الصين ترد بضربة موجعة.. رسوم 125% على الواردات الأمريكية تشعل الحرب التجارية من جديد
مدة القراءة: 4 دقائق
مقدمة: تصعيد غير مسبوق
أعلنت الصين اليوم، الجمعة 11 أبريل 2025، رفع الرسوم الجمركية الإضافية على سلع أمريكية من 84% إلى 125%، وذلك ردًا على قرار واشنطن برفع التعريفات على المنتجات الصينية إلى 125% في 10 أبريل. يأتي هذا التصعيد كفصل جديد في الحرب التجارية المستمرة منذ سنوات بين أكبر اقتصادين في العالم، مما ينذر باضطرابات واسعة في الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد .
خلفية الأزمة: من 2018 إلى 2025
اندلعت الحرب التجارية بين البلدين عام 2018 عندما فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار، متهمة بكين بممارسات غير عادلة مثل سرقة الملكية الفكرية وإجبار الشركات الأجنبية على نقل التكنولوجيا. تصاعدت التوترات مع توسع الرسوم لاحقًا لتشمل مئات المليارات من السلع، بما في ذلك منتجات التكنولوجيا والصلب والسيارات .
في عام 2020، وقع اتفاق "المرحلة الأولى" لتهدئة الأوضاع، لكنه لم يحل الخلافات الهيكلية. بحلول 2025، استأنف الجانبان فرض الرسوم، حيث رفعت الولايات المتحدة تعريفاتها على الصين إلى 145%، بينما ردت الصين بالمثل .
تفاصيل القرار الصيني الأخير
- الرسوم الجديدة: وفقًا للجنة التعريفة الجمركية الصينية، ستطبق الرسوم البالغة 125% اعتباراً من 12 أبريل على جميع الواردات الأمريكية، بما في ذلك السلع الزراعية والصناعية والتكنولوجية .
- السياق الاقتصادي: وصفت الصين زيادة الرسوم الأمريكية بأنها "تصرف أحادي واستفزازي" و"انتهاك صارخ لقواعد التجارة الدولية"، مؤكدة أن هذه الإجراءات ستجعل المنتجات الأمريكية "غير ذات جدوى" للمستوردين الصينيين .
- الردود الدبلوماسية: دعا وزير التجارة الصيني إلى حل الخلافات عبر الحوار، لكنه حذر من أن بكين "ستقاتل حتى النهاية" إذا استمر التصعيد .
ردود الفعل الدولية
- الولايات المتحدة: وصف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قرار الصين بأنه "خيار خاسر"، بينما أكد ترامب انفتاحه على المفاوضات، رغم تصريحاته بأن "الصين استغلت الولايات المتحدة لسنوات" .
- منظمة التجارة العالمية: حذرت المنظمة من أن استمرار النزاع قد يخفض حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 80%، مما يهدد الاقتصاد العالمي بخسائر تقدر بـ7% من الناتج المحلي الإجمالي .
- الأسواق المالية: شهدت البورصات الآسيوية والأوروبية تراجعاً حاداً، بينما ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية كملاذ آمن، وهبط الدولار أمام العملات الرئيسية مثل اليورو والين .
التداعيات الاقتصادية المتوقعة
- على الصين: قد تواجه ضغوطاً بسبب انخفاض الطلب على صادراتها، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية.
- على الولايات المتحدة: ستتأثر الشركات الأمريكية المعتمدة على الواردات الصينية، مثل شركات التجزئة والتصنيع، بارتفاع التكاليف .
- على العالم: يتوقع خبراء اقتصاديون اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في صناعات السيارات والإلكترونيات والطاقة المتجددة .
مستقبل المفاوضات: أمل متبقٍّ؟
رغم التصعيد، أبدى الجانبان انفتاحاً على استئناف المفاوضات. فقد أعلن ترامب تعليق الرسوم على دول أخرى لمدة 90 يومًا، بينما أشارت الصين إلى إمكانية عقد قمة ثنائية خلال اجتماع مجموعة العشرين المقرر في يونيو 2025 . مع ذلك، يبقى الحل الدائم بعيد المنال دون تسوية الخلافات الهيكلية، مثل دعم الصناعات المحلية وحقوق الملكية الفكرية.
خاتمة: عالم على حافة الهاوية
تظهر الأزمة الحالية كيف أن السياسات الأحادية قد تعيق التعاون الدولي، مما يدفع الاقتصاد العالمي نحو الانقسام إلى كتلتين تجاريتين متصارعتين. بينما تحاول الصين والولايات المتحدة حماية مصالحهما، يدفع العالم الثمن عبر تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.
المصادر:
- أرقام - الصين ترفع التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125%
- الجزيرة نت - ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 145%
(تمت كتابة هذا المقال بناءً على أحدث التطورات حتى تاريخ 11 أبريل 2025).
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الصين | الرسوم الجمركية | الحرب التجارية | الاقتصاد العالمي | الواردات الأمريكية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار