صفقة القرن النووية؟ إيران تعرض تريليون دولار لإنعاش الصناعة الأمريكية مقابل اتفاق جديد
مدة القراءة: 4 دقائق
السياق العام: عباس عراقجي والملف النووي الإيراني
عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني الحالي، يعد أحد أبرز الوجوه الدبلوماسية في طهران، حيث لعب دوراً محورياً في المفاوضات النووية منذ اتفاق 2015. يتمتع بخبرة دبلوماسية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، شملت مناصب كسفير في فنلندا واليابان، ونائب لوزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية. يُنظر إليه كـ"وجه ناعم" للنظام الإيراني، يجمع بين الولاء للحرس الثوري والبراجماتية في التعامل مع الغرب.
تفاصيل الصفقة: تريليون دولار لإنعاش الطاقة النووية الأمريكية
كشفت وثيقة مسربة أعدها عراقجي لمؤتمر "كارنيجي" للسياسات النووية عن خطة إيرانية لعرض استثمارات ضخمة على الشركات الأمريكية، تصل قيمتها إلى تريليون دولار، شرط التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن. وتشمل الخطة:
- بناء 19 مفاعلاً نووياً جديداً في إيران، بالإضافة إلى محطة بوشهر الحالية، مما يفتح باب عقود بناء وصيانة بقيمة مليارات الدولارات للشركات الأمريكية المتخصصة في الطاقة النووية.
- تعزيز التعاون في الطاقة النظيفة، مع تركيز على تقنيات غير هيدروكربونية، مثل الطاقة الشمسية والنووية السلمية.
- رفع العقوبات الاقتصادية كشرط أساسي لتنفيذ هذه المشاريع، مع ضمانات لطبيعة سلمية للبرنامج النووي الإيراني عبر آليات رصد دولية.
ووفقاً للوثيقة، فإن الهدف المعلن هو "إنعاش الصناعة النووية الأمريكية المتراجعة"، بينما يرى محللون أن طهران تسعى لاستغلال الحاجة الأمريكية لتحقيق اختراق دبلوماسي يخفف التوتر الإقليمي.
إلغاء كلمة عراقجي في مؤتمر كارنيجي: خلاف حول الشكل والمضمون
انسحب الوفد الإيراني من المشاركة في المؤتمر بعد رفض المنظمين طلباً بإلغاء جلسة الأسئلة والأجوبة المفتوحة، والتي اعتبرها عراقجي "محاولة لتحويل الحدث إلى تفاوض علني غير مثمر". رغم ذلك، سلمت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة نص الكلمة إلى مجلة "نيوزويك"، مؤكدةً أن العرض الاقتصادي ما زال قائماً، لكنه مشروط بـ"تغيير السياسات الأمريكية الأحادية".
ردود الفعل الدولية: بين التفاؤل الحذر والرفض القاطع
- الولايات المتحدة: رحب البيت الأبيض بـ"النوايا الإيجابية"، لكنه شدد على ضرورة ربط أي اتفاق بضمانات أمنية لإسرائيل ودول الخليج. كما أعلن ترامب أن "السبت هو يوم الحسم" في المفاوضات غير المباشرة التي تجرى بوساطة عمانية.
- النقاد الأمريكيون: هاجم سياسيون مثل جيب بوش دعوة عراقجي للمؤتمر، واصفين إياها بـ"التطبيع مع نظام دموي"، في إشارة إلى اتهامات سابقة للحرس الثوري بتورطه في عمليات عسكرية خارجية.
- الصين وروسيا: عبرتا عن دعمهما للاتفاق النووي، مع تأكيد الصين على حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة. لكن تقارير أشارت إلى أن موسكو وبكين تتبنيان موقفاً "حيادياً" يتجنب الضغط المباشر لصالح طهران.
التحديات الإيرانية: بين العقوبات والضغوط الإقليمية
تواجه إيران معضلة ثلاثية الأبعاد:
- الضغوط الاقتصادية: مع استمرار العقوبات التي قلصت إيرادات النفط بنسبة 70% منذ 2018.
- التربص الإسرائيلي: عبر تهديدات متكررة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة في الكونجرس الأمريكي.
- التخلي الروسي الصيني: رغم الخطاب الداعم، إلا أن التقارير تشير إلى أن موسكو وبكين لا تعتزمان الدفاع عن إيران عسكرياً في حال تصعيد واشنطن.
الخلاصة: هل تكون الصفقة بوابة لتفادي الحرب؟
رغم التفاؤل الحذر الذي أعرب عنه عراقجي، تبقى العقبات جسيمة. فمن ناحية، ترفض طهران أي مساس بـ"أمنها الداخلي" أو برنامجها الصاروخي، ومن ناحية أخرى، تفرض واشنطن شروطاً تشمل تفكيك الحرس الثوري وتدمير المنشآت النووية. يبدو أن كلا الطرفين يدركان خطورة اللحظة، لكن نجاح الصفقة مرهون بتحول جذري في سياسات الثقة المتبادلة، وهو ما يبدو بعيدًا في الأفق القريب.
المصادر:
- عباس عراقجي - ويكيبيديا
- إيران تعرض صفقات بمليارات الدولارات على واشنطن - البوابة نيوز
- وزير الخارجية الإيراني يعد الشركات الأميركية بفرص استثمارية - إيران إنترناشيونال
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

إيران | تريليون دولار | الاتفاق النووي | العقوبات الأمريكية | الصناعة النووية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار