الحديدة)
Leaflet OpenStreetMap

5. تحذيرات الخبراء: "لا يمكن الاستمرار بهذا النمط"

حذّر الخبير الاقتصادي مهران بروزينفر من أن استمرار الحرب لمدة عامين إضافيين سيدمر الاقتصاد:

"التكاليف ليست مالية فقط... نحن نخاطر بفقدان جيل كامل من الشباب المثقل بالديون والصدمات النفسية".

الخاتمة: حرب بلا منتصرين

إسرائيل تواجه مفترق طرق: إما إنهاء الحرب عبر تسويات سياسية صعبة، أو الاستمرار في حرب استنزاف تهدد بتحويلها إلى دولة فاشلة اقتصادياً واجتماعياً. الوضع الحالي يشبه "قنبلة موقوتة" — كما وصفتها صحيفة "جلوبس" — حيث يتصاعد الإنفاق العسكري بينما ينهار النمو وتفر الاستثمارات.

المصادر:

  1. تكاليف الحرب وتأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي - الجزيرة نت
  2. اتفاقية فض الاشتباك والمنطقة العازلة - BBC عربي
  3. تصعيد العمليات ضد الحوثيين وتداعياتها - BBC عربي

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الوسوم

إسرائيل | الحرب في غزة | الاقتصاد الإسرائيلي | الميزانية العسكرية | الجنود الاحتياط

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

مفاجأة صادمة: سعر طن الحديد في مصر أعلى من قيمته العادلة بـ16 ألف جنيه

نعيم قاسم يرفض نزع سلاح "حزب الله" ويحذّر: "إما أن نعيش معًا أو على الدنيا السلام"

أكبر صندوق سيادي في العالم يسحب 1.95 مليار دولار من إسرائيل اعتراضا على الإبادة الجماعية فى غزة