وزير الدفاع الإسرائيلي يقر: "غزة تكشف فاتورة الدم.. حرب الاستنزاف تهدد مخططاتنا"
مدة القراءة:
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريحات نادرة، أن جيش بلاده يدفع "ثمناً باهظاً" خلال العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، وذلك في ظل تصاعد المواجهات مع كتائب القسام التابعة لحركة حماس. جاءت التصريحات وسط تقارير عن هجمات فلسطينية مكثفة أسفرت عن إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، وتكشف عن خلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول المسار المستقبلي للحرب.
الاعتراف الإسرائيلي: إنجازات عسكرية "بثمن باهظ"
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن كاتس قوله: "الآلاف من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، النظاميين والاحتياط، يقاتلون حالياً بشجاعة في غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن وتدمير إرهابيي حماس". وأضاف أن "الإنجازات عظيمة، لكن المخاطر كبيرة والأثمان باهظة"، مشيراً إلى أن الجيش يعمل على توفير "غلاف وقائي شامل" للقوات عبر الدعم الجوي والبري والبحري، واستخدام أسلحة ثقيلة لمواجهة العبوات الناسفة والبنى التحتية التي تشكل تهديداً.
هذا الاعتراف يأتي بعد أشهر من عمليات عسكرية مكثفة في القطاع، والتي خلفت دماراً هائلاً ومئات القتلى من الفلسطينيين، وفق تقارير أممية. لكنه يُظهر أيضاً حجم التحديات غير المتوقعة التي تواجه الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد هجوم كتائب القسام الأخير في جنوب غزة، والذي اضطرت إسرائيل على إثره لإخلاء جنود مصابين جواً، وفق منصات إعلامية عبرية.
هجمات القسام: الكمائن الدفاعية ترفع سقف الخسائر
في رد فعل على التصريحات الإسرائيلية، قال الناطق العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة: "المجاهدون في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة، وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة". وأكدت مصادر عبرية أن الهجوم الأخير للقسام في جنوب غزة أسفر عن إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين، ما دفع المروحيات إلى نقل المصابين إلى المستشفيات.
هذه الهجمات تعكس استراتيجية حماس القائمة على حرب الاستنزاف، والتي تُجبر الجيش الإسرائيلي على مواجهة بيئة معقدة من الأنفاق والكمائن، ما يزيد من تكاليف الحرب البشرية والمادية. وقد نشر الجيش الإسرائيلي مؤخراً لقطات تظهر قصف مواقع فلسطينية، لكنه لم يُعلق بشكل مباشر على حجم خسائره.
السيناريوهات الأربعة: بين التهدئة والاجتياح الشامل
كشفت تقارير لـ**"يديعوت أحرونوت"** و**"سكاي نيوز عربية"** أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس أربعة مسارات رئيسية لإنهاء الحرب، وسط انقسامات داخلية حول الاستراتيجية الأمثل:
- وقف إطلاق النار الدائم: يتضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وهو سيناريو ترفضه حكومة بنيامين نتنياهو حالياً.
- عملية برية "حاسمة": تتطلب تعبئة عشرات الآلاف من الجنود لاحتلال القطاع بالكامل خلال أسبوعين، مع فرض حصار مشدد على المناطق المدنية.
- تصعيد الضربات الجوية مع تقييد المساعدات: يهدف إلى إضعاف حماس دون تفجير أزمة إنسانية كبرى، وهو الخيار المفضل للجيش.
- سيناريو غير معلن: لم تُكشف تفاصيله، لكنه قد يرتبط بتغييرات جيوسياسية طويلة الأمد في القطاع.
تحديات إستراتيجية وإنسانية
رغم التفوق العسكري الإسرائيلي، فإن تكلفة الحرب باتت واضحة. فبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص الغذاء والدواء. كما أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، تعقّد عملية صنع القرار.
من جهة أخرى، تشير التصريحات الأخيرة لمسؤولي حماس إلى استعداد الحركة لمواصلة القتال، ما ينذر باستمرار الحرب لأشهر إضافية، مع احتمالية توسعها إلى جبهات أخرى مثل لبنان والضفة الغربية.
خلاصة: الحرب عند مفترق طرق
يعكس اعتراف كاتس بارتفاع التكلفة العسكرية تحولاً في الخطاب الإسرائيلي، الذي ظل لشهور يروج لـ"انتصار سريع". لكن الأسئلة الأكبر تبقى معلقة: هل ستتجه إسرائيل نحو تسوية سياسية، أم ستضاعف من عملياتها العسكرية رغم المخاطر؟ وكيف ستوازن بين أهدافها الأمنية والضغوط الإنسانية؟
في الوقت الحالي، تبدو غزة ساحة معركة مفتوحة، حيث تُحدد كل هجمة وكل قرار مصير آلاف المدنيين، ومستقبل الصراع الأطول في الشرق الأوسط.
المصادر:
- وزير الدفاع الإسرائيلي: ندفع ثمنا باهظا في غزة - RT Arabic
- 4 سيناريوهات لمستقبل الحرب في غزة - سكاي نيوز عربية
- هجوم كبير للقسام في جنوب غزة - RT Arabic
- اشتباكات عنيفة في غزة وإجلاء جرحى إسرائيليين - سكاي نيوز عربية
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

وزير الدفاع الإسرائيلي | خسائر الجيش الإسرائيلي | حرب غزة | كتائب القسام | السيناريوهات العسكرية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار